الدولة السارقة و لصوص صناعة دولة
زهير عثمان حمد
13 April, 2022
13 April, 2022
قد نتساءل ونحن في قمة الغضب في زمن نعيش لما نري ونعايش هل نحن في زمن الدولة السارقة و من تكون هذه الدولة السارقة؟ ولنا تساؤل بنفوسنا لماذا نصفها بهذه الصفة القبيحة التي تجعلها تتوارى عن الناس لو كانت بشرا مثلنا؟ ولنا أن نتساءل وأن يسأل غيرنا هل هذه الدولة مظلومة عندما وصفت بذلك؟ لا احد يدافع عن قيادة فاسدة في مستويات الدولة ونعلم اننا نعيش في زمن تغيب المواطن البسيط عن طريق التضليل الاعلامي وادعاء الوطنية والعمل من اجل الكادحين ورمي قليل من ما يحتاجون لكي يحس الجميع بانها دولة الرعاية الابوية ولكنها الان دولة اللصوص والدولة التي تصنع اللصوص بمنهج وسياسات لا تغيب عن المتابع الفحيص الذي يقرا المشهد العام من خلال الاختلال في موارد الدولة وضعف أداءها المالي وعجزها عن تحصيل الضرائب وللضرائب سفر فيه العجائب والكثير من المؤلم المزعج والمخل بقوانين الدولة التي وضعت لتخدم الكبار من رجال اعمال واباطرة مال لا يعرف اي قيمة انسانية غير جني المال بلا معايير اخلاقية او قانونية وهنا بلا شك يسقط الانساني والوطني
إن السرقات أشكال وإن السّرّاق أنواع وإن أهون السرقات هي سرقات الماديات، وإن شنع السرقات وأخس أنواعها هي سرقات هي سرقتهم للامة ولصوتها وقرارها ما حققت من خلال ثورة عظيمة بدماء شهداء خالدين في وجدان الشعب وإن اللص الفرد لهو أبسط اللصوص، وإن لص الدولة لهو أرذل اللصوص, وإن سرقة فرد واحد لهو جريمة كبيرة، وإن سرقة شعب كامل لهو أكبر جرما علي الاطلاق، خاصة سرقة الثروات وحقوق الجماهير
أودّ أن اقول لكم أمرين الأمر الأول أن اللصوص الذين نتحدث عنهم ليسوا أولئك الذين يسرق الواحد منهم رغيفه أو خزينة دكان ، ولكن ما اقصد بهذا التعبير هو كل من أخذ شيئاً ليس من حقه بالنهب أو بالسلب أو بالغصب أو بالسطو في غفلة من صاحب الحق ، أو في غيبة القانون أو بالتحايل عليه ، وفي إطار هذا التحديد ، فإن كل من يتعدّى على أموال الناس العامة أو الخاصة ، أو على أعراضهم أو حرياتهم المشروعة أو مؤسساتهم وما فيها من الوظائف هم في عداد اللصوص أما الأمر الثاني ، فهو أنني أتحدث عن اللصوص أينما وجدوا ، وإنه إذا وجد في السودان الان بهذه الصورة الخطيرة وضعف القائمين علي تنفيذ القانون ، مَن على رأسه ريشة فلا داعي لأن يتحسس رأسه نعلمهم بالاسم والجريرة وكل شيء موثق في دفتر احوال الوطن
ان ُّ صناعة اللصوص في المجتمعات تمر بمرحلتين المرحلة الأولى هي توفير البيئة الحاضنة التي تساعد على تنامي اللصوصية وانتشار اللصوص ، وهذه المرحلة لها مظاهر منها تأليه حكم الفرد والتسلط ، وكثيراً ما يصنع الشعب هؤلاء عن جهل وسذاجة وبطريقهم ، تعالوا نذكر قول للرئيس البوسني الراحل بيجوفيتش عندما وصل ليصلي الجمعة متأخراً ، فأفسح له الناس الطريق إلى الصف الأول ، وعندما وصله استدار ليخاطبهم بغضب ( هكذا تصنعون طواغيتكم ! ) ، فإذا كان إفساح المجال للصلاة يصنع الطواغيت فما بالُنا بإفساح المجال أمام من يتقدم الصفوف لقيادة الجيش مثلاً عن غير جدارة أو استحقاق ؟! وعندما يتم تأليه والانكسار امامه من اجل حفنة جنيهات من الطبيعي أن يُغيّب القانون ، فكلامه هو القانون ، وإرادته هي الشريعة الغاب ، فإذا تم تغييب القانون انتشر الفساد ، لأن طريق الصلاح التي يحددها القانون قد اختفت معالمها ، وإذا انتشر الفساد سادت المحسوبية ، وسيادة المحسوبية تؤدي بالتأكيد إلى ضعف الإدارة لأن الأمر يُسند إلى غير أهله ، وهذا ما يؤدي إلى سوء التخطيط ، وسوء التخطيط يقود الدولة إلى الفشل ، وفشل الدولة يهبط بالجماهير إلى درك الإحباط وفقدان الأمل !