تطبيق القانون ما بين ساحة اللعب وساحة الجد !!

 


 

 

قال أهل الحكمة والصلاح : أن حكم كرة القدم إذا أخطأ مرة واحدة تطبق عليه لجنة الحكام المركزية القانون بكل صرامة و توشك النظارة ( المشاهدون ) أن يمزقوه اربا اربا باسنانهم أما إذا أخطأ الحاكم الف مرة فلا يطبق عليه أي قانون والخلاصة أن ساحة اللعب محكومة بقانون أما ساحة الجد فلا قانون يحكمها وتستطيع أن تسير ( علي حل شعرها ) وبتوالد الإفلات من العقاب تنمو طبقة الحكام الأباطرة ويصل بهم الصلف الي تعطيل القانون و الدستور ويسوسون الرعية بالمزاج والهوي وبشعار: ( يادنيا انهدي ما فيكي ادي ) !!..
وبهذه المناسبة التي ورد فيها أن ميادين الرياضة تسير بقانون وضبط وربط وان التلاعب ممنوع بنص القانون مثلا أن الحكم المرتشي يطرد من الخدمة غير مأسوف عليه ودرجت بعض الدول أن تستقدم حكام أجانب من أوروبا خاصة من ايطاليا لتضمن بهؤلاء الحكام الخبراء أن تسير المباراة في سلاسة ويسر خاصة وأن كرة القدم بالذات قد أصبحت اللعبة الشعبية الأولي في العالم وبها أصبح كثير من اللاعبين بليونيرات وايقونات لهم كاريزما تضاهي في بريقها ولمعانها اشراق بعض الملوك والرؤساء العرب والعجم من ناحية افتتان الفضائيات بهم ونقل كل صغيرة وكبيرة عنهم وهنالك أحد اللاعبين بسبب عشقه للعبة وانفاقه علي زملائه من اللاعبين يستأجر لهم الطائرات الخاصة في رحلاتهم التنافسية عبر العالم كما أنه ساهم بقوة في تطوير منطقته وكان يحث بني وطنه علي ترك الفرقة والشتات وان يلتفتوا للعمل الجاد ونبذ العصبية والعنصرية وقد وجدت مواعظه هوي في نفوسهم بالإضافة إلي إعجابهم بموهبته واحترافه بفرق في أوروبا أشادت بعبقريته ولمسات قدمه السحرية واجزلوا له العطاء ولم يبخل علي بني وطنه بالمال وكان أن توجوه حاكما عليهم واظن أنه أول حاكم افريقي يجد الرضا والقبول من أفراد الشعب لم لا وقد بذل نفسه من أجلهم ونعم بالأمن والأمان وسطهم فهم يحمونه برموش عيونهم !!..
كما تلاحظون فإن زماننا هذا قلت فيه مصداقية الاعلام وصار الكذب شيئا مألوفا لا تخجل منه مطبوعة ولاشاشة ولا مايكروفون في الشرق أو الغرب أو حتي في أعرق الديمقراطيات في اوروبا وامريكا أما إسرائيل فستحق جائزة نوبل في ( الفبركات ) وقلب الحقائق رأسا على عقب ...
وقد قال أحدهم ساخراً أن الصدق في اي مطبوعة نجده فقط في صفحة ( الوفيات ) !!..
أما في عالمنا العربي إذا صرح مصدر حكومي مسؤول بأن الخبر الفلاني عار من الصحة تماما ... تاكد تماما أن هذا الخبر صحيح مائة بالمائة !!..
مايسمي بزلة اللسان هي معلومة تخرج من المتحدث رغماً عنه لخبر أو حدث كان يريد بقوة أن يخفيه عن المستمعين فينكشف المستور ويخرج للعلن مابين الصدور وهذه المطبات دائما تلازم الحكام المشهور عنهم الكذب واخفاء الحقائق فتنزلق منهم هذه البلاوي وليتهم يتركون الكذب حتي تفارقهم هذه المواقف المحرجة ... ولكن سعادتو ( مابخلي عاتو ) ( ومن خلي عادتو قلت سعادتو ) !!..
ونختم بأن نهنيء من صميم قلوبنا فوز منتخبنا القومي علي منتخب غانا المشهود له بالقوة والشراسة فهم اسود الشري ولكن أبناءنا الغر الميامين حولوهم الي حملان في الحيشان ... ورغم احزاننا فقد منحنا صقور الجديان بسمة نتمني ان ننتقل بها الي بلادنا الحبيبة بعد أن تنقشع منها جحافل الظلام !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
معلم مخضرم

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء