ما بال أقوام يَزْعُمُونَ أَنَّ أمر سلامة السد قد أَوْصَدَ وأَزْلَجَ! بقلم بروفيسور د. د.محمد الرشيد قريش
**** نأتي هنا ولاحقا ان شاء الله في أربع حلقات متتالية علي دعثرة الوهم حول "سلامة السد”
معلمات علي الطريق:
تكاد قضية سد النهضة ترتبط بكل المخاطر الطبيعية المهددة لسلامة السد علي سبيل المثال: الانزلاقات الأرضية ((Landslides التربة المتمددة (Expansive Soil) الزلازل ( (Earthquakes الفيضانات -السيول(Floods/ Storm Runoff)
"دراسة أسباب فشل السدود في الماضي كانت دائما أكثر الطرق فعالية للحصول على المعلومات عن الأداء الهيكلي والسلامة " (مدير الأداء الوطني الأمريكي لبرنامج السدود)
فمثلا ،دراسة الإخفاقات الهيكلية (الأنشائية) لسدود الدول الأخري : تعزز وتحسن مفهوم المهندسين ل: عمليات تصميم وتشييد المنشئات الهندسية " أداء وتشغيل المنشئات الهندسية وتمديد أعمارها و يمكن أن تكون بمثابة محفز لتوعية الناس بأهمية: السلامة والتفتيش والصيانة والتدريب والبحوث والحفاظ على - وتحسين - الأستثمارات الضخمة في البني التحتية و كما رأينا في الحلقات السلبقة من شهادتنا للتاريخ، فان استبدال سد الحدود بسد النهضة لم يكن هدفه سوي تحقيق التحكم في مياه النيل الأزرق، ولكن بكلفة زيادة مخاطر انهيار سد النهضة الأم، وذلك لسببين: فرغم أن سد النهضة الرئيسي (أو سد الروصيرص) كسدود خرسانية تستطيع أن تتحمل غمر معتدل لسقفيهما (Moderate Overtopping) ، الا أن سد النهضة السروجي الجسري ذو الحشوة الصخرية من المرجح أن يؤدي مثل هذا الغمر الي تدميره! ورغم أن السد السروجي نفسه مقاوم للضرر من الزلازل، لكن ان كان "ضبط الجودة" خلال البناء غير كاف يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضعف انضغاط التربة ، والذي بدوره قد يؤدي إلى تسييل (Liquefaction). لحشوته الصخرية أثناء الزلزال. (سنتناول قضية هذه المخاطر لاحقا ان شاء الله في فصل حصري من هذه الدراسة)
المخاطر "المخاطر"(Risk) تصف ظواهر متكررة وقابلة للقياس ، (كالمخاطر الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل وانهيار السد) وهي عمليات عشوائية لكن ثابتة (Stationary Stochastic Process)
المخاطر المرتبطة بصميم المنشآت الهيدروليكية:
وكمثال لمخاطر المشروع المحتملة المرتبطة ببناء السد ، هناك عدم كفاية تحقيقات الموقع أو عدم كفاية التصميم والتأثيرات علي النظم الهيدرولوجية و الهيدروليكية والجيومورفولوجية بما في ذلك : • التاثيرات علي كمية المياه وجودتها، • والتغييرات في المياه الجوفية (مثلا من خلال التسربSeepage) • والتأثيرات علي نظام القشرة الأرضية (Crustal System) مثل التدهور في اسفل النهر(أمام السد ، كالتآكل نتيجة نقاء المياه والتعرية الضفية (Shoreline Erosion) بل وحتي: • قدح زناد الزلازل في منطقة نشطة تكتونيا وليست ببعيدة عن الصدع الأفريقي العظيم (Great African Rift) – علما بأن مصر أنشأت معهدا كاملا بمسمي ”معهد بحوث الأثار الجانبية للسد العالي وعادة الأمر يتطلب اجراء"تقييم للمخاطر" (Risk Assessment) في مرحلة التخطيط للسد ، وأثيوبيا لم تزعم أبدا أنها أجرت مثل ذلك التقييم الأساسي لكل أو بعض المخاطر وفق المنهجية العلمية المعروفه
والعلاقة بين المخاطر (Risk )و"وثوقية" السد (Dam Reliability ) مثلا يعبر عنها كالأتي: Reliability (R)=1-Risk . (i.e. If Risk Is .001, R=.990) وفترة العودة" (T) هي تقدير لاحتمال حدوث فيضان ما، على سبيل المثال: فيضان بفترة عودة (T-years =1,000) -- كما في حالة سد الوصيرص -- لديه فرصة حدوث تعادل (1/1000) أو (0.1 ) % وفيضان بفترة عودة=10,000) (T – years لديه فرصة حدوث تعادل (0.01 %) ، وفيضان بفترة عودة T=10,000 –years يعني أن في المتوسط يحدث مثل هذا الفيضان مرة واحدة في كل 10,000 سنة ! ولكن قد يحدث في أي وقت وقد لا يحدث على الاطلاق! وتعبير "فترة العودة"، هو قياس إحصائي مبني عادة على بيانات تاريخية تدل على متوسط فترة تكرار الفيضان على مدى فترة طويلة من الزمن، وعادة ما يستخدم لتحليل "المخاطر" (Risk) ، على سبيل المثال أن يقررمتخذ لقرار: ما إذا كان ينبغي أن يسمح لمشروع (كسد النهضة) أن يمضي قدما في منطقة خطر معين (كالخطرالزلزالي في منطقة الدمازين) ، أو كما هو الحال هنا، في تصميم سد قادر علي على الصمود أمام فيضان بفترة عودة معينة والعلاقة بين "فترة العودة" (T )و "والعمر التصميمي" للسد(N) ومخاطر انهياره(P) مثلا يعبر عنها كالأتي: P= 1 – (1 – 1/T )N T