الحرب الجهادية في السودان تحرق المدنيين العزل وشعب مكشوف الظهر

 


 

 

اتخذت الحرب السودانية في هذه اللحظات طابع الحرب الجهادية بعد عودة خطاب الدعاية الحربية الذي استخدمته الحركة الاسلامية في فترة التسعينات عندما استخدم الاسلاميين الشعب السوداني رهائن ودروع بشرية واذاقوه الوان وفنون من العذاب والقمع والتعذيب والتجويع اثناء تحرشهم بكل دول الجوار المتاخمة للسودان وتوظيفهم للازمات والحروب الاقليمية وغزو العراق للكويت و تعزيز الدعاية الحربية في الحرب الجهادية ضد تحالف المعارضة الشمالية و الانفصاليين الجنوبيين عندما كانوا يحرضون العراق علي قصف مصر والسعودية بالصواريخ ويهتفون :

" اضرب اضرب يا صدام من الاهرام الي الدمام "
وياسبحان الله فقد عاد نفس النظام الاخواني الجهادي المتلون الي التسول في موائد الكويتيين والسعوديين واصبح يحتمي بمصر في الصبح والعشية ويتملق ويداهن المصريين بطريقة غير معتادة في علاقات تميزت عبر تاريخها بالعفوية وعدم التكلف وصدق المشاعر بين الشعبيين في مصر والسودان .
لقد تراجع خطابهم الجهادي بعد ان استقرت لهم الاوضاع بعد التصالح مع المعارضة الشمالية والانفصاليين الجنوبيين وتقديم جنوب السودان الجزء التاريخي من الدولة السودانية القومية قربانا علي موائد الامبريالية الدولية والكنائس العالمية .
لقد عادوا اليوم في خطاب وممارسات ارهابية قديمة متجددة لايتطرق اليها الشك ليواصلوا حرق وقصف الشعب السوداني الاعزل والمكشوف الظهر علي الاصعدة الداخلية والاقليمية والدولية واستخدام الهجمات الجوية اليومية في تدمير العاصمة القومية بعد ان خارت قواهم في حرب الشوارع ضد مجموعات البدو من قوات الدعم السريع .
كل ماسبق الاشارة الية مثبت وموثق قانونيا بالصوت والصورة وبادق التفاصيل بعيدا عن وسائل الفبركة المعاصرة والاختلاق التي يسهل تفكيكها واعادتها الي اصولها عبر الاجيال الجديدة من التحقيقات القانونية الرقمية المعاصرة بطريقة تقطع الطريق امام الانكار واللف والدوران .
هناك جهات اخوانية اقليمية وشرق اوسطية وقنوات فضائية مشبوهة توفر الغطاء الاعلامي للحرب الجهادية الراهنة في السودان بطريقة تضع النقاط علي الحروف وتوفر الادلة المادية القاطعة عن طبيعة الحرب السودانية الراهنة والحق يقال فقد اعلن الاسلاميين السودانيين عن انفسهم وهويتهم و دوافعهم وعن العناوين الرئيسية لحربهم الراهنة في السودان بكل وضوح في بلد وساحة تخلوا تماما من اي معارضة بحجم مايجري ويدور في السودان ولم يترواح التعامل مع الحرب الراهنة حتي هذه اللحظة مرحلة الانطباعات الشخصية وعمليات العلاقات العامة الهزيلة وحتي هذه تجري خارج الحدود هذا اذا استثنينا المجهودات الطوعية الشعبية المرهقة التي تقوم بها مجموعات تنتمي الي الاغلبية الصامتة من السودانيين وحركات المقاومة السودانية الذين يحاولون بشق الانفس معاونة واغاثة بني وطنهم من ضحايا الحرب التي اشعلتها وتديرها غرف عمليات الفاشية الاخوانية وفلول الدولة العميقة لنظام الحركة الاسلامية .
