الثورة السودانية التحديات المتجددة

 


 

عثمان عطية
9 October, 2024

 

نجحت تكتيكات الجبهة الإسلامية في إجهاض ثورة ديسمبر المجيدة مؤقتًا، وذلك من خلال التضحية بقوات الدعم السريع ومحاربة الثوار عبر إلصاقها بقوات الدعم السريع،، تعمل الجبهة على رسم البديل الأنسب عبر استبدال قوات الدعم السريع بقوات اخري بجانب كتائب الظل، واكثر هذه القوات تاهيلا في الساحة العسكرية الان هي قوات المشتركة. هذا بجانب كتائب الظل بمختلف مسمياتها.
إذا عادت طلائع الثوار من جديد، ستكون هناك قوات المشتركة للمواجهة وإجهاض مشروع الثورة السودانية. وبدلًا من هتاف الشباب الثائر "الجنجويد ينحل"، قد يهتفون "المشتركة تنحل"!؟
ولكن مخاطر الاعتماد علي قوات المشتركة في كونها "حارس" امين لانفال الكيزان مخوف بالمخاطر، فثقافة القوات المشتركة - الثورية وأدبياتها تختلف تمامًا عن ثقافة قوات الدعم السريع، وهو الامر الذي ينمي من قدرتها على الحفاظ على هويتها و يعزز من مطالبها المشروعة. محاولات قادة هذه الحركات للانسياق وراء أجندات الجبهة الإسلامية لن تؤدي إلا إلى تفكيكها داخليًا، كما شهدنا مع انشقاقات سابقة مثل حركة العدل والمساواة !؟
حركات الهامش في الغرب والشرق تمثل جزءًا حيويًا من النسيج الثوري في السودان. فتاريخها الطويل من التهميش والمعاناة جعلها أكثر وعياً بضرورة النضال من أجل حقوقها، كما انه لا يمكن اعتبارها مجرد أدوات في يد الجبهة الاسلامية يمكن التلاعب بها، بل هي نتاج نضال مستمر ضد الظلم والتهميش وقدمت تضحيات جسام علي ذلك، ولا احد ينكر من حجم الاغراءات والضغوط وممارسة التخوين التي تتعرض لها. ايضا العمل مع ثوار ديسمبر فتق من وعيها وقوي من قدرتها على مواجهة \ مفاوضة الحركة الاسلامية في تقديم تنازلات حقيقية لادارة حكم البلاد وتقسيم الثروة.
الجبهة الإسلامية تواجه الآن تحديًا حقيقيًا في إعادة تأهيل وتسويق نفسها، وقد يكون من اولي اولوياتها تشكيل "حارس" جديد وهي خطوة محفوفة بالمخاطر. فالثوار اكتسبوا و يكتسبون وعيًا متزايدًا وقدرة على توحيد التعريفات والموائمة مع الظروف المتغيرة. إذا نجحت هذه القوى الثورية في اعادة توحيد وتنسيق جهودها في مختلف اقاليم السوان، فقد يؤدي هذا ليس فقط في تقليص نفوذ الجبهة الإسلامية وذيولها، بل يؤكد من مصداقية مطالبها الوطنية في بناء وطن معافي ينعم بالتنمية والحرية والسلام.

عثمان عطية

attiaosman@gmail.com

 

آراء