وعليه يمكن حساب "فترة العودة" "للفيضان الأقصي المحتمل " (Probable Maximum Flood—PMF من العمر التصميمي" المختار للسد(N) ومخاطر انهياره (P)، فمثلا وفق بيانات اللجنة الدولية للسدود الكبيرة فان احتمال انهيارالسدود الجاذبية (Gravity Dams ، كسد النهضة الرئيسي و كسد سنار) هو P=0.7X10-3 ، بينما احتمال انهيار السدود الدعامية كالروصيرص هو P=09.7X10-3 ومن جانب اخر فان احتمال فشل السدود الخرسانية كسدي النهضة الرئيسي والروصيرص (حيث تبلغ النسبة الخرسانية فيهما 83 % ولا ينطويان علي أية حشوات صخرية) أعلي من احتمال انهيار السدود الجسرية الركامية كسد النهضة السروجي وكسدي مروي والسد العالي(حيث تبلغ نسبة الحشوات الصخرية فيهما 40% و الخرسانية 2.8 % فقط)!وكمثال
ما بين "عدم اليقين " و"سلامة السد": عدم اليقين" (Uncertainty) يصف ظواهر غير قابلة للقياس وغير متكررة ، أي عمليات عشوائية وغير ثابتة (Stationary Stochastic Process) وهناك عناصر"عدم اليقين" والتي يمكن أن تكون : هيدرولوجية، كتدفق المجاري المائية، الخ... ، و هطول الأمطار وكالمعلمات (Parameters)المرتبطة بتقدير الفيضان التصميمي(Design Flood) الخ… أو أوهيكلية كالتعرية أو تشبع التربة بالمياه وفقدان استقرارها و فشلها الهيدروليكي الخ ما بين "المخاطر " و"سلامة السد": و"المخاطر"(Risk، علي عكس "عدم اليقين") تصف ظواهرمتكررة وقابلة للقياس ، (كالمخاطر الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل وانهيار السد) وهي عمليات عشوائية لكن ثابتة (Stationary Stochastic Process)
كيف تم تقيم المخاطر المرتبطة بتصميم سد النهضة
وعادة الأمر يتطلب اجراء"تقييم للمخاطر" Risk Assessment)) في مرحلة التخطيط للسد ، وأثيوبيا لم تزعم أبدا أنها أجرت مثل ذلك التقييم الأساسي لكل أو بعض المخاطر وفق المنهجية العلمية المعروفه!! وكل تحليل للمخاطر (Risk Analysis)يبدأ بتحديد "نهج الفشل"( (“Failure Modesأي كل الأشكال التي يمكن أن يحدث بها الفشل
وقد كان تقرير الخبراء الدوليون الذين اجتمعوا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في عام 2015 لتحليل آثار السد الإثيوبي أشار الي ”أن تصميم السد تطلب تشييد السد السروجي (ٍSaddle Dam) لمنع المياه المخزنة وراء السد من الإراقة والخروج من الناحية الشمالية الغربية للسد الرئيسي شمال غرب الخزان. لكن المخاطر المرتبطة بفشل هذا السد السروجي ربما لم تقدر بشكل كامل، ويجب أن تدار بعناية. (انتهي)" في الواقع السد السروجي كان مطلوبا لزيادة سعة السد الرئيسي من(11.1) مليار م3 ،( التي وصت بها دراسة مكتب استصلاح الأراضي الامريكي عام 1964 ، مقترحة لنفس الموقع ، "سد الحدود" Border Dam) : الي السعة المخطط لها حاليا وهي 74 مليار م3 ، وكل ذلك لضمان التحكم في مياه النيل الأزرقّ أما بالنسة لهواجس تلك المجموعة الدولية فهم علي حق فيها، ففي دراستين - قامت بهما حكومتي إثيوبيا، وكينيا - أشارتا فيهما إلى أن الأعمال الهندسية والإنشائية لمشاريع المياه التي تمت (من قبل الشركات الأجنبية) في بلادهم: كانت منخفضة الجودة. وأن العديد من الاستشاريين، "باعوا (لهم) صنعة غير مطابقة للمواصفات من الدرجة الثانية وقدرات هندسية من الدرجة الثالثة"(وفق افادة ماكلي (" Patrick McCully Silenced Rivers: The Ecology and Politics of Large Dams, 1996) وهذا نذير خطير "للسلامة " ، فالسدود الجسرية ذات الحشوة الصخرية – كسد النهضة السروجي—رغم أنها مقاومة للضررمن الزلازل.لكن ان كان "ضبط الجودة" خلال البناءغير كاف يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضعف انضغاط التربة، والذي بدوره قد يؤدي إلى تسييل(Liquefaction).للحشوة الصخرية أثناء أي حدث زلزالي.
الخلط بين تعبيري"سلامة السد" وأنهيار السد"
هناك من يعتقد أن "سلامة السد" و"انهيار السد" ، "صِنْوَانٍ يُسْقَون بماءٍ وَاحدٍ"! لكن الأمر ببساطة ليس كذلك! فالفرق بينهما كالفرق بين "المعركة" و"الحرب"- فقد تنتهي "المعركة " ولكن تظل "حالة الحرب" قائمة ! والناس كثيرا ما تتحدث عن (حالة) "حضارات سادت (كعاد ,الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ) ثم بادت" (بحدث جلل) وهو "ريحا صرصرا في أيام نحسات" اذا نقول للقائل بأن " كل ما يتعلق بسلامة السد قد تم الأنتهاء منه "كما قال الرسول (ص) لذلك الأعرابي : "لقد حَجَّرتَ واسعًا"! وهو أمر سيصبح جليا بصورة أكبر لمن يقرأ هذه الحلقة وما تليها من حلقات من شهادتنا للتاريخ حول سلامةالسد!
