الطريق للحرب الأهلية الشاملة بجهالة

 


 

صلاح جلال
24 February, 2024

 

صلاح جلال

قد أرسل لى الأستاذ مبارك الكودا مقال ينتقد فيه د.الوليد مادبو يقول فيه مخاطبا الوليد “كنا نبحث عن شخص متعلم له سند مجتمعى من الغرب ليكون رئيساً للوزراء فى هذه المرحلة الصعبة “، وأقول: من أنتم الذين تبحثون ومن خولكم بالبحث ؟ لماذا هذا الإستعلاء فى العطاء والمنع والنظرة الدونية للآخرين . هل أنت لا تعلم أن د.الوليد من غزية إذا أصيبت غزية أصيب معها فالرجل من أهلة ، لقد تمت إعتداءات متكررة بالطيران على حاضرة الرزيقات ومات خلق كثير من المدنيين ودمرت مبانى ومساجد ومصالح والآن الفيديوهات مبذولة فى حدود علمى فى الميديا عن الدمار فى الضعين وبادية الرزيقات عامة فى حالة غضب وحزن شديد ويعتقدون أن ماحدث هو إستهداف لهم كقبيلة وجماعة سكانية لأن قيادة الدعم السريع تنتمى للرزيقات يجب تأديبهم فى حملة دفتردارية ! .

لقد سبق ان حذرناكم منذ بداية هذه الحرب اللعينة والتعبئة الهوجاء القائمة على أسس عرقية وجهوية سوف تحدث فرز كبير ومنعطف خطير وستكون القوات المسلحة أول ضحايا هذا الفرز العرقى الذى على أساسة تم إستهداف أبناء بعض القبائل فى الخرطوم والشمالية والجزيرة وفى كل مكان فيه سيطرة للقوات المسلحة إستهداف على الإثنية والجهة ولون البشرة ، مايحدث هو مرحلة متقدمة فى الإنقسام المجتمعى ستقود لتحول الحرب من الثروة والسلطة إلى الجهة والقبيلة وتبدأ حرب الكل ضد الكل ، أنكم ومعكم قيادة القوات المسلحة تركبون طريقاً وعراً وثنايا ضيقة ذات حواف حادة تقود البلاد نحو حرب أهلية شاملة لاتبقى ولاتذر.

قلناها لكم منذ بداية الإستنفار والآن تعيشونها فى الواقع هذه الحرب الأفضل أن تقف اليوم قبل الغد وتنتهى على طاولة التفاوض ، قبل أن تفلت

أستغرب لحملتكم ذات المغاريف المتعددة Double Standers يتألم كتابكم مع حزن الصديق د.صديق بولاد وفقد أهلة جراء إنتهاكات نكراء من جنود الدعم السريع وتنهضون ضد د.الوليد مادبو وهو يحزن على ظلم وقع على أهلة من قيادة القوات المسلحة والقصف العشوائي لطيرانها بالبراميل المتفجرة التى جعلت لحم نسائهم وأطفالهم وشيوخهم أشلاء وممتلكاتهم على قلتها رماد فى مشهد يفطر القلوب ومنكم من يتغزل فى ساره صانعة كباب لحم البشر وآخرين ينادون فى نشوة بضرورة تسميم مصادر المياه فى الغرب للقضاء على ثروتهم الحيوانية ، من أين جاء هؤلاء ؟ وتستكثرون على د.الوليد مادبو أن يبكى ويحزن مع أسرته فهو مهما نال من درجات العلم ليس مقطوع من شجرة له حاضنة وأسرة ممتدة فهو من غُزية أم وأب إذا تألمت غزية يتألم لها ، أتركوا الوليد مادبو لحزنه النبيل الذى نشاطره فيه ونعزية ، وننهض بكل ما لدينا من مروءة لمواساتهم أحزانهم ونعمل لرفع الظلم الواقع عليهم من طيران القوات المسلحة ، ونناشد المجتمع الدولى بأغلظ عبارات المطالبة الضغط لوقف القصف العشوائي للطيران على المدنيين فى نيالا والفاشر والجنينة والزرق والضعين وبابنوسة وفى ود الحداد ومدنى والقطينة ومدن العاصمة الثلاثة ، لقد كتبت مطالباً فى عدة تغريدات بإنتداب قائد سلاح الطيران للمحكمة الجنائية الدولية ، فى إتساق مع حماية كافة المدنيين فى مناطق الحرب وفق القانون الإنسانى الدولى وإتفاقيات جنيف الأربعة المنظمة للحروب ، لقد تصدينا ومازلنا نتصدى لإنتهاكات قوات الدعم السريع كذلك فى الجنينة والعاصمة والجزيرة مؤكدين لهم هذه جرائم لن نسمح لأحد من مرتكبيها أن يفلت من العقاب ونطالب بوقفها فورا .

