انتخابات الصحفيين .. المقعد الخالي

 


 

 

كان رجلاً أميناً حييّاً خلوقاً كيفَما تستأمِنَهُ يؤَدّي أمانَتَهُ فنَبَعَت أمانَةُ الكَلِمَه وأمانَة حَجب المَصدَر حتى عن أقرب أصدقائه. لم نشعُر أنّهُ صحفيٌّ " في السوق " وهو يعيشُ حَياتَهُ تحتَ خَطّ الفقر كحياتِنا جميعاً فما باعَ وما انحَدَر في زَمَنٍ وَسَمَتْهُ عمليات البيع والشِراء والمؤامَرات و " الظروف " المُثقَلَه بالمال الحرام والإنحِراف وبيع الذِمَم ونُكرَان الوطَن وحُقوقِهِ.
عُرس الصحافه والصحفيين الذي تمّ جاءَ فخرٌ لنا جميعاً. رأينَا كُلّ الشُرَفاء الّذين عايشنا نضالَهُم خلال سنوات القهر من سيّداتِنا وسادَتِنا وهُم يزُفّونَ صاحبة الجلاله إلى الأيدي العَفيفه التي طالَ شوقنا لها وطالَ شوقها لهُم وفرِحنا وانبسطنا وتأكّدَ لنا ان جُرعَةَ الوعي التي نحنُ فيها إن لم تَزِد فإنها لن تنقُص على الإطلاق.
أُجيلُ النّظَر في كُلّ الحُضور أراكَ ولا أراك. أليسَ كُلّ الشُرفاء على هيئةٍ واحِده وإن اختلَفت الملامِح؟ عندما يُجبَلُ القَلب على الخير وعلى الشّرَف وعلى الركوز مع الحق والإرتباط به والأتجاه معَهُ اينما اقامَ ورَحَل عندَها تكونُ كل الوجوه هي نفس الوجوه لأنّ الأنامل هي نفس الأنامل وان القلمَ هو نفسُ القلم بل والحبر هو نفس الحِبر.
صديقي الصّحَفي معاويه جمال الدين
مازالت دروسُكَ في مادّةِ الوطن تُلهِمُ وجودَنا. بِجَسَدِكَ لم تَكُن موجوداً في العُرس المَهرَجان ولكن مساهمة قلمك مع أقلامِ زميلاتك وزملائك هي مَن سمَحَت بوجود المهرجان لذا رأيناك في كل الوجوهِ الباذخه تلك. سيبقى مدادكَ الذي كتبت به وسيبقى قلمكَ الجميل داعياً الى الحقِّ أبداً فَنَم في سلامِ الله.

melsayigh@gmail.com
///////////////////

 

آراء