السودان..الحاجة لنهج جديد للتنشئة

 


 

 

يجب علينا اعادة النظر في السياسات و النظم المعنية بشؤون الطفولة عن طريق معالجة جذورالمشكلات الاجتماعية و الثقافية، و تبني أساليب تنشئة قدرات الطفل و ثقافته، و تتيح له الفرصة للمشاركة و الابداع .
هذا القول لصاحب الأقوال التي تتبعها أفعال و أعمال عظيمة لأطفالنا، هو خالد الذكر صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز صاحب مبادرات و انشاء المجلس العربي للطفولة والتنمية و أكاديمية طفولة العربية والشبكة العربية للمنظمات الأهلية والجامعة العربية المفتوحة وو برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) ومؤسسة الأمير طلال الخيرية وغير ذلك من الأعمال الخيرية التي لا تحصى و لا تعد للأطفال في الدول العربية
قدم المجلس العربي للطفولة و التنمية منذ تأسيسه دعم كبير متواصل مالي و فني لترقية حقوق و حماية الطفل في السودان وبناء قدرات العاملين معهم و مؤسساتهم في مختلف المجالات و المشاريع .
ها هو يعمل على تطبيق و نشر نموذج المجلس الجديد للتنشئة ( تربية الأمل) في السودان وهو مشروع استراتيجي للمجلس في كل الدول العربية ، تبلورت الخبرة المتراكمة للمجلس في تقديم هذا النموذج الجديد لتنشة الأطفال . الجدير بالذكر، أن ربان سفينة هذا المجلس و أمينه هو المفكر العربي البروفسير حسن البيلاوي ، عالم الاجتماع المعروف و الخبير الدولي و صاحب العديد من البحوث و المؤلفات منها على سبيل المثال و ليس الحصر : اصلاح التعليم في العالم الثالث، علم اجتماع التر بية المعاصر ، الجودة الشاملة في التعليم، التنمية الثقافية و التنوير ، سوسيولوجيا التربية و التنمية ، الاثنوجرافيا النقدية في علم الاجتماع و المدرسة ، و صدر له مؤخرا كتاب نقد الأيدولوجيا في التعليم و المجتمع .
يهدف نموذج المجلس الى تنمية وعي الطفل و تنمية عقله و ايقاظ ذاته المبدعة و اطلاق طاقاته الانسانية الخلاقة و بناء قدراته لمساعدته على العيش بكرامة بما يحقق المواطنة الايجابية حتى تنمو مع الطفل ثقافة راسخة من القيم و السلوكيات التي تعزز بناء مجتمع يقوم على الحرية و المواطنة و المشاركة و قبول الاخر و تقبل الاختلاف و ممارسة الحوار و ادارة الاختلاف و خلق حالة من التوافق الاجتماعي .
الحرب الدائرة في بلادنا ،يجب أن تكون أكبر دافع لنا لتطبيق و نشر هذا النهج الجديد للتنشئة، نحن في أمس الحاجة لعقل و نهج جديد من أجل انسان جديد ومجتمع جديد . نحن في السودان ،في أشد الحاجة الى تطبيق هذا النموذج الذي يرتكز على مبادئ الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، بما يحقق المواطنة الإيجابية، وأظهرت الحرب الكارثية الحالية ،غيابه الواضح و افتقارنا له ، فهو نموذج شامل للتنشئة ، يهدف الى تنمية وعي الطفل و تنمية عقله و ايقاظ ذاته المبدعة و اطلاق طاقاته الانسانية الخلاقة و بناء قدراته لمساعدته على العيش الكريم وتحقيق المواطنة الايجابية حتى تنمو مع الطفل ثقافة راسخة من القيم و السلوكيات التي تعزز بناء مجتمع يقوم على الحرية و المواطنة و المشاركة و قبول الاخر و تقبل الاختلاف و القدرة على التعبير و ممارسة الحوار و ادارة الاختلاف و خلق حالة من التوافق الاجتماعي مما يتواءم مع الثورة الصناعية و المرحلة المستقبلية المقبلة.
يهدف النموذج الجديد للمجلس الى تطوير أساليب التنشئة الراهنة ليشارك الطفل و يسهم بفعالية في بناء وطنه و تنميته،تحقيق الاتساق بين مؤسسات التنمية، و كما يهدف الى احداث تغييرفي تنشئة الطفل لانتاج شخصيات اجتماعية تعتمد في علاقاتها مع الاخرين على التعاون و المساواة و العدل و الحرية وليس على السيطرة و الخضوع ، و من هنا يبدأ مجتمع حر مستقل تسوده العدالة و الحرية و العمل على دعوة الرأي العام لدعم المفاهيم و المبادئ التي يقوم عليها النموذج. يتعلق النموذج من مبادئ متكاملة قوامها توجه حضاري و انساني،ينطلق من نهج حقوقي و من اتفاقية حقوق الطفل و المشاركة و تربية الأمل و المواطنة و التمكين ومواكبة الثورة الصناعية القيم المستقبلية الايجابية. تعتبر المواطنة من أهم المبادئ و لها أربعة أبعاد المساواة الكاملة ، الحقوق و الواجبات ، التعايش المشترك ، و المشاركة في شؤون الوطن
يتطلب تطبيق هذه المبادي اتباع استرتيجيات و اليات و سياسات تربوية و مجتمعية جديدة تتفق مع حقوق الأطفال و اصدار التشريعات اللازمة و اعداد المؤسسات و تهيئة الأطفال و تنسيق حركة التطبيق و المناصرة من مختلف الجهات ذات الصلة .
معا ، مجتمع مدني و مؤسسات تعليمية و اعلام و أسر و كافة القوى المجتمعية والجهات التي تعمل في التنشئة، لتطبيق و نشر و مناصرة هذا النموذج الجديد لاحداث نقلة نوعية في تنشئة الأطفال و لتجاوز التحديات الحالية و تحقيق النهضة و من أجل سودان جديد و عقل جديد..لانسان جديد..لمجتمع جديد

والله المستعان
ياسر سليم شلبي
ناشط في حقوق الطفل

 

yas_shalabi@yahoo.com

 

آراء