الدعوة بضرورة ضبط ايقاع الثورة والثوار

 


 

 

 

* ماحدث فى السودان اعجب كل سكان المعمورة، تنظيم دقيق، و تحرك مدروس ، و ممرحل، و شباب يملأ العين والقلب بوعيه و معرفته بما هو مطلوب منه، قدموا شهداء فداء للوطن ، و ايمانا منهم بضرورة ان يخرج السودان من مأساته، ويصبح لزاما على كل حادب على الوطن العمل على تخليد ذكرى هؤلاء الشهداء.

* لا يغيب عن البال..ان الحراك الشعبى الواسع ضد الحكم السابق ليس حراكا ضد الاسلام الذى يعد مسكن هوية غالبية سكان السودان، و لكنه ضد سلطة جماعة جاءت الى الحكم وسط شعارات متدثرة بالدين فى بيئة تهيم عشقا بسماع قصص العدالة فى عهد امير المؤمنين عمر بن الخطاب والخليفة عمر بن عبد العزيز..وفى مبدء امرها سلطت على العباد قهرا باسم الدين بحجة انها تحمى العقيدة السمحاء..ولان سوءهم يفوق سوء الظن العريض كما وصفهم شهيد الفكر محمود محمد طه فلا غرابة ان يظهروا مرة اخرى تحت شعار حماية الدين والشريعة من الملاحدة العلمانيين.
* وصدقت رؤية الشيخ محمود محمد طه حين قال" لاشك انه من المفيد جدا للشعب السودانى ان يمر بتجربة حكم جماعة الهوس الدينى لانها ستكشف زيف شعارات هذه الجماعة، وهذه الجماعة سوف تسيطر على السودان سياسيا واقتصاديا و لو بالوسائل العسكرية، وسيذيقون هذا الشعب الامرين ، و سيحيلون نهار هذه البلاد الى ليل، و سينقسمون الى فئتين كخطى السكة الحديد تلعن كل منها اختها، و سيدخلونها فى فتنة فيما بينهم و سيقتلعون من ارض السودان اقتلاعا.
* نبوءة رجل ثاقب الفكر ، ولكن اقتلاعهم من أرض السودان لن يكون سهلا.. فهم سيحرصون على الحفاظ على مكاسبهم الذاتية، و طول بقائهم فى السلطة جعلت لهم جيوبا و عيونا هنا و هناك مما يستدعى الحذر والحيطة والتدبر.
* الحراك الثورى المدعوم بغالبية الشعب السودانى يهدف الى خلق دولة مدنية ، وو ضع اسس متينة لديمقراطية تعددية ، و هذا حلم مشروع ، و لكن سودان اليوم يجابه مشاكل اقتصادية حادة مع ضرورة توفير الوقود والخبز ، و محاصرة اتباع النظام السابق الذين يسعون ليل نهار لبث الفرقة بين الثوار ، و زرع الفتنة بين مكونات الاجماع الشعبى.
* سد الفجوة الضرورية ..و توفير الضروريات مع محاصرة سدنة النظام السابق ، يحتاج الى داعمين لكل منهم رؤيتهم الخاصة فى تعريف.. الديمقراطية والتعددية حسب ظروفهم السياسية والاجتماعية، و يصبح من الاجحاف ان الزم جميعهم بالتماهى تماما مع رؤيتى كثائر سودانى...و فقد هؤلاء الداعمين سيصب فى مصلحة المتربصين للانقضاض على الثورة.
* واهم من يظن ان اركان النظام السابق قد انهارت ، فهناك خفافيش الدولة العميقة ، بعضهم اخترق ساحات الاعتصام ، و هناك شرائح تعد لما يسموته مليونية دعم الشريعة .. لتعقب حوادث عنف وصدام ... وفى خضم هذا الصراع الرهيب سيجد المجلس العسكرى الانتقالى نفسه مضطرا للتدخل لحماية البلاد والعباد و يعين الحكومة المدنية تحت امرته و سطوته .. و تضيع احلام الثوار....ولذا لابد من ضبط ايقاع الثورة والثوار...والله من وراء القصد.

salahmsai@hotmail.com

 

آراء