الأخ الكودا هذه الحرب خاسرة فهى كالثعابين أفضلها الميت ، أوقفوا هذه الحملات والأقلام الراعفة كعصافير النار منك ومن آخرين رصدت منهم د.عشارى ود.محمد جلال ومزمل والآن شخصك ضد د.الوليد لأنه يبكى أهله وعشيرته ولكننا المستهدف الإساءة لقبائل العطاوة النى تعتبرونها حاضنة للدعم السريع ، إذا كان هدفكم تخويف د.تدالوليد وهدمه أنكم لاتعرفون عريكة هذه الجماعة السكانية التى لا تنام على ضيم (برجعوا عليكم يجغموكم جغم ويتفوكم تف ويشربوكم جووت ويترعوك عاع ) فى رواية منسوبة للمحارب الأمير يونس الدكيم أحد أبطال المهدية ومحاربيها الأفزاز مرفعين المشركين القصير بلاع الطوال كما كان يناديه خليفة المهدى عليه السلام فى حرب التحرير الأولى ، التى إستبسلت فيها هذه القبائل ولم تبقى شئ من أجل الدين والوطن ، فإذا قامت القيامة على الوليد فى وسطكم للحط منه سيقيم له أهله تمثال فى مدنهم ومخارفهم من الضعين وسبدو وأم مطارق حتى سفاهة احتفالا بتاريخهم المشهود الذى لايلين فى العطاء والوطنية .

حطكم من قدر جماعات سكانية بالجملة جاء بينكم من يطلق عليهم لفظ عرب الشتات وملاقيط غرب أفريقيا، وهو لايعلم أن ثلث موروث السودان الحضارى من تلك الأنحاء كما ذكر ذلك المؤرخ ابن عمر التونسى فى تاريخ دارفور والسنغالي الشيخ انتا تيوب فى مجلداته العشرة التى أعتمدتها اليونسكوا للثقافة والعلوم بعنوان The african civilization عندما كان أجداد من تطلقون عليهم بجهالة متناهية بالتاريخ عرب الشتات كانو هم على ظهور الخيل لتأسيس الكولة الوطنية الأولى مجاهدين لتحرير السودان ، وكان أجداد الآخرين يشربون عصير البلح ويؤذنون فى الشوك والسلم مع الطيب الدوش فى قصيدته سعاد.

ختامة

يا أخ الكودا وبقية الجوقة الراعفة ضد د.الوليد مادبو والمستهدف فى الأصل قبائل غرب السودان التى ندافع عنها ، د.الوليد فهو صاحب جراب مليان تراكيش قادر أن يدافع عن نفسه لكن أقول لكم أتركوا القبلية والجهوية إنها منتنة وطريق الندامة ولعبة خطرة ستشعل حريق يصعب إحتوائه لاتنجو منه جهة أو عرق ، أتركوا قبائل العطاوة ما تركوكم حتى لا يلبسوا الدرع كاملة (وكلنا نشوف نجوم القايلة) هؤلاء جماعات متحزمين بقلوبهم ونصبح على رماد كان لنا وطن ، كما قال الشاعر إبن نباته السعدى

لَبِسوا القلوبَ على الدروعِ حَزَامَةً

منهم فليسَ تقلم الأظفارُ

٢٤ فبراير ٢٠٢٤م

 

آراء