المملكة السعودية ودورها في توحيد الأمة

 


 

 

كيف لا يكون للمملكة دور وهي في مهبط الوحي وقبلة المسلمين وفيها الحرم المكي وحرم رسول الله الأمين صلى الله عليه وسلم وهي البلد الأمين الذي أقسم به رب العالمين كيف لا يكون للمملكة دور ولها من الإمكانات ما يساعدها للقيام بهذا الدور ومنها الموقع الجغرافي الذي يعتبر مركز الكرة الأرضية وهي أكبر منتج للنفط وتملك أكبر إحتياطي عالمي من البترول وقد ثبت أخيراً أنها أكثر الدول العربية والإسلامية المستقرة سياسياً ونظامها الإداري نظام قوي ومتماسك كل هذه المؤهلات مجتمعة تستوجب على المملكة ان يكون لها دورها الفاعل في وحدة المسلمين والدعوة الى الله حتى يكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيداً عليهم لا شك أن المملكة بسبب عدم قيامها بدورها الطليعي في القضايا الاسلامية والعربية عاشت في عزلة عن عالمها الاسلامي والعربي في الفترة الفائتة وبسبب مذهبها الإقصائي الذي اعتبر كل من لم يعتنقه خارج عن الملة هذا المذهب الذي خرج من صلبه كل متشددي اليوم من دواعش وجهاديين وخوارج العصر الذين قتلوا العباد وخربوا البلاد وأشاعوا في الأرض الفساد وشوهوا صورة الإسلام لكن بإعتلاء الملك سلمان عرش المملكة انتبهت المملكة عن غفلتها وفاقت من غفوتها فبدأ الإصلاح فبدأ أول ما بدأ بتوحيد الصف العسكري للأمة بأن جمع كل المسلمين في قوة عسكرية واحدة لمواجهة التحديات الماثلة ولم تقف المملكة عند هذا الحد بل بدأت في مراجعة الفكر الوهابي الذي هو سبب كل هذه البلاوي والمحن فبدأ أئمة المملكة ومشائخها يتحدثون عن الوسطية وعدم التشدد والغلو وتوسيع دائرة لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتشمل الجميع حتى يدخل فيها كل المسلمين مع مراعاة الخلافات المذهبية فجاءت خطب الجمعة تتناول هذا الموضوع كما تحدث السديس عن ذلك في خطبته يوم عرفة والذي يعتبر يوم يجتمع فيه كل المسلمين وهذا يعني أن المملكة استشعرت أن المسلمين في حاجة الى وحدة تجمع كل المسلمين على إختلاف مذاهبهم وطوائفهم ونظن أن الطوائف والفرق ليست ذات أثر في مقبل الأيام لأنها منكفئة على نفسها وبدأ الإقبال عليها في التراجع الا التي تواكب وتعاصر وتقبل بالوحدة بمفهومها المطروح والوحدة المتوقعة والقائمة على قبول الآخر هي الأكثر تأهيلاً لوحدة الصف وجمع الشمل ومن دعائم تلك الوحدة ان يكون علاج الخلافات من داخل دائرة هذه الوحدة المشرعة الأبواب لكن المهم أن يجد من يريد الدخول ما يشجعه على ذلك وذلك بقبوله بما له وما عليه حتى نعالج ما علق بتدينه من شوائب وذلك بالتي هي أحسن والمملكة مستمرة في خطواتها الإصلاحية تلك جاءت أهم خطوة وهي زيارة الشيخ الغامدي للسودان وقد بدأها بصلاة الجمعة في مسجد النور وقد ذكر في الخطبة وشدَّد على ضرورة وحدة الأمة الإسلامية وتماسكها حتى تستطيع مواجهة التحديات والابتلاءات التي تتعرض لها، ودعا إلى ضرورة نبذ التعصب المذهبي والطائفي واختلاف الآراء، محذراً من اتخاذ التعصب مدخلاً من قبل "شياطين الإنس والجن" لتمزيق الأمة الإسلامية ودمغها بالتطرف والإرهاب، وقال خلال خطبة الجمعة: "لن تقدس اللهَ أمة يشيع بينها الشقاق والخلاف ويشيع بينها النزاع والخلاف"، لافتاً إلى أن الأمة الإسلامية في حاجة إلى نبذ الخلافات، والتوحُّد خلف كلمة التوحيد الجامعة لمواجهة الأخطار والتحديات المعاصرة التي تتعرض لها، وقال د. الغامدي: "التعصب المذهبي لن يزيد المسلمين إلا وهناً وضعفاً" مشيراً إلى أنه سبب مباشر في سفك الدماء الطاهرة وتكفير المسلمين وتسلط سيف البغي والعدوان على المسلمين والمسلمات وأكد أن الإسلام دين المحبة والسلام، دين العدالة والقيم النبيلة، وقال: "فليخسأ الحاقدون الذين يتهمون الإسلام بأنه دين التكفير والإقصاء والتطرف والإرهاب" وبعدها خص بزيارته مسجد الشيخ الكباشي فاستقبل إستقبالاً حاشداً وأكرم أشد الإكرام ولم يعترض على زيارته أحد كما فعل أولئك مع الجفري وهكذا هو التصوف وأهله كما زار الشيخ الصادق الصائم ديمة في مسجده وقد قوبل بالحفاوة والإحترام وزيارة الغامدي تعتبر كرامة للشيخ الكباشي ورد إعتبار لمشائخ المتصوفة الذين نصب البعض مكبرات الصوت في الساحات ليصفوهم بالكفر والشرك ومنهم الشيخ الكباشي الذي توفي قبل قرابة المائتين سنة ومن أدراكم لعل آخر كلامه كان لا اله الا الله ولنتذكر قول الله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)،( فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)،وقول سيدنا عيسى وقد أشرك به قومه فلم يسبهم ولم يشتمهم ولم يلعنهم بل قال:(إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) وسيدنا ابراهيم وكان قومه يعبدون الأصنام لم يدعو عليهم بل قال:( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)فأعتبروا يا أولي الألباب ولا تضيقوا واسعاً.

