ترمب يتكسب سياسياً من شركات الأسلحة وهم يمطرونه بالتبرعات السخية دعما لا محدود لحملاته الانتخابية

 


 

 

ترمب يتكسب سياسياً من شركات الأسلحة وهم يمطرونه بالتبرعات السخية دعما لا محدود لحملاته الانتخابية وما دري المسكين أنه سيلدغ من جحرهم ، فهل سيدير لهم ظهره وقد راي اثر رصاصتهم في أذنه ولو تغير مسار الرصاصة سنتمتر واحد كان علي حزبه أن يبحث عن مرشح رئاسي آخر

يصر الحزب الجمهوري رغم البلاوي والكوارث التي يسببها بيع السلاح في امريكا وسهولة الحصول عليه لدرجة أن طلبات السلاح يمكن تصل للزبائن بالبريد ، وزعيمهم ترمب أكثر المتحمسين لهذه التجارة عالية الخطورة ويكفي أن تنقل لنا الفضائيات بين وقت وآخر وصول المسدسات والبنادق بطريقة أو بأخرى الي المراهقين فتكون المحصلة موت تلاميذ صغار بأعداد كبيرة والفاعل يكون من بينهم أو يمت بصلة القربي لأحد أعضاء هيئة التدريس أو لأحد الأفراد من أسرة المدرسة .
والذي يحير العقل أن ترمب له صولات وجولات في حوانيت بيع الأسلحة بالقطاعي وكان يحلو له أن يكيل لهم المدح ويثمن عاليا حسن ترتيبهم للمكان وجودة تعاملهم مع المراجعين ويبشرهم بأن هذا المتجر المتواضع والذي يبدو مثل الهلال الوليد غدا سيكون بدرا كاملا !!..
نعود لحادث محاولة الاغتيال الذي نفذ ببندقية حديثة سريعة الطلقات وبطل القصة شاب صغير في العشرين من عمره ليس له سجل إجرامي ويمكن أن نقول علي لسانه: ( جعلوني مجرما ) أو علاوة على ذلك ( اضاعوني واي فتي أضاعوا ) !!..
بالله عليكم ودام فضلكم ( امرقوا الذمة ) وقولوا الحق من هو المجرم الحقيقي الذي يعرض حياة المواطن الأمريكي للخطر وهذا الموت بالجملة احيانا لفلذات أكباد صغار تحصدهم بندقية يافع صغير لايعي مايفعل أما لانه يجد المخدرات في متناول يده أو يحصل على السلاح مرميا في احدي زوايا المنزل وكأنه قطعة من أساس أو حلية أو ديكور ؟!
ويوم الحادث وترمب يكيل التهم علي المجرمين وتجار المخدرات وينصب جل كلامه علي المكسيكيين ويتوعدهم بأنه إذا فاز لن تقوم لهم قائمة في أرض الاحلام ينطبق الأمر علي كل المهاجرين ونسي ترمب أن تعاطي المخدرات وبيعها وكل انواع الجريمة المنظمة وغير المنظمة للرجل الأبيض منها نصيب كبير أن هؤلاء الامريكان من بني جلدته الذي يريد أن يخرجهم من أعمال الشر كما تخرج الشعرة من العجين هم الذين بدأوا حياتهم في الأرض الجديدة بابادة الهنود الحمر أهل الديار الأصليين واليوم توجد من هؤلاء المساكين اعداد قليلة محاصرة في أماكن معزولة ويوفرون لهم بطريقة ممنهجة كل المواد التي تغيب العقل من خمور ومخدرات حتي يظلوا في سبات عميق وبيات شتوي طويل مخافة أن تنتابهم صحوة فيطالبوا بأرض أجدادهم التي سرقها بليل رعاة البقر وبمزيد من النهب لثروات شعوب أخري بقوة السلاح صارت امريكا اقوي دولة في العالم ولكن بالبطش والسلب والنهب والفساد المعشعس في جسدها من أعلي رأسها الي أخمص قدميها !!..
هل مهزلة الانتخابات ومسرحيات فضيل التي تعرض علينا في هذه الأيام قبيل الانتخابات في نوفمبر هل تدل علي ديمقراطية حرة نزيهة ونحن نري ترمب يريد أن يخوض السباق بمباركة حزبه وفي عنقه ٣٤ تهمة تمت إدانته بها غير تزويره للانتخابات التي فاز بها بمساعدة بوتين وكارثة اقتحام أنصاره لمبني الكابيتول وكذبه الذي يصدر منه في تلقائية وعفوية وممارسة طبيعية وكأنه يتنفس تحت الماء !!..