اللجنة الدولية للسدود الكبيرة تصف "سلامة السد" بأنها مرهونة بقدرة مَنْظُوْمَةٌ السد للأيفاء بمَصْفُوْفَةٌ الأستحقاقات الأدائية البيئية والهيكلية والهيدروليكية والتشغيلية"، المطلوب الأيفاء بهم لتتحقق "سلامة السد"
وعلي المرء أن يسأل الذين يقولون (في مركز تحليل النزاعات ودراسات السلام) ب"أن مسألة سلامة السد قد درست"!هل درسوا كل هذه الأستحقات الأدائية التي نحن بصددها ؟ أم هم ينتظرون تقرير المكتب الاستشاري الفرنسي "لِيسْتَبِينَوا الأمر ضُـحَـى الـغَـدِ" ! ، علما بأن تقرير هذا المركز في هذا الصدد يغطي فقط الدراسة الهيدروليكية والسعة وقواعد التشغيل السنوي للخزان ولا عجب فوزير الموارد المائية والري المصري يقول (لصحيفة الأخبار المصرية) أن «مصر سوف تستعين بخبراء عالميين ومصريين في القانون الدولي لدراسة ومراجعة الأتفاقيات التاريخية بين مصر ودول حوض النيل“ ! أليس المصريون بكافين ؟، ونحن لو جاؤنا لأخبرناه!” فاليهم يساق الحديث ها هنا مما جاء في صحيح البخاري: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْبَزَّارُ ...عن سفيان بن عيينة...”عن أبي هريرة (رض) عن الرسول (ص) "يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة" ،نوقد ...سئل ابن عيينة : من هو"عالم المدينة" ؟...قال إسحق بن موسى: هو الزاهد ... "عبد العزيز بن عبد الله" ...من ولد عمر بن الخطاب" وفي رواية اخري هو مالك بن أنس
تعريف بعض ادارات السدود الأمريكية لمصطلح "سلامة السد" :
أبسط التعاريف الأمريكية تقول أن "سلامة السد" تعني حماية الجمهور والبيئة من: آثار فشل السد (أي ضياع المنافع) ، وكذلك أثار الإفراج عن السوائل المهولة والترسبات المحتجزة خلف السد (أي تفادي جلب الأضرار) والتعبيرالهندسي الأخر ذو الصلة ب "سلامة السد" هو:"الموثوقية":
و تعرف موثوقية النظام الهيدروليكي (Hydraulic System Reliability)، بأنها "احتمال تجاوز القوة (Strength or Resistance) للإجهاد(أوالتحميل(Stress or Loading" فموثوقية (Reliability، أي نظام – كمنظومة سد النهضة – تتمثل في قدرته في أداء مهامه على النحو المطلوب مع مرور الوقت وبلغة الحساب، الموثوقية =1- مخاطر النظام فاذا كانت المخاطر تعادل (.001 أي واحد في الألف) ، فان الموثوقية تساوي (.990أي 99%) - وتعرف الموثوقية نظريا بأنها"احتمال الفشل"، و"هندسة الموثوقية”لصيقة الصلة "بهندسة سلامة المنشأة" (السد أو النظام ) فبينما تركز "هندسة الموثوقية" على "كلفة الفشل" الناجم عن تعطل النظام، تركيز "هندسة السلامة" علي "طرق فشل النظام" (Failure Modes)
تعريف "اللجنة الدولىة للسدود الكبيرة" لمصطلح "سلامة السد" :
أما "اللجنة الدولىة للسدود الكبيرة "(( Int’l Commission on Large Dams-ICOLD)) وهي الجهة المرجعية في هذا الشأن فهي تعرف "سلامة السد" بأنها قدرة "منظومة السد" الثلاثية : • هيكل السد(The Structure of the Dam • والخزاان (The Reservoir) • والحيز(المجال الحيوي المباشر ) أمام السد (D/S Zone)
ضبط المصطلح: ما بين "سلامة السد" و "فشل (أي انهيار) السد"
"لقد حَجَّرتَ واسعًا" (عاليه هو حديث شريف، جاء ردا علي الأعرابي الذي قال"اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحد" لأن الناس زجروه لكونه "بال" في المسجد!) اذا "فما بال اقوام" (في القنوات الفضائية قبل الأجتماع العاشر في الخرطوم) يزعمون بأن: "كل ما يتعلق بسلامة السد قد تم الأنتهاء منه"!! ولم يعد مُشرَّعا علي مصراعيه للتفاووض!- و"ما بال أخرون" (في مركز تحليل النزاعات ودراسات السلام) يقولون "أن مسألة سلامة السد قد درست"! بينما لا زالت هناك العديد من الأسئلة حول سلامة السد (وتصميمه ، كما أوضحنا في شهادتنا للتاريخ 17) ، تجلس في غرفة الأنتظار علي أمل أن يأتي دورها للدخول لغرفة مفاوضات سد النهضة كما سنري هنا
الدراسات المطلوبة والغائبة؟ هناك دراسات كثيرة لم تعمل لهذا السد وأهمها: دراسات السلامة (Safety Studies) منظومة دراسات الجدوي الدراسات الأقتصادية والأجتماعية الدراسات البيئية التقييم البيئي Environmental Assessment الأثر البيئي والأجتماعي Environmental & Social Impacts غياب هذه الدراسات قَمِينُ بأن يقَوَّضَ قدرا وافيا من "سلامة السد" ، بمنع منظومة السد من الأيفاء بالأستحقاقات الرئيسية عليها ، فكيف يكون "كل ما يتعلق بسلامة السد قد تم الأنتهاء منه"!! ، و"أن مسألة سلامة السد قد درست"!
