بعيداً عن “المراوغة” السياسية الفوقية
noradin@msn.com
كلام الناس
*مهما حاولنا النأي بأنفسناعن الهموم السياسية المقلقة والمحبطة نجدها شاخصة تحاصرنا من كل جانب وتلقي بظلالها السالبة على حياتنا اليومية وحاجاتنا الضرورية فنضطر اضطراراً للتعاطي معها.
* قبل يومين فجعنا ونحن نطالع الحوار الذي أجرته لينا يعقوب بالهاتف مع مساعد أول رئيس الجمهورية الحسن الميرغني الموجود حالياً في القاهرة .. أضاف لنا المزيد من الإحباط والقلق على مستقبل السودان.
*نقول هذا لأننا ظللنا ندافع عن الأحزاب السودانية العريقة التي كنا نعدهاأحزاباً مدنية ديمقراطية لكنها هزمتنا على أرض الواقع من خلال مواقف وتصريحات بعض رموزها السياسية.
*لن أقع في فخ التعميم المخل‘ لكن للأسف كل ما نسمعه عن مساعي الإصلاح الحزبي ولا أستثني في هذا الصدد حزب المؤتمر الوطني ذهبت عملياُ أدراج الرياح.
*أركز اليوم على الحزب الإتحادي الديمقراطي لأنه من الأحزاب السودانية العريقة التي أدخلته مواقفه في أخطاء أضعفته وأدخلته في دوامة الربكة السياسية العامة.
* لن أرجع بعيداً للمحاولات التأريخية التي هدفت لتعزيز حراكه الديمقراطي‘ لكنني أتوقف فقط عند المواقف الانية التي أضعفت هذا الحزب الكبير وباتت تهدد مستقبله السياسي في مقتل.
*أهم مواطن الضعف تمثلت في فشله في عقد مؤتمر عام في السودان‘ وانتقلت الصراعات الفوقية وسط قيادته بصورة مؤسفة خاصة في البيت الميرغني وانعكست سلباً على الحزب خلال قرارات غير مدروسة مثل تلك التي استهدفت كوكبة من قادته السياسيين.
*منذ مبادرة الشريف زين العابدين الهندي رحمة الله عليه‘ التي بدأت في نقل بعض قادة الحزب إلى المشاركة في الحكم بدأت الخلافات حول المناصب والمكاسب وأصبح بعض المشاركين"متوركين" أكثر من أتراك المؤتمر الوطني.
*هذا لايعني إعفاء حزب المؤتمر الوطني من مسؤوليته في هذه الإختلالات لأنه لعب على ورقتها دون أن يحقق أية مكاسب حتى لحزبه الذي لم يسلم من هذه الإختلالات‘ وذلك بسبب تغييب الديمقراطية والحوار الجاد والإعتماد على أسلوب تقسيم السلطة والثروة بهذه الطريقة التي جعلت كل المشاركين لاحول لهم ولاقوة كما عبر عن ذلك الحسن الميرغني في حوار لينا معه.
* للأسف بدلاً من أن تستمر المساعي الجارية نحو الإتفاق القومي بدأ الإتجاه يسير نحو العودة لذات السياسات التي فشلت في الحفاظ على وحدة السودان كما فشلت في تحقيق السلام الشامل والتحول الديمقراطي وفاقمت الإزمة الإقتصادية الخانقة.
* أيها الساسة الأفاضل نحن أيضاً يئسنا أكثر منكم‘ لكننا لن نفقد الامل في غد أفضل يخرج السودان من ضيق دولة الحزب إلى رحاب دولة الوطن الديمقراطي .. بعيداً عن" المرواغة" السياسية الفوقية.