وقد تفضلت احد الجهات في التركة القانونية في السلطة الانتقالية السابقة ممثلة في هيئة الاتهام في محاكمة الرئيس المعزول عمر البشير مشكورة باطلاق نداء ومناشدة لعدد من الجهات في بلد يعلمون انه لاتوجد فيها حكومة مطالبين باعادة اعتقال وتسليم قيادات النظام السابق من مجرمي الحرب الذين هربوا من السجن في عملية مسلحة في حماية غير مباشرة من نفس سلطة الامر الواقع التي يطالبونها باعادة اعتقالهم لك ان تتخيل كيف يفكر البعض في ظل هذه الحرب المدمرة وان كانت المحاكمة المشار اليها لاتستند اصلا الي اساس قانوني سليم منذ يومها الاول نسبة الي بطلان العنوان الرئيسي للاتهام والمحاكمة بتهمة تدبير انقلاب عسكري لم يكن له اي وجود ..
ومن مفارقات القدر ان الجهة السودانية الوحيدة التي تقاوم هذا الطاعون الاخواني المسلح والمدجج بكل اسلحة الفتك والدمار وتخوض معه حرب استنزاف طويلة المدي و مواجهات مسلحة يومية قدرية الصنع بعيدا عن حسابات السياسة السودانية المعتادة هي قوات الدعم السريع شاء البعض ام ابي نعم قوات الدعم السريع بكل نواقصها ومشكلاتها القديمة والجديدة المعروفة هي الجهة الوحيدة التي تقاتل الحركة الاسلامية اليوم في قلب العاصمة السودانية في حرب وقودها للاسف الشديد جنود منهكين دفعهم الفقر والرغبة في توفير لقمة العيش لذويهم للتجنيد في صفوف جيش يسيطر عليه الاسلاميين الذين يستخدمونهم وقود لحربهم العقائدية المدمرة تماما كما فعلوا مع الالاف من الشباب والصبية وصغار السن في فترة التسعينات عندما كانوا يحتفون بموت اولئك الشباب بطريقة وخطاب مقزز والكثيرين من صغار السن كانوا يعتقدون للاسف الشديد ان الامر دفاع عن دين وعقيدة تتعرض الي التهديد والله اعلم بنواياهم وبنوايا من استخدموههم وقودا لحربهم من اولئك الاشرار المتاجرين بالدين.
وقد وصل الامر اليوم الي تطور غريب من نوعه وبطريقة تنذر بحدوث انفجار اقليمي غير مسبوق وذلك عندما قام جنرال سوداني معروف من احد نجوم الحرب الراهنة من الابواق التي يستخدمها الاسلاميين في حربهم بتهديد واستفزاز الرئيس الكيني ووصفه بالمرتزق ودعا الجيش الكيني الي منازلتهم في الخرطوم وسط تصفيق وهتاف الاسلاميين وبعض الجنود المنهكين .
بالطبع سارعت بعض الجهات الكينية بالرد بطريقة غاضبة ووصفت الجنرال المشار اليه بالمرتزق الذي يعبر بحديثة عن بعض الجهات ومضي مسؤول كيني اخر في تذكير الجنرال العطا بانهم قد سحقوا ميليشيات جماعة الشباب الصومالية الارهابية وجماعة داعش والدولة الاسلامية المزعومة بطريقة تؤكد ان السلطات الكينية تعلم بحقيقة وهوية من يديرون الحرب الراهنة في السودان وان التزمت بعدم التصريح بذلك في اطار الالتزام بالتقاليد والاعراف الدبلوماسية في التعامل مع ملف الحرب السودانية .
ومع كل ذلك كيف يستطيع نظام وجيش منهك استنزفته حرب شوارع داخلية مع مجموعات شبة نظامية مواجهة جيوش خارجية مثل الجيش الكيني اذا جاز التعبير نسبة لان المواجهة بين البلدين غير ممكنة عمليا وعلي مايبدو ان كل هذا التوتر والتحرش والاستفزاز مقصود منه صرف الانظار عما يجري داخل الخرطوم من تدمير وجرائم حرب منهجية لاعطاء الحرب الراهنة ابعادا وطنية وعقائدية مستحيلة بل هي المستحيل نفسه ولابد من العدالة والمحاسبة في النهاية وان طال السفر .
روابط لها صلة بالموضوع :

https://www.youtube.com/watch?v=bSd4Qj4Vn_o

https://www.facebook.com/mohamed.siddig.355/

 

 

آراء