عودة الي الفرق بين تعبيري "سلامة السد " و "انهيار السد" ∆وما بين "صحة الأنسان" و"سلامة السد":
منظمة الصحة العالمية تعرف "صحة الأنسان" بأنها هي: "حالة" من اكتمال السلامة بدنيا وعقليا والرفاه الاجتماعي، لا مجرد انعدام المرض أو العجز"، وعليه – وقياسا علي هذا التعريف الضَّافِي: ، نستطيع نحن أن نقول أن: "سلامة السد" هي: "حالة" من اكتمال التَعَافٍ والتَصَالُح البيئي والهيكلي والهيدروليكي والتشغيلي ، لا مجرد انعدام " انهيار السد" ف "سلامة السد" تصف لماذا الفشل "مثير للأهتمام"، على سبيل المثال، فشل "منظومة السد" في تإمين الأستحقاقات عليها و"سلامة السد" ، حينما تكون في وضع حراك فيزيائي فهي "عملية " ( Process) ، وعندما تكون في سكون الجبال فهي "حَالَة" أو "وَضْعِيَّة" (State) أما "انهيار السد" فهو: "حدث"-- (Event) "كالمعركة " – وهو يمثل – ما نسميه في علم النظم- "نسق الفشل" :(Failure Mode) أي "الأعراض" التي يتم من خلالها التعرف علي فشل النظام ، فهو اذا: توصيف ل"حدث" الفشل نفسه، على سبيل المثال "الفشل الهيكلي للسد"
دعنا نشرح أكثر تعريف "اللجنة الدولية للسدود الكبيرة" الموجز لتعبير ""سلامة السد" من منظور نموذج "العطاء(Supply) والطلب"(Demand) المعروف لدي الأقتصاديين: ف "سلامةالسد" هي اذا قدرة "منظومة السد" الثلاثية (أي هيكل السد والخزاان والحيز(المجال الحيوي المباشر ) أمام السد (D/S" والذي يمثل "جانب العطاء"(Supply Side) الذي يسأل عن التقصير فيه مالك السد – أثيوبيا هنا) في : درء (أو خَفْض وتيرة) "التعويق الأضراري" المصاحب ("Disturbances" or Adverse Impacts)، وتأمين (الأيفاء ب)"مَصْفُوْفَةٌ الأستحقاقات ( أي المتطلبات) الأدائية" البيئية والهيكلية والهيدروليكية والتشغيلية التي يطْلَقَها مِنْ عِقَالِهاَ تشييد السد!
Φ "التعويقات الأضرارية" (كفعل ورد فعل بين سد النهضة والنيل الأزرق) والتي علي "منظومة سد النهضة" الثلاثية(هيكل السد والخزاان والحيزأمام السد) خَفْض وتيرتها لتتحقق "سلامة السد" تتمثل هذه التعويقات في الأتي : قد يعمل الخزان كفخ للمغذيات ((“Nutrients بحجزها وبالتالي انقاصها في الأحباس السفلي وزيادتها في الأحباس العليا مما يسرع وصول بحيرة السد الي الأتخامية ((Lake Eutrophication ترسب الطمي خلف السد (في أثيوبيا) وفقدان سعته مع الزمن (ٍفمثلا فقد خزان سنار 60% من سعته بسبب الطمي، ،وفقدخزان خشم القربة 54% والروصيرص34%) والتأثير علي نظام الغلاف الجوي ، كما في حالة زيادة التبخر من الخزان تصادم استخدامات المياه في خزان سد النهضة اذا قررت أثيوبيا جعله متعدد الأغرض والنيل الأزرق (في أمام السد ومن خلفه) ، من جانبه سوف يتكيف مع هذا التعديل الذي فرضه عليه السد وخزانه من خلال مجموعة من "التعويقات الأضرارية" المصاحبة أيضا تتمثل في : تغيير تدرج النهر(Gradient) وعرضه وعمقه تعديل الهيدرولوجيا كالسيطرةعلى تدفق المجاري المائية من خلال: o تقليل كمية المياه o تعديل التصريف النهري وتعديل توقيت وسرعة تدفق المياه o وخفض المناسيب في الأحباس السفلي تعديل ريجيم النهر الهيدروليكي: واحداث تغيير كامل في خصائص المجري المائي في الأحباس السفلي على سبيل المثال: • التدهور في اسفل النهر (في السودان) كالتآكل (التعرية) علي طول مجري النهر والضفاف نتيجة نقاء المياه (Clear-Water Erosion) • التغير الكامل لمورفولوجيا المجري النهري علي سبيل المثال إعادة توزيع الرواسب والغطاء النباتي مما يؤدي الي خفص نسبة حمل الطمي القاعي (Bed Load) إلى إجمالي نسبة الرواسب ككل (Bed & Wash Load) وهذا بدوره يقود الي نوعين من الأضرار: o خفض نسبة عرض المجري المائي الي عمقه o زيادة في تعرج النهر ((Sinuosity مما قد يتطلب الأمر إعادة تصمم بعض أعمال الري في الأحباس السفلي(في السودان)، احداث التغييرات في المياه الجوفية خلف وأمام السد(مثلا من خلال التسربSeepage ) وفي تحول التدفق المائي في الأحباس السفلي (في السودان) الي حالة بالغة من عدم الأستقرار (Flow Becoming Highly Unstable) • بسبب الاحتياجات المتقلبة لتوليد الطاقة ، • وبسبب النبضات المفاجئة (Spate or Surges) المرتبطة بالتوليد الكهربائي
