هذا هو تاريخ مكر ودهاء الكيزان في السودان

 


 

 

السودان منذ إستقلاله ١٩٥٦، ظل يدور في حلقة مفرغة.
بسبب إنتهازية بعض القوى السياسية على رأسها الأخوان المسلمين، الذي رفعوا شعار: الدستور الإسلامي الزائف.

في وقت كان مثقفي جنوب السودان يطالبون بالفيدرالية في ظل دستور ديمقراطي.

الأخوان المسلمين، أو الكيزان كما نسميهم حديثاً، إستغلوا الأحزاب التقليدية وأبرموا معها إتفاقاً مكنهم من تمرير مخططاتهم الجهنمية عبر تحالفهم وقتها مع حزب الأمة والوطني الإتحادي وحزب الشعب الديمقراطي، بعد ثورة إكتوبر ١٩٦٤م.

إذ بعثوا بمذكرة إلى السيد سر الختم الخليفة رئيس وزراء حكومة الثورة أصروا على إجراء إنتخابات جزئية تستثني الجنوب نظراً للحرب وتدهور الوضع الأمني هناك.

أصروا على إجراء الإنتخابات الجزئية رغم أن المصلحة الوطنية تقتضي تهيئة الأجواء والظروف الموضوعية لإجراء إنتخابات عامة في كافة أرجاء الوطن، لكن بني كوز، لا تهمهم مصلحة الوطن، كل الذي يهمهم الوصول إلى السلطة، لذلك سعوا بكل ما يملكون من خبث ودهاء شيخهم حسن الترابي لإقصاء الجنوب، كون أغلب سكانه غير مسلمين.
المطالبة بإجراء إنتخابات بتلك الكيفية، كان حصيلتها تقسيم مبكر للوطن.

للأسف السيد سر الختم الخليفة رضخ للضغط والإبتزاز وحل الحكومة وإعلن إستقالته وتم تشكيل حكومة جديدة من تحالف الأحزاب التي أشرت إليها آنفاً، مما أدى لاحقاً إلى إجهاض ثورة إكتوبر١٩٦٤م.
بعد إجراء الإنتخابات الجزئية، لم تتحسن الأضاوع، إذ ظلت تتدهور إلى أن وقع إنقلاب جعفر نميري في ١٩٦٩/٥/٢٥م.

بعد ثماني أعوام عاد الأخوان المسلمين وشاركوا نميري السلطة على إثر ما سمى حينها، بالمصالحة الوطنية التي وقعها الصادق المهدي مع جعفر النميري في بورسودان في ١٩٧٧/٧/٧م، على حساب المصلحة الوطنية أيضاً.!!!
الكيزان إستغلوا أجواء المصالحة السياسية الزائفة، وتغلغلوا في مفاصل الدولة، وأقنعوا نميري بتطبيق قوانين سبتمبر التي سموها كفراً وبهتاناً بالشريعة الإسلامية، بغرض قمع الشارع السوداني الذي ظل يقاوم سياسات الظلم والطغيان.!

وأستمر الحال هكذا، حتى بزوغ فجر إنتفاضة مارس/ ٦ إبريل في ١٩٨٥م.

وحينما وجه لهم الرأي العام السوداني النقد بعد الإنتفاضة نتيجة مشاركتهم لنظام دكتاتوري، قالوا: أنهم كانوا يمارسون المعارضة من داخل نظام نميري!!!

وفي إنتخابات عام ١٩٨٧م، حازوا المركز الثالث في البرلمان، لكن ذلك يمنعهم من التآمر والخيانة، إذ سرعان ما نفد صبرهم بقواعد الديمقراطية، وسارعوا إلى نفذوا إنقلابهم المشؤوم لأنهم كانوا مبيتين النية السيئة ضد إرادة الشعب التي إرتضت الديمقراطية، خياراً.
كما فعل البرهان، في إنقلاب ٢٠٢١/١٠/٢٥م، الذي دفع ثمنه الشعب والوطن.

هؤلاء القوم تسيطر على نزعة شريرة تآمرية، هدفها الأساسي السلطة والثروة لا غير.!

هؤلاء القوم لا يعرفون قيمة للوطن والمواطن، في سبيل مصالحهم، هم على إستعداد لفعل كل شيء ويبررون ذلك بأنهم يدافعون عن الدين.

الكيزان هم جماعة ماسونية هدفها تخريب مفهوم الوطن والأرض والإنسان.

لذلك نحن في السودان، لن نحقق الأمن والإستقرار السياسي والنمو الإقتصادي، إلا عبر فضح هذه الجماعة الغوغائية، وفضح مخططاتها الشريرة، وعزلها سياسياً وإجتماعياً ومحاسبتها على الجرائم التي إرتكبتها بحق الوطن والشعب.

السودان الذي نحلم به، ونتوق إليه يبنيه الوطنيين الديمقراطيين المستنيرين المؤمنين بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.
بعد عقد المؤتمر الدستوري، كركيزة لقيام دولة المواطنة المحكومة بالقانون والمؤسسات.

لذلك لا معنى ولا قيمة للشعارات الزائفة أي كان نوعها...!!!
من غير ثقافة ديمقراطية حقيقيّة تقود وتوجه العقل وتحكم السلوك اليومي للفرد والمجتمع والمؤسسات السياسية في بلادنا بعد ثورة ديسمبر المجيدة.

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
//////////////////////

 

آراء