انتخابات الجالية السودانية في قطر وتعقيب على مقالة السيد نورالدين عثمان. بقلم: إسماعيل عبدالحميد
والبحث عن لجان الجاليات وسط الغياب الكامل لأبناء السودان
إسماعيل عبدالحميد شمس الدين – مقيم في قطر
انتخابات الجاليات عادة تبدأ بالتسجيل الذي على أساسه يتنافس الراغبون لقيادة الجالية وفق انتخابات مهما تدخلت السلطة فيها فإن القول الفصل لأصوات الناخبين إلا أننا نلاحظ بأنه على الرغم أن عدد المقيمين السودانيين واسرهم قد تعدى الأربعون ألفاً إلا أن عدد المسجلين لا يزيد عن الألفين أمام احجام الكثيرين عن المشاركة لأسباب من بينها لشعورهم بأنها تنظيم حكومي أو بسبب عدم الفعالية في القضايا المصيرية للسودان والنظرة اليها تتوقف على مدي تفاعلها مع الأحداث ليصبح الصراع على هذه اللجان بين فئات محدودة لا تمثل هذا الكم الهائل من السودانيين في قطر ، اما عن ما ورد عن السيد السفير الحالي فبالطبع أنه يمثل حكومة السودان وينقذ سياستها ومن جهة أخرى رعاية شؤون السودانيين واسرهم والحق يُقال أن السفير السيد/ ياسر خضر خلال فترة عمله بالدوحة التي قاربت للانتهاء قد تميز بعلاقاته الطيبة مع الجميع وسعة صدره للنقاش حتى في أدق الأمور السياسية والميل بالحجة حتى لو كانت مخالفة للرأي الآخر والمشاركة في كافة الأنشطة السودانية العامة والخاصة، واكتسب صداقة الجميع ، فليس من الانصاف تحميله سلبيات انتخابات الجالية امام عزوف الغالبية العظمى عن هذا المنشط الهام .
نعم غابت بعض لجان الجاليات عن أبناء السودان فهل غاب أبناء السودان عن سودانهم وشعبهم من المقيمين في دولة قطر ؟ لقد قضيت سبعة عشراً عاما في قطر شهد كل عام منها نموذجاً رائداً لإشراقات أبناء السودان التي تنضح بالأصالة السودانية وتقدم للشعوب الأخرى أمثلة رائعة في العلاقات الاجتماعية والترابط الأسري والكرم والعطاء ، ولمتكن هذه الإشراقات في حاجة لقيادة أو دفعة من جهة حكومية أو سفارة توجهها بل هي كماً من العطاء الانساني يتجلى في أجمل صوره ويجعل من الأجهزة الحكومية حضوراً مشاركاً فقط ، بدأت هذه المبادرات من متطوعين بأعمار مختلفة رجالاً ونساء ليتولاها الشباب اليوم بكل همة ونكران ذات ، على الرغم من الذين ينبروا لكل عمل خير في المجتمع السوداني في قطر اما للتخريب أو السطو عليه او انتسابه لأنفسهم أمام إصرار الشباب على المضي في رسالتهم السامية في البذل والعطاء ولعلنا نبرز هذه الصور في النقاط التالية التي تجعل الفرد أن يقسم بأن بلادنا بخير وشبابنا أمل المستقبل بإذن الله .
1-ما أن تحل كارثة أو فعل طارئ ببلادنا حتى يتحرك الشباب في كتل جماهيرية لجمع التبرعات لنجدة المنكوبين. فيتصدى لهم الوصوليون ليتسابقوا معهم للظهور بمظهر الرواد لهذا العمل الخير الأمر الذي يقلل من همة الشباب وهي ظاهرة نامل أن تزول بزوال أصحاب النفوس الضعيفة والمريضة .
2- تتسابق الروابط النشطة في دولة قطر من ولايات السودان المختلفة ولعل أهمها رابطة أبناء كردفان ورابطة أبناء دارفور ويمتد العطاء وسط السودانيين داخل دولة قطر والعطاء لكل غرب السودان مع حركة دؤوب لصور الفن والجمال في الأغاني والرقصات الشعبية التي تزين كافة المناسبات. وسط ابداعات الملحن السوداني القدير السنهوري
3- تنشط روابط المشجعين للفرق الرياضية السودانية بأعداد معقولة وعلى رأسها روابط المريخ والهلال ومن البعد تشب رابطتنا بالاتصالات الفردية على الاطمئنان على فريق الخرطوم بحري العريق ( التحرير ) بأنه لا يزال بالأولى والحمد لله ولكنها روابط تجمع بين الناس في تآخى وعلاقات اجتماعية طيبة.
4- يعتلي صوت أهل الهمة لمواساة المريض والمشاركة في الأتراح صورة تجمع السودانيين في مجموعات تبهر الجميع.
5- نساء السودان في جمعيات بأسواق خيرية وتبرعات للمساهمة في رسوم الدراسة للمحتاجين ،بالإضافة للجمعيات الخيرية الخاصة في أغلب المؤسسات لتعكس صورة للسودان مصغرة. في حجمها كبيرة في معانيها.
6- لعل من أهم المشاريع التي تولاها الشباب نعم الشباب وثانية الشباب مشروع عوافي هذا المشروع العملاق الذي جمع الأطباء السودانيين والطبيبات السودانيات في محفل مشروع عوافي لتغطية جانباً من اجازاتهم السنوية لتقديم العلاج والدواء المجان داخل السودان ولتمتد الدعوة للأطباء والطبيبات في دول الخليج ودول المهجر وكانت الصورة في غاية الجمال في العام الماضي لأطباء وطبيبات تركوا أهليهم لتلبية نداء الواجب والانسانية واجتازوا المناطق الحضرية والريفية على الرغم من صعوبة الفيافي التي قطعوها وصابروا وصبروا ولهم الجزاء من الله ولكل القائمين على هذا المشروع الانساني في دولة قطر.
ولعلنا نطرق نداء لمن يسمع بأن يبتعد أصحاب النفوس الضعيفة عن هذه الإشراقات الشبابية التي تتلاقى مع همم الشباب داخل السودان أولئك الذين يجوبون القرى حاملين دواء المريض أو ينتظرون أمام المستشفيات للسماع لصرخة مريض لا يستطيع شراء الدواء فيقدمون العطاء لهم بالأدوية المشروعة. وهؤلاء الذين تصدوا لنجدة المنكوبين في العام الماضي من السيول والأمطار فتصدت لهم قوت الأمن لتوقف أعمالهم .
اما آن الجميع أن يتعقل وهؤلاء الوصوليون وغيرهم من ضعاف النفوس ويتركوا الشباب ليؤدوا دورهم في المحتمع الذي يتعطش للأعمال الخيرة والصادقة ولو نظروا الى وجوههم من خلال كاميرا لتداروا خجلاً كاستحياء النساء .
وخلاصة القول هذه هي صورة الجالية السودانية في قطر من خلال نفحات شباب السودان في قطر .
shamsaldeeni@aljazeera.net
////////////