ورأيناه في المناظرة يستنكف عن مصافحة خصمه بايدن كنوع من التكبر وقلة الذوق وإطلاق بعض النعوت علي بايدن بما يجافي الذوق الرفيع والعقل السليم !!..
بعد أن حدث ما حدث بادر بايدن بالاتصال بخصمه اللدود وقال ليه ( كفارة ) وتمني له الشفاء العاجل ووجه بصفته الرئيس الأجهزة المختصة بسرعة التحقيق وطالب الجميع بأن يكفوا عن بث خطابات الكراهية ونبه بضرورة الالتزام علي أنهم كأمة أمريكية عليهم أن يتحلوا بالقيم الإنسانية والأخلاق الحميدة والتقيد بالقانون والنظام !!..
طيب لو أن الذي جري لترمب كان من نصيب بايدن هل كان سيتصل علي الفور بالمصاب و ( يكفر ) له ويقول له ( عسي ماشر ) ( وما تشوفش وحش ) !!..
اشك في ذلك لأن معدن ترمب يقوم علي الغطرسة وازدراء الخصوم والشماتة بما يحصل لهم وربما يتمادي في سبهم والتقليل من شأنهم حتي وهم في العناية المركزة!!..
نعود لبايدن الذي وجد بعض المتنفس من الزنقة التي هو فيها بعد أن أصبحت الحلقة تضيق حول رقبته ليتنحي ولكنه مصر علي أن هزيمة ترمب هي مسؤوليته الشخصية وهو علي دراية تامة من اين يؤكل كتف تاجر العقارات ذو الشعر الأحمر والحركات البهلوانية والاستعراض النرجسي !!..
بايدن لم يعد المرشح الرئاسي المناسب وقد رسب في امتحانات المخاطبات الجماهيرية التي تتطلب من الواقف لهذه الامتحانات أن يكون زرب اللسان قوي الجنان بديهته حاضرة وموسوعيته ليست محل جدال وان يكون صوته جهوري مموسق وله حنجرة مثل حنجرة المطرب ( ابو داوود ) ولكن للاسف رغم أن بايدن كان له تاريخ وتعرفه المنابر وكم نال من الاستحسان من الخصوم قبل الاصدقاء واليوم غابت شمسه لانه لم يعتزل الميدان قبل أن تصفر له الجماهير وتطالبه بالرحيل وصار محل سخرية من أجهل أهل امريكا ومن غير ترمب الذي جعل من بايدن مادة للتندر وفلما من افلام الكوميديا الخالية من الهدف والمضمون وانما هي جنون في جنون!!..
بايدن قتل أهل غزة ودمر أرضهم وخضع لليهود وصار عبدا مطيعا لهم وظلم دافع الضرائب الأمريكي من الاستفادة من هذه الأموال المهولة والتي صار معظمها يذهب لنتينباهو وزيلينيسكي لمزيد من الدمار وهو بذلك لا خير فيه لأمته ولا لغيرها وإذا فاز ترمب تكون ( الناقصة قد تمت ) وهاك يامزيد من انتاج السلاح ودعم يتفوق علي دعم بايدن لإسرائيل وطبعا ترمب ( جنو قروش ) والفلوس في الخليج وعليهم أن يدفعوا له مقابل الحماية المزعومة وكذلك أوروبا لن تسلم من ابتزاز ترمب ولازم يدفعوا دم قلبهم أيضا علي أساس أنه درعهم الواقي من الأعداء !!..
غايتو قبل نوفمبر امريكا ستظهر بشكل آخر مختلف يغيب عن مشهده بايدن العجوز وترمب بطل المسرح الاستعراضي !!..
اتوقع ثورة شبابية ليس في امريكا فحسب بل في أوروبا وكل أنحاء العالم لأن الشباب صبروا طويلا علي الشيوخ ولم يجدوا منهم غير التبعية وغير البطيء في اتخاذ القرارات وجر البلدان الي الوراء في وتيرة باتت متسارعة مثل الصواريخ البالستية والبتريوت وصواريخ القسام محلية الصنع التي ارقت ليل إسرائيل وجعلت النوم يجافيها حتي قسمته علي جيرانها !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم.
ghamedalneil@gmail.com

 

آراء