الحال وما عليه … بقلم: عبد الخالق السر

 


 

 

نقد الذهن الرياضي

 

في هذه السلسلة من المقالات سوف نقوم بتحليل الرؤى والمفاهيم التي تأسست عليها الكورة السودانية عبر مسيرتها الطويلة التي تقارب المائة  عام. كما أننا سوف نعمل على تحليل جملة القواعد الاخلاقية التي تحكم الممارسة وتشكل البنى القيمية والمفاهيمية التي تعمل على تأصيل ومواضعة ما ينبثق من سلوك عبر الممارسة اليومية كما هي ماثلة على ارض الواقع.

التيمة الاساسية التي تحكم هذه المقالات هي استدعاء واحياء الممارسة النقدية – في شقها الموضوعي – كفريضة غائبة لا مكان لها في هذا الخضم الذي يحكم عصب النشاط الرياضي وكورة القدم على وجه الخصوص.

نقدا نريد له أن يعمل بوعي وحزم ليعري كل اقنعة الزيف وفضح كل الثقافة الشائهة التي تغذت على عناصر الجهل فصارت مصدرا للتجهيل، وفسادا تعمق حتى صار نهجا وهوية، جعل من اللعبة الشعبية الاولى محض تنفيس سايكولوجي-عصابي يستصحب الشعور البدائية الدنيا ويعمق من سلوك الرعاع والغوغائية. نهجا يصر عليه  العصبة الغالبة من سدنة الممارسة الادارية البائسة تصحبهم جوقة ما يعرف بالصحافة الرياضية المنحازة بغير وعي والمؤسسة للعبثية والفوضى. سوف تعمل هذه المقالات بالتصدي لمنطقهم بالحجة والمقارعة الموضوعية في مسعى لتوطيد مفهوم جديد للممارسة النقدية يبعدها عن مماحكات التجهيل وشخصنة الخلافات.

 ما لا جدال فيه ان كورة القدم تمثل في عالم اليوم الراسمالي حتى النخاع رقما اقتصاديا صعبا جعل الاهتمام بها في سلم الاولويات لمعظم دول العالم المتقدم منها والمتخلف، هذا فضلا عن قيمتها الاجتماعية والتربوية العظيمة في تشذيبها للاجيال الناشئة والعمل على تأهيلهم للنهوض بأعباء المستقبل بندية وثقة عظيمتين. اذن هي ليست نشاط عبثي زائد عن الحاجة لا يليق بأولاد "الناس" كما ظل يروج لذلك العاطلون ذهنيا ومفاهيميا في السر والعلن مع أنهم لم ينسوا للحظة أن ينتفعوا منها كلما حانت اللحظة وتزامنت مع انتهازيتهم المفرطة.

أعلم أن هذا جهدا أكبر من طاقة الافراد أمثالي،ولكنها دعوة مخلصة لهؤلاء الذين يقيفون في رصيف الانتظار بعد أن اعياهم الحال "المايل" والفوضى العارمة الذين تعيشهم الكورة السودانية، ومن هنا نبدأ.

عبد الخالق السر

مدرب وباحث

abdu Elsir [caricaelsir@hotmail.com]

 

آراء