Φ"مَصْفُوْفَةٌ الأستحقاقات الأدائية" (البيئية والهيكلية والهيدروليكية والتشغيلية في أثيوبيا والسودان التي يطْلَقَها مِنْ عِقَالِهاَ تشييد السد) والتي علي "منظومة سد النهضة " الثلاثية تأمينها(الأيفاء بها) لتتحقق "سلامة السد " وتتمثل هذه "المَصْفُوْفَةٌ الأدائية في: التحكم في الفيضانات كبح الرواسب الطميية وضبط التعرية وتوليد القيقا وات ساعات والسماح بالتحويلات(Diversions ) وضبط (تنظيم) التدفق و ضبط جودة (نوعية) المياه إزالة المغذيات (Nutrients) من جريان المياه
والأن يصبح واضحا بأن "منع انهيار السد "(حتي لوكان ذلك "مقدور عليه" كما زعموا!): لا تتحقق به حاليا "سلامة السد" ! بل ولا تضمن به "سلامة السد" في المستقبل! وذلك بسبب: التغييرات في: خصائص مستجمعات المياه الترسيبات الطميية البيئة المحيطة بالخزان التطور المعرفي اذ أن هذه التغيرات: يمكن أن تغير "المعاييرالهيدرولوجية" بعيدا عن تلك التي اعتمدت أصلا في وقت التصميم أوالبناء ، وذلك: بسبب أن الحركات التباينية (الرأسية والأفقية) للسد يمكن أن يؤدي إلى شقوق في جسمه وبسبب التغييرات الكيميائية، والشيخوخة وتدهور المواد التي تطال السد مع الزمن أوبسبب انسداد المرشحات و المصارف ،(على سبيل المثال ، بواسطة الجسيمات الغروانية Colloidal Particles ) ) الذي يمكن أن يؤدي إلى رفع ضغط المياه العلوي (Uplift Pressure) بما يكفى ليعرض استقرار السد أو دعائمه الكتفية للخطر، وكل ذلك من غير شك يقوض "سلامة السد" حتي بدون انهياره! لكن من أبرز التدابير التي يمكن بها دمج "السلامة" في مشروع سد النهضة هي الحرص علي ضمان أقرب التواصل خلال تطوير المشروع بين المهندس الأستشاري والعاملين في مراحل التصميم والتشييد والتشغيل— لكن كيف يتسني هذا والسد ليس له أصلا مهندس استشاري ، وقد أبنا المخاطر الجسيمة لهذا الغياب- في دراستنا بعنوان "شهادتي للتاريخ (12) مخاطر غياب "المهندس الأستشاري" و "منظومة دراسات الجدوي" عن سد النهضة (2 من 2)" المنشورة في الموقعين التالين http://www.sudanile.com/index.php/%D9%85%D9%86%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A/1021-5-3-0-1-6-8-8/87645-
https://sudaneseonline.com/board/7/msg/%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A% كما ان أحد أهم أهداف أي سد --- أوهكذا ينبغي أن تكون الحالة بالنسبة لسد النهضة -- هي: خفض احتمالية وقوع حادث أوحدث فشل (انهيار) للسد ، وذلك من خلال تأمين عملية "سلامة السد" وحل التناقض المكاني والزماني والتصريفي بين الأغراض المختلفة -- وفق نظام الأسبقيات المتضمن في اجراءت تشغيل الخزان علي أن تنال "سلامة السد" (وتوابعه كالمفيض، محطة التوليد، ماسورة تغذية التيربينات (Penstocksالخ… الأسبقية الأولي دون منازع في اجراءت تشغيل الخزان— فهل هذا ما أفصحت به أثيوبيا فيما أفصحت به من خطط؟
و علي المرء أن يتساءل أيضا ها هنا : كيف يوْصَدَ ويزْلَجَ باب التفاوض حول سلامة السد وليس هناك اجابات شافية حول أحكام التحسب الأستشرافي (Anticipatory Provisions) لمتطلبات سلامة السد البيئية والهيكلية والهيدرولوجية والتشغيلية التي روعيت ؟
معلمات علي الطريق:
"دراسة أسباب فشل السدود في الماضي كانت دائما أكثر الطرق فعالية للحصول على المعلومات عن الأداء الهيكلي والسلامة " (مدير الأداء الوطني الأمريكي لبرنامج السدود)
فمثلا ،دراسة الإخفاقات الهيكلية (الأنشائية) لسدود الدول الأخري : تعزز وتحسن مفهوم المهندسين ل: عمليات تصميم وتشييد المنشئات الهندسية " أداء وتشغيل المنشئات الهندسية وتمديد أعمارها و يمكن أن تكون بمثابة محفز لتوعية الناس بأهمية: السلامة والتفتيش والصيانة والتدريب والبحوث والحفاظ على - وتحسين - الأستثمارات الضخمة في البني التحتية فهل سأل المفاوضون السودانيون نظرائهم ان كانوا قد قاموا بدراسة اخفاقات السدود في الدول الاخري؟
∆اخفاق "منظومة السد" الثلاثية " في درء (أو خَفْض وتيرة) "التعويقات الأضرارية المصاحبة" ، من قبل السد أومن ردود الفعل لذلك من قبل النيل الأزرق يؤدي إلى زعزعة أو تقويض "سلامة السد " ، ويخفض قدرة "منظومة السد الثلاثية" علي تأمين بعض أو كل مصْفُوْفَةٌ "الأستحقاقات الأدائية" ا(البيئية والهيكلية والهيدروليكية والتشغيلية) التي يفترض أن تجنيها منها أثيوبيا أوالدول المتشاطئة ، مثل: التحكم في الفيضانات كبح الرواسب الطميية وضبط التعرية وتاكل قاع النهرأمام السد (في السودان) والخطر علي المنشئات النهرية السودانية وتوليد "القيقا وات- ساعات" وضبط (تنظيم) التدفق في الأحباس السفلي و ضبط جودة (نوعية) المياه التي يتم اطلاقها للسودان ومصر إزالة المغذيات (Nutrients) من جريان المياه الخ… اعادة التأكسج( Reoxygenation) للمياه المنصرفة من فتحات التيربينات (Turbinated Discharge Water) التي ستصبح المهيمنة بسبب تركز السياسة الأثيوبيىة لإدارة الأحواض المائية في توليد الطاقة الكهرومائية، ويصبح الأمر أكثر أهمية إذا المسافة بين سد النهضة وسد الرصيرص صغيرة (146 كيلومتر)
