النخبة وتقشير البصل !!

في الآونة الأخيرة وصل سعر البصل الي أرقام بالستية مما لفت إليه نظر البورصات العالمية فادرجته في برامجها وجداولها وحظي بالتنويه والإشارة إليه في موجز الاخبار الاقتصادية !!..
وسافر حميدتي الي روسيا في زيارة عجزت العرافة المصرية ذائعة الصيت في فك شفرتها والنخبة عندنا مازالوا يتحصنون وراء جدار الصمت مع أن هذه الرحلة عديمة الجدوى تكلف خزينة الكوز جبريل الكثير وهي ليست من الأوليات ولا بطل الرحلة حميدتي فوضه أحد ولم ينل اي اعتراف جماهيري ليتحدث باسم الأمة في الكرملين أو الميدان الاحمر طبعا حميدتي وجد الساحة السودانية خالية لأن النخبة تخلوا طواعية عن مسؤولياتهم تجاه الوطن وكل منهم فكر في نفسه الفانية فقط وكم رأينا من علماء وأدباء ومفكرين وفلاسفة وفنانين يلهثون وراء زعيم طائفي أو زعيم قبلي أو أحد رجال التصوف وكل همهم أن ينالوا حظوة في الاستوزار أو الفوز بمنصب رفيع يسيل له اللعاب ونسي هؤلاء أنهم وبمؤهلانهم الرفيعة كان يمكن أن يكونوا هم القادة الذين يرفعون هامة الوطن ولكن للاسف اخلدوا إلي الدونية فارتقي علي أكتافهم العساكر خريج الكلية الحربية وخريج الصحراء علي حد سواء !!..
ألاعيب الساسة واستهتارهم أنتجت حفتر في ليبيا وحسن نصر الله في لبنان وحميدتي في السودان وهذا الأخير وهو أمير حرب برتبة الفريق الأول من غير استحقاق ولا كسب مشروع وقد تمدد مثل أنابيب البترول ونشر اذرعه في طول البلاد وعرضها كنبات السلعلع وحاز علي الثروات من وراء المواطن مع صمت مطبق من النخبة التي رضي أفرادها بدور التابع الذليل لمن يسوي أو مايسواش !!..
في تونس الخضراء ارض السياحة في الفكر والجمال يستولي سياسي مصاب بجنون العظمة علي كل السلطات في البلاد وصار يلقي الخطب الرنانة في الصالات حتي ولو كانت خالية والنخبة تتفرج علي هذا الجن الكلكي اللابس ملكي ومنهم من يؤيد هذا الجنون غير المسبوق والذي لم تستطع الاوائل أن تاتي به !!..
كم من النخبة يحيطون ببوتين يرونه يخطط ويدمر اوكرانيا الجميلة في أيام قليلة وليس لهم من حيلة غير ارسال برقيات التهنئة للدكتاتور بمناسبة نصره علي الأشقاء في كييف وبقية التراب الأوكراني ولم يفكروا لحظة وهم في غيبوبتهم أن هذا اللجوء والنزوح الذي لحق ببني جلدتهم حقيق أن يطالهم ولو بعد حين !!..
قبل أن نحاسب السياسيين الفاشلين المنافقين الفاسدين علينا أن نوجه أشد عبارات اللوم إيلاما للنخبة في بلادنا وغيرها عبر العالم فكلهم سكتوا أما طمعا أو خوفا وفي كل الحالات ضاعت الاوطان وطفح على السطح حميدتي ، حفتر ، حسن نصرالله، والثنائي ودسلمان ، ود زائد ، السيسي , ترمب ، قيس سعيد ، البرهان وغيرهم مما جعل امنا الأرض تبكي علي الدوام بدموع الدم والسبب لهذه المحنة أن النخبة رضوا بأن يكونوا ترلات لقندرانيات لا ترحم هذه الشاحنات الضخمة التي راكمت لنفسها الثروة الحرام وصار لها اعلام مأجور يلهث وراءها لينال من الفتات !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com
///////////////////////