نحن الان نعيش اتعس ايام دولة ما بعد الاستقلال المال العام مباحة سرقته والكل يهرب اغلي موارد الوطن ببخس الاثمان ولا ندفع الضرائب ونتهرب منها وندفع جزء ضئيل منها لنحمي مصالحنا لا نعيد حصائل الصادر لكي تكون خارج الوطن ليوم نهرب فيه من المحاسبة او يعود في شنطة لكي يباع في السوق الموازي لمزيد من الارباح ويصبح احد ملوك الدولار تحت سمع ونظر الدولة ويدفع اليسير لعسسها مقابل الحماية من القانون وغيرها من الممارسات الأخرى الرشو ة الارتشاء والتزوير في كل الأوراق الرسمية ويعلم الجميع انهم ليسوا اهل حق ولكن يقولون نغض الطرف من اجل ان نعيش وما اتعسها من معيشة
الامر الثاني ، تبدأ الجماهير بفقدان الثقة والأمل في اصلاح الحال، فإذا فقدت الأمل تكون أمام خيارين إما أن تنقض عهد الالتزام بالقانون الذي بينها وبين الدولة و الخدمة مقابل الولاء كما نقضه السارقين من قبل ، ويتجه كل واحد منا إلى ما يمكن أن نسميه الاغتراب او الهروب او قل وبثقة انه الخلاص الفردي ، كلنا يبحث عن حل مشكلاته وتحقيق غاياته بنفسه ، وأنا هنا أصف ولا أبرر ، فيجد الكثير من أفراد المجتمع أنفسهم منقادين إلى التزلف لأصحاب القرار ، وبيع الذمة لأهل النفوذ ، كما ينقادون إلى منح الولاء المطلق لأصحاب الولاية ، ومنح الولاء على هذا النحو يؤدي بالطبع إلى تثبيت الفساد واحقق دولة السارقين والدولة التي تصنع اللصوص ، وبهذا تكتمل الدائرة ، ويبقى المجتمع يسير في حلقة مفرغة ، فيصل مجتمع كهذا إلى النتيجة المتوقعة ، أو الصناعة الرائجة ، ألا وهي صناعة اللصوص بجميع طبقاتهم وبمختلف تخصصاتهم
اننا نعيش في زمن الدولة السارقة التي تصنع اللصوص وبكل تحمل هذه التعابير من معاني بغيضة ولكنهم سوف ينعمون زمن قليل وينتصر الحق ولو بعد حين .
zuhairosman9@gmail.com
إن السرقات أشكال وإن السّرّاق أنواع وإن أهون السرقات هي سرقات الماديات، وإن شنع السرقات وأخس أنواعها هي سرقات هي سرقتهم للامة ولصوتها وقرارها ما حققت من خلال ثورة عظيمة بدماء شهداء خالدين في وجدان الشعب وإن اللص الفرد لهو أبسط اللصوص، وإن لص الدولة لهو أرذل اللصوص, وإن سرقة فرد واحد لهو جريمة كبيرة، وإن سرقة شعب كامل لهو أكبر جرما علي الاطلاق، خاصة سرقة الثروات وحقوق الجماهير
أودّ أن اقول لكم أمرين الأمر الأول أن اللصوص الذين نتحدث عنهم ليسوا أولئك الذين يسرق الواحد منهم رغيفه أو خزينة دكان ، ولكن ما اقصد بهذا التعبير هو كل من أخذ شيئاً ليس من حقه بالنهب أو بالسلب أو بالغصب أو بالسطو في غفلة من صاحب الحق ، أو في غيبة القانون أو بالتحايل عليه ، وفي إطار هذا التحديد ، فإن كل من يتعدّى على أموال الناس العامة أو الخاصة ، أو على أعراضهم أو حرياتهم المشروعة أو مؤسساتهم وما فيها من الوظائف هم في عداد اللصوص أما الأمر الثاني ، فهو أنني أتحدث عن اللصوص أينما وجدوا ، وإنه إذا وجد في السودان الان بهذه الصورة الخطيرة وضعف القائمين علي تنفيذ القانون ، مَن على رأسه ريشة فلا داعي لأن يتحسس رأسه نعلمهم بالاسم والجريرة وكل شيء موثق في دفتر احوال الوطن