"التعويقات الأضرارية البيئية" الواقعة والمحتمل منها كمهددات ل"سلامة سد النهضة " : تتمثل هذه "التعويقات الأضرارية البئية" في : الأخطاء الجيوتقنية (Geotechnical Errors) كالقصور أو الأخطاء في دراسات التربة بموقع السد. عيوب الأساس(Foundation)، كعدم استقرار المنحدر الذي يمكن أن يؤدي إلى فشل السد مشاكل الأساس(Problems) التي تؤدي إلى هبوط أرضي وتشققات ((Settlement Cracking في جسم السد هبوط قمة السد مما يؤدي إلى علو الماء لدروة السد سد الأنقاض (التي يحملها التيار) للمفيض مما يؤدي إلى علو المياه لدورة السد الأنزلاقات الأرضية التي تدفع بتدحرج صخور لتحدث اضرارا بالسد وبمعدات التحكم في بواباته أن يعمل السد كفخ طبيعي للرواسب الطميية بحيث يقود تراكم الطمي في الخزان الي إطماءالخزان (Aggradation)، ولما كان الطمي ثقيل الوزن، فسيزداد ، حمل الطمي(Silt Load):علي السد بصورة تهدد سلامة السد ، لكن من الواضح هنا أنه لم تتم دراسة خطر ثقل الطمي علي سلامة السد في حالة حجز أثيوبيا للفيضان والطمي ، "لمصلحة" السودان ومصر— كما انه من غير الواضح ما هي سياسة أثيوبيا نحو الطمي والفضانات ؟ ومن جانب أخر ، فان الرواسب الطميية تحد من قدرة أثيوبيا علي حصاد الثروة السمكية التي تأملها من خزان سدالنهضة: فالرواسب الطميية كعملية فيزيائية بحتة، تبسط غطاء لفرشة القاع وللكائنات الحية فوقه ، وتسد خياشيمها و آلية تغذيتها تخفض الإنتاجية الأولية (In-stream Primary Productivity) من خلال منع تسلل الضوء للقاع : وتؤدي الترسبات الشديدة الي تغيير هيكلية "مجتمع الكائنات القاعية" Benthic Community)) وخفض تنوعها وزيادة هيمنة أنواع بعينها مما يضر بتوازن "السلسلة الغذائية" (Food Chain) والسد يشكل أيضا حاجزا يمنع هجرة الأسماك (أحد أهم أغراض انشاء السد وفق الرواية الأثيوبية)، يمنع هجرتها الي خلفه، كما أن مد وجذر التيار في الأحباس السفلي أو تذبذب منسوب المياه المنصرفة بعد التدوير أمام السد (Tailwater-Level Fluctuations) يمكن ان يقتل الكائنات المائية
ولما كانت ادارة ومكافحة الرواسب الطميية هي قرار سياسي (Policy Decision) في يد أثيوبيا حصريا ، علي المرء أن يسأل الذين زعموا بأن: "كل ما يتعلق بسلامة السد قد تم الأنتهاء منه"!! هل تعرفون ما هي سياسات أثيوبيا في هذا الشأن—ومعالجاتها للتخفيف من الأضرار ؟ وكم من الرواسب الطميية ستقرر أثيوبيا تمريرها عبر السد وكم سوف تبقيه خلفه؟ نَبِّئُونِا بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ! و بدور السد كفخ طبيعي للرواسب الطميية سوف يطلق مياه خالية من الطمي للأحباس السفلي مما تسبب في تغيير هيدرولوجيا النهر و يعمل الخزان أيضا كفخ للمغذيات (Nutrients) بحجزها وبالتالي انقاصها في الأحباس السفلي وزيادتها في الأحباس العليا مما يسرع وصول بحيرة السد الي الأتخامية (Lake Eutrophication) وهناك التشبع بالمياه (Waterlogging) وزيادة ملوحة الأرض نتيجة لزيادة التبخر، بحيث يصبح المتبقي من المياه أكثر ملوحة، كما ان زيادة التبخر تبقي القليل من المياه لتمييع ودفع حمل الملح الي الأحباس السفلي وأخيرا وليس أخرا هناك احتمال قدح زناد الزلزال المستحدث ( (Induced Seismic Activity والذي سنتناوله مع قضية الزالزل في حلقة حصرية ان شاء الله التدابير الأحترازية ماذا بوسع أثيوبيا أن تعمل من تدابير احترازية تجاه هذا التقويض "لسلامة السد"؟ دعنا نري:
