الشهادتين !!!

 


 

بشير اربجي
30 September, 2022

 

اصحى يا ترس -
تم نهار الأمس إعلان نتيجة إمتحان الشهادة السودانية بعد طول إنتظار من الأسر والطلاب، وكانت النتيجة هذا العام تحمل الفرح لأسر الطلاب الناجحين لكنها حملت ألما أيضا لأسر أثنين من الممتحنين هذا العام، وأعني هنا إبن منطقة كوبر بالخرطوم بحري الشهيد (عمر زهير) الذي إجتاز الإمتحان بنجاح ورفيقه إبن أم بدة الشهيد (ماكس) الذي تفوق هو الآخر، فقد حققا شهادتين جعلت الدموع تطفر من مآقي أهليهم ورفاقهم بالمواكب، وكانوا قبلها قد نجحوا في إمتحان الوطنية الذي فشل فيه كبار رغم صغر سنهم، وقدموا لأسرهم المكلومة نتيجة يفخرون بها في حب الوطن والزود عن الحرية والسلام والعدالة بالأرواح الزكية،
قبل أن تعلن لجنة إمتحانات السودان تخطيهم للمرحلة الثانوية والتأهل لدخول سوح الجامعات بتفوق، وكيف لا يفعلون ذلك وهم رغم سني عمرهم البضة قد اجتازوا الإمتحان الأكبر في تحدي الظلم والقهر والإستبداد والطغيان الذي احترفه عسكر السودان منذ أن نال إستقلاله، وقدموا درسا فى التضحية حد الإستشهاد من أجل أن تسود قيم الحق والخير والجمال ومن أجل الحرية ضحوا بأغلى ما يملك الإنسان وهي روحه، هي دروس وعبر يقدمها شباب السودان لكل العالم ليزداد إندهاشه بهذه الثورة المجيدة المباركة، وهي علامات تقدم ليعلم الكل أن هذه الثورة المجيدة بالغة أهدافها في الحرية والسلام والعدالة مهما طال بها الطريق، ودليل على أن هذه الثورة المجيدة يقودها خيرة شباب البلاد واليافعين منهم من أجل تحقيق القيم الكلية لهذا الشعب الأبي، وليس كما ظل يهرف العسكر والفلول وحملة السلاح بأن الثورة يقودها مجموعة من المخروشين ولا مخروش غير هؤلاء الإنقلابيين القتلة، فهي ثورة مجيدة يقودها شباب كنا ندخرهم لقيادة البلاد علميا وسياسيا واجتماعيا، لكن الفلول والبرهان وحميدتي ومجموعتهم قرروا قطع الطريق عليها وقتل زينة شباب هذه البلاد.
لكن فليعلم كل القتلة أننا من أجل هؤلاء الشهداء ومن أجل المصابين والجرحي، سنقتلعهم من أرض السودان إقتلاعا ولن نترك منهم حتى من يفكر مجرد تفكير بأن يحكم البلاد بقوة السلاح مرة أخرى، فثورة مثل هذه تتواصل كل هذا الوقت ويتسابق النوابغ فيها في تقديم أرواحهم لتحقيق أهدافها، لن يقف فى وجهها القتلة واللصوص والسوقة وبائعي الضمائر والموارد فى أسواق النخاسة، وستخرج هذه الأرض المباركة ارتالا من الشهداء وثوارا يحلمون بالحرية، ولأجلها سيقدمون أنفسهم رخيصة كما فعل عمر زهير وماكس وكما سبقهم السابقون منذ أن ارتقت التاية وسليم، ولن يتمكن أي من حملة السلاح ولا المليشيات التابعة لهم من كسر شوكة هذه الثورة العنيدة، فهي ثورة على كل خراب الفلول وكل منظوماتهم المشوهة التى تركوها خلفهم للردة على الثورة المجيدة، ولن يستطيعوا إيقاف هذا المارد الجبار طالما يتدافع أبناءه لنيل الشهادتين بكل هذه الجسارة.
الجريدة

 

آراء