الكيزان وأم فتفت

 


 

 

تزعجني كثيرا إدعاءات الشيوخ ورجال الدين بأنهم يعرفون كل شيء وبالتالي يفتون في كل العلوم مستغلين طبعا وجودهم وسط جمهور منخفض التعليم ممتلئ ذهنه بالخرافات.
عاي رأس تلك الخرافات الإعتقاد بأن رجال الدين يفهمون كل شئ.
في مجال صحه الحيوان مثلا نحن مواجهون بفتاوي و" إجماع فقهي " موروث غير قابل لأن يتزحزح مثل التعريف الشرعي للذبيح الحلال علي إنه " قطع المريء والبلعوم " . اليك مثلا تعريف شيخ السلفية الشهير إبن باز : " كانت الذبيحة بقرة، أو من المعز والغنم، يذبحها على جنبها، يسدحها على جنبها الأيسر، ثم يضع رجله على رأسها، ثم ينحرها، يجعل رجله على رقبتها، ثم يمسك الرأس بيده ويذبحها الحلقوم والمريء، يقطع الحلقوم والمرئ والودجين، يعني: العرقين المحيطين بالحلقوم والمريء، هذه السنة، ويضع رجله على صفحتها حتى يكون أسهل عليها من الاضطراب ".
هذا التعريف طبعا قديم وخاطئ ويتسبب في آلام عظيمه للحيون ويلوث لحم الحيوان بباكتيريا إسمها E.coli 157:H7
تتسبب هذه الجرثومه في اضرار صحيه بالغه بالناس وربما تؤدي إلي الفشل الكلوي.
هنا في الغرب يتم إعدام اللحوم التي تلوثت بمحتويات الجهاز الهضمي وهي خسارة تقدر بملايين الدولارات كل يوم لكنها ضروريه من أجل حمايه صحه الناس وتجنب الخسائر التي تتكلفها الدولة في العلاج .
كذلك فإن قطع الحلقوم يؤدي إلي دخول الدم إلي الرئه وهو شيء مؤلم للغاية.
الشئ الممارس في مسالخ الغرب هو تدويخ الحيوان أولا حتي يفقد الوعي ثم يتم قطع الودجين أو الشريان السباتي والوريد الوداجي carotid artery and jugular vein
ثم يتم فصل الرأس في مرحله سابقه بعد احكام ربط المرئ لمنع محتويات الجهاز الهضمي من الخروج.
تعترض الدول والاسلاميه والجاليات المسلمه في الغرب والتي تتمتع باستقلاليه كبيره ، علي تدويخ الحيوان stunning استنادا إلي الايه ٣ من سوره المائدة حسب تفسيرهم لها حيث يعتبر أن التدويخ يقود إلي تفطيس الحيوان المراد ذبحه، بمعني أنه يصير " موقوذه ومترديه "
مع إن التدويخ يتم بإصابه جزء معين من المخ يساعد علي أن الحيوان يفقد الوعي تماما دون أن تتوقف ضربات القلب والدورة الدمويه لعدد من الدقائق يكون خلالها قد تمت عملية الذبح والحيوان قد نزف كل دمه دون أن يشعر بأي ألم.
لكن الخرافه المتشره في اذهان العامه هي أن اللحم الذي لا يتم ذبحه بالطريقه الحلال التي وصفها الشيخ إبن باز بعاليه ، لا تجعل الحيوان ينزف بشكل كافي .
الحيوان الذي لا ينزف بشكل كافي يتم اعدام لحمه حسب ما هو متبع في صحه اللحوم في كل العالم، لأنه قد يكون مصابا بمرض( المرض يجعل الدم يهرب إلي الانسجه بعيدا عن الاوعيه الدمويه )..
الشئ الذي يجهله الناس هو أن الموت يحدث بعد قطع الودجين في العنق وليس بسبب قطع البلعوم والمرئ وذلك نظرا للهبوط المفاجئ في الدورة الدمويه.
اللحم الحلال أصبح استثمار ضخم جدا لبعض الشركات والافراد والمنظمات الإسلاميه
يدر بلايين الدولارات في استغلال فظيع لجهل الناس وطاعتهم وإنصياعهم الاعمي لكل ما يقوله الشيوخ والمنتمين في معظمهم للاسلام السياسي .
الإسلام السياسي في الغرب له تأثير كبير علي المسلمين ويستخدم موضوع الذبح الحلال ويتمسك به من أجل إظهار هويه " مزيفه" للجاليه المسلمه تزيد من عزلتها عن المجتمع الذي تعيش فيه لأنه يقود إلي تميز سلبي وليس إيجابي للجاليات المسلمه التي تعيش في الغرب.
المفارقة تكمن في أن ما تتكبده الدول في الغرب من خسائر فادحه بسبب إعدام اللحوم التي تكون قد تعرضت للنلوث بمحتويات المعده والامعاء للحيوان الذبيح بسعي أبناء وبنات شعبنا لإلتهام تلك السموم بأكلهم للمرارة نيئه " أم فتفت" . كما أن كثيرا منهم يؤيد جيش البلاد العقائدي رغم تورطه في قتل المتظاهرين السلميين سواء أمام القياده أو في المسيرات السلميه. ورغم تفريطه في أمن البلاد بخلق مليشيا الدعم السريع لقمع معارضيه ثم تسببه في اندلاع الحرب بعد أن رفضت تلك المليشيات لأن تنصاع لاجنده الاسلاميين.
طلعت محمد الطيب

talaat1706@gmail.com

 

آراء