إجراءات خفض (تخفيف) التعويق الأضراري تتمثل هذه الأجراءات أساسا في أمرين: تقييم المخاطر في مرحلة التخطيط ، وهو مالم تقم به أثيوبيا تصميم أحكام تدابير احترازية (للتحسب الأستشرافي) لمتطلبات سلامة السد: أحكام التحسب الأستشرافي لمتطلبات سلامة السد هذه ينبغي أن تراعي في كل من مراحل التخطيط والتصميم والتشييد والتشغيل، علي سبيل المثال: خفض مناسيب مياه الخزان بالسحب إلى أسفل خلال موسم الفيضانات لطرد أكثر الرواسب من خلال مصرف المياه "(Spillway) للحد من ترسب الرواسب في الخزان: لكن الخزانات كبيرة الحجم الهيدرولوجي (50% (C /I > كسد النهضة (C/I=74/50.2 or 147%) ترحل حملها المائي معها من سنة إلى اخري لو تم تشغيتها علي أساس "التخزين المستمر" كما هو متوقع ولا تفرغ الا القليل من الماء والفرصة فيها ضئيلة للأفراغ الدوري لمياه الخزان لطرد الرواسب الطميية ، وذلك لأن فقدان المياه الذي يصاحب ذلك لن يكون مقبولا لهيئة الطاقة الكهربائية الأثيوبية
بينما تتمثل تدابير التخفيف من أضرار المياه الجوفية والأملاح (كتشبع الأرض بالماء (Waterlogging) واملاح الأرض (Land Salinization) في الأتي : ضبط التصريف ( Discharge Regulation) ضبط الصرف (Drainage) الحد من التسرب(ٍSeepage Control) تبني منهج وممارسات ادارية سليمة للري
وبالنسبة لقدح زناد النشاط الزلزالي المستحث (Induced Seismic Activity) تتمثل تدابير التخفيف في: تقييم المخاطر في مرحلة التخطيط (Risk Assessment) أحكام تصاميم السد وملحقاته ، وهذا ما فصلناه في شهادتي للتاريخ 47 (الجزء الثاني) والمنشورة في الموقعين الأسفيرين التالين: http://sudaneseonline.com/board/7/msg/1537462197.html http://www.alhowsh.com/news.php?action=show&id=80196 ومن اجراءات خفض التعويق الأضراري الممكنة أيضا: ضبط تصاريف ومناسيب المياه ومكافحة انتشار الأعشاب المائية في الخزان وفي الأحباس السفلي وهناك حل جزئي لتقليص مرور الطمي عبر التربينات كنا قد أشرنا اليه في حلقات سابقة من هذه الدراسة ،ويتمثل في موضعة بوابات التحكم (Spillway Openings or Sluices) أسفل مستوي ماخذ التوربينات: Turbine(Power) Intakes Inlets) بحيث يكون ارتفاع مدخل القدرة (Power Intake Inlet ) أعلى من ارتفاع فتحات مصرف المياه ، (Spillway Openings) ، ويبدو من الرسم الكروكي للسد أن شركة ساليني(مصممة السد) قد قامت بذلك ومن اجراءات خفض التعويق الأضراري الممكنة أيضا: تجهيز أسفل مأخذ سحب المياه (ماخذ التوربينات) بمنافذ لطرد الطمي، والراجح أن هذا لم يتم في حالة سد النهضة! ووضع سدود ) هدارات) غاطسة (Submerged Weirs) أمام الماخذ لتوجيه (قيادة) الرواسب إلى قنوات التصريف (Spillways) ، والراجح هنا أيضا أن هذا لم يتم في حالة سد النهضة! علما بأن هذه التدابير الأخيرة سوف تساعد ولكن لا تمنع تراكم الطمي في الخزان أو في مروره عبر التوربينات
فهل عمل الأثيوبيون بالأخذ بأي من هذه الإجراءات؟وهل أخذتم -- أيها القائلون بأن أمرسلامة السد قد أَوْصَدَ وأَزْلَجَ – أية ضمانات من نظراؤكم الأثيوبيون بأنهم مراعون لتلك الأستحقاقات البيئية لسلامة السد ؟ مهددات سلامة السد—نظرة عامة::
"سلامة السد" - كما رأينا - تتمثل في قدرة "منظومة السد" الثلاثية(السد والخزان والمجال الحيوي المباشر) في الأيفاء بالمتطلبات الأدائية (البئية والهيكلية والهيدروليكية والتشغيلية) ودرء (أو خفض وتيرة) "التعويقات الأضرارية"
وعليه فأن " مهددات سلامة سد النهضة تتمثل في: مهددات سلامة السد البيئية ، كحمل الزلزال: مهددات سلامة السد الهيكلية (الأنشائية) ، كحمل رفع المياه العلوي مهددات سلامة السد الهيدرولوجية والهيدروليكية ، كالفيضان التصميمي للمفيض ومهددات سلامة السد التشغيلية ، كالخرق المعتمد لإجراءات التشغيل وكفاءة نظم الأنذارالمبكر وخطط الطواريء سوف نعمل علي تفصيل كل تلك المهددات في الحلقات القادمة ان شاء الله
بروفايل بروفيسور د. د. محمد الرشيد قريش* مستشار هندسي "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" ( الضحي 11) مدير ومؤسس مركز تطوير أنظمة الخبرة الذكية لهندسة المياة والنقل والطاقة والتصنيع وصاحب مشروع البناء النهضوي للسودان من القواعد الي أعلي
