العطا وتدمير الجنجويد

 


 

 

كتب د. محمد عبد الحميد

لو مُنح ياسر العطا عمر نوح وطُلب إليه أن يخطط لمستقبل أمة في 100سنة وأُعطي 100 فرصة لإختيار الطريق الصحيح بينها 99 طريقة صحيحة لما مكنته قدراته وملكاته إلا أن يختار الطريقة الخطأ.
ربما يصدق على وصف الحرب بأنها عبثية... لكن إدارتها ورسم أهدافها ليس عبث... فالحرب فعل يؤثر على حياة كل المجتمع، وقرار استمرارها ليس بيد من يحمل السلاح وحده.. فحاملوا السلاح لم يفلحوا أن يجعلوا لهذه الحرب قيمة سوى تدمير الجنجويد واستئصال شأفتهم وهذا أيضا لم يعد قرارا عسكريا صرفا.. فتدمير الجنجويد رهين بما يفعله الجنجويد أنفسهم. فمع اشتداد وقع بأسها في ميدان القتال، انشأت في نفس من حاقت بهم أوضارها محاكمات أخلاقية، فعافوا إسم الجنجويد ورسمهم، فلم تسر سيرتهم بين الورى إلا بقبيح الفعل وناشز القول. فقد ادت الحرب من هذه الزاوية غرضها وصار اسم الجنجويد رديف لكل قميئ وقبيح ورذيل. فكيف يروم محارب أن يدمر كيانا مارس التدمير الذاتي على نفسه بوقع جنوني وبصورة فاقت ما تفعله أكثر أسحلة الحرب و الدمار فتكاً ومُضاءاً؟؟
د. محمد عبد الحميد

wadrajab222@gmail.com

 

آراء