جنوب السودان – الاطروحات الاربعة … عرض وتحليل: محمد زين العابدين محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
محمد زين العابدين محمد - فريق ركن
ساعطي نبذة مختصرة عن مقال كتبه ثوماث تالي في صحيفة smallwarsjournal.com الالكترونية وكاتب المقال ثوماس تالي مقدم في جيش الولايات المتحدة ويعمل الان في الافريكوم (القيادة الامريكية الافريقية) وهو يعمل في مجال التخطيط الاستراتيجي والسياسات ويحمل ماجستير في العلوم في العلاقات الدولية من جا معة Troy وماجستير في الاداب والعلوم من كلية القادة والاركان العامة في الولايات المتجدة وسوف اقوم بعرض وتحليل ماطرحه في المقال.
في بداية المقال اعطي نبذة عن اتفاقيةالسلام الشامل و بالتركيز علي عملية الاستفتاء والتي ستتم في التاسع من يناير 2011 والورقة كما يقول كاتب المقال ليست عن احتمالات الحرب بجنوب السودان الا انها عن احتمالات انضمام الولايات المتحدة لحرب في جنوب السودان. ويقول عن ذلك " كنت كالكثيرين اتابع التطورات في السودان بشغف بالغ وبالاكثر بدرجة من الاحساس بالخطر واعتقد ا ن النقاش الدائر والتحليلات التي تظهر هذه الايام تفتقد ثلاثة عوامل :
1. التقدير الكامل لماذا حكومة السودان ليس لديها حل سوي ان تحارب والشي الاكثر اثارة لماذا يعتقدون انهم سيكسبون الحرب ." ويستطرد قائلا " ساحاول ان اظهر بان حكومة السودان لها اسباب وجيهة للاعتقاد بانها ستكسب الحرب عن طريق القتال ويري انه بالنسبة لهم ان النصر لايعرف في ميدان القتال كربح اوخسارة وانها قمة البداهة ان نفهم ابعاد تفكيرحكومة السودان وفي الواقع ان ذلك هو الشي المفقود حتي اليوم وان اسلوب حكومة الولايات المتحدة حتي اليوم هو تقديم الحوافز لحكومة السودان وذلك لشراء تعاون حكومة السودان للحصول علي طلاق سلمي وهادي مع جنوب السودان."
ماذكره عن ان السودان لديه اسباب وجيهة لشن الحرب كلام لايستطيع ان يبرهنة لان الحرب مدمرة للسودان في كل الحالات والدخول في الحرب ستكون مصيدة لتدمير البنيات التحتية للسودان كما حدث للدول الاخري وحتي يوغسلافيا نالها ما نالها من تدمير .
يري ان الخط الاسفل لحكومة السودان ليس هو عائدات البترول فقط .
2 . يري ان جنوب السودان يبدو انه يقراء خطاء طبيعة التحرك لحكومة الولايات المتحدة. جنوب السودان من المتوقع ان يقوم بالتصويت للاستقلال في الاستفتاءالقادم لانهم يعتقدون بان الولايات المتحدة مؤمنة باسبابهم ودوافعهم للاستقلال وهذا بالطبع خطاء لان
ارتباط الولايات المتحدة ينطلق من قيام الولايات المتحدة بدور السمسار في اتفاقية السلام ولذلك فان ارتباطها يمكن فهمه كارتباط بعملية أكثر من كونه ارتباط بقرار مسبق تم تحديده. هذاالتعريف يحدد طول الفترة للدعم الذي ستخصصه الولايات المتحدة
والحدودالتي ستفرضها علي نفسها لمتابعة اي نتائج في العملية.
الولايات المتحدة قد تري ان هناك نتأئج معينة يجب الحصول عليها واذا كانت هناك نتائج مخالفة ستحدث فان ارتباطنا بالعملية سيمنعنا من تزوير النتائج."
المدافعون عن قضية الجنوب اوشكوا ان يفقدوا الرغبة
يري كاتب المقال" ان الغبار الذي أثاره التاييد للعملية في الولايات المتحدة اعمي الكثيرين والذين صاروا يعتقدون ان الولايات المتحدة ليست لديها التحليل الاستراتيجي والذي يقود عملية ارتباط الولايات المتحدة بالمشكلة وفي الواقع ان الولايات المتحدة تنطلق من دفع مجتمعي كبير والذي يري ان الامريحتاج لان تقوم الولايات المتحد ة بفعل شيء ." واستطرد قائلا "المشكلة هنا ان هذه المجموعات الضاغطة في المجتمع الامريكي والتي تدفع بالولايات المتحدة في اتجاه معين يجب ان تعي ان نتائج مايترتب علي ذلك سيكون له ثمن محدد يجب حسابه وحساب تأثيره علي المصالح القومية الاميركية. الولايات المتحدة قامت بالسمسرة في عملية معينة وبناء علي ذلك لها دور معين تؤديه والذي يجب ان تؤدية بالطريقة الصحيحة وسيؤدي ذلك الي حدوث الانفجار الكبير بارخص التكاليف.