ان ُّ صناعة اللصوص في المجتمعات تمر بمرحلتين المرحلة الأولى هي توفير البيئة الحاضنة التي تساعد على تنامي اللصوصية وانتشار اللصوص ، وهذه المرحلة لها مظاهر منها تأليه حكم الفرد والتسلط ، وكثيراً ما يصنع الشعب هؤلاء عن جهل وسذاجة وبطريقهم ، تعالوا نذكر قول للرئيس البوسني الراحل بيجوفيتش عندما وصل ليصلي الجمعة متأخراً ، فأفسح له الناس الطريق إلى الصف الأول ، وعندما وصله استدار ليخاطبهم بغضب ( هكذا تصنعون طواغيتكم ! ) ، فإذا كان إفساح المجال للصلاة يصنع الطواغيت فما بالُنا بإفساح المجال أمام من يتقدم الصفوف لقيادة الجيش مثلاً عن غير جدارة أو استحقاق ؟! وعندما يتم تأليه والانكسار امامه من اجل حفنة جنيهات من الطبيعي أن يُغيّب القانون ، فكلامه هو القانون ، وإرادته هي الشريعة الغاب ، فإذا تم تغييب القانون انتشر الفساد ، لأن طريق الصلاح التي يحددها القانون قد اختفت معالمها ، وإذا انتشر الفساد سادت المحسوبية ، وسيادة المحسوبية تؤدي بالتأكيد إلى ضعف الإدارة لأن الأمر يُسند إلى غير أهله ، وهذا ما يؤدي إلى سوء التخطيط ، وسوء التخطيط يقود الدولة إلى الفشل ، وفشل الدولة يهبط بالجماهير إلى درك الإحباط وفقدان الأمل !نحن الان نعيش اتعس ايام دولة ما بعد الاستقلال المال العام مباحة سرقته والكل يهرب اغلي موارد الوطن ببخس الاثمان ولا ندفع الضرائب ونتهرب منها وندفع جزء ضئيل منها لنحمي مصالحنا لا نعيد حصائل الصادر لكي تكون خارج الوطن ليوم نهرب فيه من المحاسبة او يعود في شنطة لكي يباع في السوق الموازي لمزيد من الارباح ويصبح احد ملوك الدولار تحت سمع ونظر الدولة ويدفع اليسير لعسسها مقابل الحماية من القانون وغيرها من الممارسات الأخرى الرشو ة الارتشاء والتزوير في كل الأوراق الرسمية ويعلم الجميع انهم ليسوا اهل حق ولكن يقولون نغض الطرف من اجل ان نعيش وما اتعسها من معيشة
الامر الثاني ، تبدأ الجماهير بفقدان الثقة والأمل في اصلاح الحال، فإذا فقدت الأمل تكون أمام خيارين إما أن تنقض عهد الالتزام بالقانون الذي بينها وبين الدولة و الخدمة مقابل الولاء كما نقضه السارقين من قبل ، ويتجه كل واحد منا إلى ما يمكن أن نسميه الاغتراب او الهروب او قل وبثقة انه الخلاص الفردي ، كلنا يبحث عن حل مشكلاته وتحقيق غاياته بنفسه ، وأنا هنا أصف ولا أبرر ، فيجد الكثير من أفراد المجتمع أنفسهم منقادين إلى التزلف لأصحاب القرار ، وبيع الذمة لأهل النفوذ ، كما ينقادون إلى منح الولاء المطلق لأصحاب الولاية ، ومنح الولاء على هذا النحو يؤدي بالطبع إلى تثبيت الفساد واحقق دولة السارقين والدولة التي تصنع اللصوص ، وبهذا تكتمل الدائرة ، ويبقى المجتمع يسير في حلقة مفرغة ، فيصل مجتمع كهذا إلى النتيجة المتوقعة ، أو الصناعة الرائجة ، ألا وهي صناعة اللصوص بجميع طبقاتهم وبمختلف تخصصاتهم
اننا نعيش في زمن الدولة السارقة التي تصنع اللصوص وبكل تحمل هذه التعابير من معاني بغيضة ولكنهم سوف ينعمون زمن قليل وينتصر الحق ولو بعد حين .
zuhairosman9@gmail.com