مجالات الخبرة: خبير التخطيط القطاعي للموارد المائية والمعالجات الجذرية لمشاكل الفيضانلت والسيول وخبير قانون المياه الدولي وخبير مفاوضات نزاعات المياه العابرة للحدود وقسمتها خاصة مفاوضات واتفاقيات دول حوض النيل وخبير التخطيط القطاعي للنقل (الجوي والحديدي والبري) وأبحاث الطرق ومعالجات مشاكل الأحتقان المروري و خبير التخطيط القطاعي للطاقة والقوي الكهربائية وخبير التخطيط القطاعي للصناعة واقتصاد المعرفة، بما في ذلك: تصميم وتطوير وتقييم المؤسسات واعادة هيكلتها لرفع كفاءة ادائها و تحقيق ضمان الجودة (َQuality Assurance) وهندسة ضبط الجودة (Quality Control) وتصميم أنظمتها الأحصائية والخيارات الأستراتيجية القومية لصناعة المعلومتية وفرص استثمارات القطاع الخاص فيها وخبير تصميم وتطوير وتقييم مناهج وبرامج التعليم الفني والتقني والهندسي وخبير التخطيط القطاعي للبحث العلمي وللعلوم والتقانة ومفاوضات نقل التكنولوجيا واختيارها وتوطينها
الأجازات العلمية :
دكتوراه هندسة النظم الصناعية والنقل ("بامتياز فائق" (ٍSumma Cum Laude): جامعة كولومبيا الأمريكية (1979) دكتوراه الموارد المائية-- هيدرولوجيا وهيدروليكيا وهيدروجولوجيا وليمنولوجيا (علم البحيرات والمياه العذبة) وكيمياء المياه -- (جامعة مينسوتا الأمريكية 2003). ماجستير الفلسفة (M.Phil.) "بامتياز فائق" في التخطيط الاقتصادي والاقتصاد الصناعي(جامعة كولومبيا، 1975) ماجستير إدارة الأعمال (M.B.A. with Distinction) في الأقتصاد وبحوث العمليات (جامعة يوتا الأمريكية 1970) بكالوريوس الهندسة الزراعية بتخصص ماكينات وقوي، جامعة ولاية كاليفورنيا (1968) الشهادة المتوسطة (Intermediate Science) في العلوم: جامعة الخرطوم، (1964) شهادة في النقل الجوي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا M.I.T.)، 1978) شهادة في "العلوم والتكنولوجيا والتنمية" جامعة كورنيل الأمريكية (1975)
Mini Doctor of Medicine Degree –University of Minnesota "ولا فَخْرَ"( حديث شريف)
وفي جانب السيرة العلمية العملية:
عمل بروفيسور قريش كزميل بمركز الدراسات الهندسية المتقدمة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا(M.I.T.) وكأستاذ مشارك في جامعتي ولاية مينيسوتا الأمريكية وكأستاذ مشارك بجامعة الملك عبد العزيز بجدة و كباحث أول بالمجلس القومي للبحوث ومحاضر غير متفرغ بمعهد أبحاث البناء بجامعة الخرطوم وكمساعد باحث في جامعة يوتا الأمريكية وكمستشار للأسكوا وكمستشار لليونسكو بباريس وكخبير أول بالأمم المتحدة للعلوم والتكنولوجيا وكخبير بمنظمة الخليج لللأستشارات الصناعية وكمديرا للمركز القومي للتكنولوجيا في السودان
وفي الجانب المهني فهو: زميل "الجمعية الهندسية السودانية" وعضو " أكاديمية نيويورك للعلوم" و "عضو بارز" في "جمعية هندسة التصنيع الأمريكية " و "معهد المهندسين الصناعيين" الأمريكي وعضو "معهد الطيران والملاحة الفضائية " الأمريكي وعضو "الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين" و"المعهد الأمريكي للعلوم الإدارية" و"الجمعية الأمريكية لضبط الجودة" و"المعهد البريطاني للنقل"، وعضو منتسب " للجمعية الأمريكية للمهندسين الزراعيين" و انتخب عام 1975 عضوا في الجمعية الشرفية للمهندسين الأمريكيين (Tau Beta Pi ) ورشح في نفس السنة للقائمة العالمية للمهندسين الأشهر (Who's Who)
"وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى "(الأنفال 16) "وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً" (الكهف 39) والباحث هو صاحب مبادرة دراسات "موائد الرحمن الفكرية" التي تعني بتقديم الحلول التقنية لمعالجة المشاكل التنموية لتوفيرها لزملاء المهنة في موضع المسؤلية ، وللباحثين وطلاب العلم في الجامعات والمعاهد (والتي نقل بعضها الكثير من المواقع الأسفيرية العالمية) والمنشورة في النت تحت منصة: إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا" (الأنسان 9) ومنها: "هذا هو مشروعنا النهضوي للسودان هَلْ تَعْلَمُ لَهُ صنوا أو نظيرا" اعادة قراءة "شهادتي للتاريخ (30 - أ)" : بذلت لهم نُصحي بِمُنعرَجِ اللِّوى … "فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ" لثمان عشرة من الأيات البَيِّنَاتٌ" – "ومن اضبارة مشروعنا النهضوي هذا –هل مِن مدكرٍ - كيف صوبناهم انقاذا للسودان من خبراء الأنقاذ - في ثمان عشرة من الأيات البَيِّنَاتٌ" "شهادتي للتاريخ (48) - من هنا نبدأ: معلمات خارطة الطريق للبناء النهضوي للسودان من القواعد الي أعلي" والتي تكمل عناصر ثلاثية البني التحتية تلك(أي اطالة عمر البني التحتية منع انهيارها المبكر والبناء النهضوي للسودان من خلال الأرتقاء بقطاعاتة المختلفة تلك لأحداث التحول الهيكلي في السودان من خلال تغيير النموذج النهضوي