السقوط الحر للاقتصاد ولا خيار لإنقاذه غير وقف الحرب

 


 

 

الرأى اليوم

صلاح جلال

💎 فى ظل واقع التضخم الركودى Stagflation الذى يعيشه السودان منذ إندلاع الحرب ، توالت مؤشرات متسارعة أمس واليوم لتهاوى قيمة الجنية السودانى فى الأيام القليلة الماضية ، عند بداية الحرب فى ١٥ أبريل ٢٠٢٣م كان صرف الجنية السودانى أمام الدولار الأمريكى ٥٦٠ج للدولار الواحد ، تدهور سعر صرف العملة المحلية حتى بلغ مرحلة التدهور القصوى أمس فى السوق الموازى للجنية السودانى ليساوى
*الدولار الأمريكى ١٥٦٤ج*
*الريال السعودى ٤١٠ ج*
*الجنية المصرى ٣٣ ج*
بإعتراف وزير المالية د.جبريل إبراهيم فى مؤتمر صحفى قبل عدة أسابيع أن *البلاد فقدت ٨٠% من مصادر إيرادتها بسبب توقف الإنتاج نتيجة للحرب* ، نتيجة لهذا التدهور تتعرض كل المصارف العاملة الآن لمخاطر الإنهيار الكامل وتتعرض كذلك مدخرات المواطنين للتآكل المستمر وفقدان القيمة خلال مدة زمنية وجيزة قادمة ، *وعندها يصبح الجنية السودانى عملة غير مبرئة للذمة* لاتساوي قيمة تذكر أوراق التواليت أعلى منها كما حدث فى فنزويلا ، عندها يفقد التداول التجارى اليومى الثقة فى العملة المحلية ولابد من إيجاد عملة بديلة للطوارئ كما فعلت زيمبابوى عندما إنهارت عملتها النقدية إعتمدت الدولار الأمريكى كعملة محلية للتداول ، *الإنهيار الإقتصادى فى معظم التجارب متزامن مع حالة إنهيار الدولة*.

💎 *السؤال ماهى العملة التى سيعتمدها السودان كبديل للجنية المنهار* ؟ *هل سيتفاهم السودان مع المملكة العربية السعودية أو دولة قطر لإعتماد الريال بديل للجنية السودانى* فى حالة السقوط العمودي؟ ، أم تترك الأمور للفوضى الإقتصادية الكاملة دون إتجاه للمخارج كما فعلت الصومال ؟ *لقد تجاوز إيقاع الإنهيار الإقتصادى تقديراتى السابقة* التى أوردتها فى عمود الرأى اليوم تحت عنوان [ *الضربة المزدوجة الإنهيار الإقتصادى والمجاعة فى السودان*] بتاريخ ٢٩ مارس ٢٠٢٤م و الذى تنبأت فيه بالإنهيار الحر للعملة المحلية فى مدة أقصاها ستة أشهر من تاريخ العمود فى ظل المؤشرات الإقتصادية السائدة ، يبدو أن تقديراتى كانت أكثر تفائل عن حقائق الواقع الإقتصادى الذى سبقنى بخطوات متسارعة للسقوط العمودى .

💎💎 ختامة
*ما العمل وماذا نفعل* ؟ الحرب الأهلية حقيقة نعيشها لأكثر من عام الآن والإنهيار الإقتصادى أصبح حقيقة مشاهدة ومعاشة لكل المواطنين تنعكس على الإحتياجات الإنسانية الضرورية من الدواء والطعام والمحروقات
*لقد ضاقت الحياة بمواطن السودان وفى طريقة للمزيد من الرهق والخناق*، لقد نشرت الإسبوع الماضى صحيفة السودانى خبر أكل المواطنين للقطط فى منطقة أمبدة بأمدرمان والآن المجاعة الشاملة تدق بقوة على الأبواب فى معظم الانحاء خاصة مدن الغرب ، *هل سينتظر الشعب السودانى الموت داخل منازلهم مربعين أيديهم مستسلمين* ؟ أم سيخرجوا شاهرين هتافهم لإنقاذ ما تبقى لهم من حياة !!! *الحل الوحيد المتاح للخروج من هذا المأزق هو وقف هذه الحرب فوراً* ، التى فقدت كل مبررات إستمرارها كما فقدت طاقتها للتعبئة والإتساع وسقطت مشروعيتها وفرغت أشرعتها من الهواء ، *على طرفيها الإستسلام لشروط الواقع القاهرة* ، وقف الحرب هو الخيار الوحيد فى سلة الحلول الممكنة لمواجهة الإنهيار الإقتصادى والمجاعة وإنهيار الدولة ، *يتحمل مسئولية هذه المأساة كاملة الفريقان البرهان وحميدتى* .

#لاللحرب
#لازم_تقيف

صلاح جلال
٦مايو ٢٠٢٤م

 

آراء