كنا نأمل أن تشمل زيارة الغامدي بعض خلاوي القرآن التي رعاها مشائخ المتصوفة ويصرفوا عليها من حر مالهم ولينظر كيف يعملون فمن رأى ليس كمن سمع.
وإنه من دواعي الوحدة تغيير الخطاب الديني القائم على السب والشتم والتكفير ولنكن عباد الله إخواناً نريدها وحدة واسعة الدائرة نقبل ثم نعالج نطبق ثم نبلغ ولا شك أن دورنا كمسلمين في التبليغ كان ضعيفاً لأن الكل منكفيء على نفسه يكفر ويبدع ويريد أن يزيد جماعته على حساب الآخرين وتركنا من لم تصله لا اله الا الله أصلاً في أفريقيا وآسيا وأوربا ونذكر أن في المسلمين من لا يعلم المعلوم من الدين بالضرورة وقد أقعدت الدعوة ردحاً من الزمان بسبب هذه الخلافات نريد من المملكة أن تتبنى هذه الفكرة وبصورة واضحة وفاعلة ويكون ذلك له أثره اذا أعتبر مولد النبي صلى الله عليه وسلم مناسبة لجمع الأمة متمثلة في علمائها تتناول هذه القضية فتكون مناسبة المولد منصة للإنطلاق ومنبر للدعوة وللذب عن النبي والتعريف بشخصيته وإسلامه وميقات للوحدة وبداية للإتفاق على الأشياء المختلف عليها ومنها الاحتفال بالمولد تفعل ذلك وإن كان هناك خلاف على الإحتفال بالمولد فلنعتبر ذلك من باب الضرورة وما أظن الذي يحقق وحدة المسلمين باسوأ من الذي يفرقهم وفي الأثر:" ما تخشونه في الجماعة خير مما تطلبونه في الفرقة "
ولنستصحب معنا في تحقيق الوحدة هذه الآيات والحديث ففي الحديث:(لا تجتمع أمتي على ضلالة).
وقول الله تعالى:(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)وقوله:(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).

Email:ahmedtijany@hotmail.com

 

آراء