هذه الورقة ستؤدي الي دراسة الثلاثة عوامل بتفصيل اكثر و اري ان الطروحات الاربعة التي اراها هي كما يلي :
1. ستكون هناك حرب في السودان في اوائل عام 2011
2. ستكون الولايات المتحدة مشتركة.
3. جنوب السودان الجانب الذي ستدعمه الولايات المتحدة سوف لن يكسب الحرب
4. التكلفة بالنسبة للمصالح الامريكية الجيواستراتيجية علي امتداد افريقيا ستكون عالية وممتدة.
يستطرد كاتب المقال" قائلا بان هذه الاطروحات الاربعة يجب ان تبعث ايقاظ واستعجال لدي للجميع ."
يري كاتب المقال ان رئيس الولايات المتحد ة يقف الان علي ربوة عالية والمؤيدون للتدخل في الولايات المتحدة يدفعون الرئيس لان يفعل شيئا مما يعني انهم في هذا الموقف يحثونه للعمل العسكري(بان يقوم بالقفز من فوق الربوة مهما كانت النتائج ). وكاتب المقال يتمني لو ان رئيس الولايات المتحدة فكر تفكيرا متزنا وواقعيا لاتخاذ القرار السليم وهو يأمل ان تكون هذه الورقة نبراسا يهدي الي أتخاذالقرار السليم .
يقول كاتب المقال ان العقل والحكمة يمنعانه من التصرف بحماقة وهو يسأل هل هذه فكرة صائبة ؟ هنالك مسالك اخري اكثرتعقلا.
يري انه قبل ان يناقش "طرق الحل المفتوحة" وهوتعبير مستخدم ضمن المصطلحات العسكرية السودانية تعريبا للمصطلح العسكري الانجليزي والامريكي
"Open Courses of Action “
يقول كاتب المقال " يراعي ان يتم اختيار الخيار الذي تتوفر فيه قوة الدفع والوقت . قوة الدفع يمكن فهمها علي انها المقدرة علي استخدام القوي القومية والتي تشمل احد او مجموعة من القوي القومية , كالدبلوماسية ,المعلوماتية ,العسكرية اوالاقتصادية."
من الواضح ان ان هذه الورقة هي اشبه ما تكون بعملية تقدير موقف سياسي عسكري الا انها تميل الي السياسي والعسكري عادة يتم بفقرات محددة أضافةالي أن وضوحه ومصداقيته يظهران مدي التزامه بالجانب العسكري(بعيدا عن المناورة السياسية) وسيظهر بقية المقال ذلك.
يري "ان احسن الخيارات بالنسبة للولايات المتحدة هو الخيار الاول والذي علي ضؤوه يتم اجراء الاستفتاء وهذا الخيار هو السياسة الرسمية لحكومة الولايات المتحدة والعامل المهم ليست نتيجة الاستفتاء فقط ولكن هو احترام نتيجة الاستفتاء.
بالرغم من ان هذا الخيار هو الاحسن لكن لايعني عدم أعتبار بقية الخيارات" في الواقع جرت العادة علي اسقاط الخيار الذي يبدو من الوهلة الاولي عدم ملائمته والخيارات المتبقية تدرس بدقة للوصول الي الخيار الاحسن لتحقيق الاهداف المطلوبة وهنا من الواضح انه تم اختيار الخيار الانسب ولكنه يري عدم تجاهل بقية الخيارات (حسب اسلوبه الخاص ).
يري انه يجب ان يتخذ القرار المناسب والحكيم وبالطبع قرار الرئيس تدخل فيه عوامل كثيرة وفي الولايات المتحدة هو الذي يتخذ قرار الحرب.
الخياران الثاني والثالث
يعتقد ان الخيار الثاني هوالذي ينادي بعملية كونفدريشن والمطلوب فيه وحدة للسودان اسمية والتي يتمتع فيها الجنوب بقدر عالي من الحكم الذاتي لجنوب السودان وفي نفس الوقت يلتزم كل من الطرفين بعدم اللجو للحرب ولكن هذا مجرد وعد كاذب فالحرب مصيرها ان تحدث لان هنالك لاعبون من الطرفين يرغبون في قيام الحرب ويحتاجون للحرب وعندما تندلع الحرب فان عناصر القوة الاميركية سوف تضعف نسبة لانها ستفقد الكثير من عناصر القوة المتاحة لها لانها كانت الضامنة للعملية وقامت بالسمسرة للعملية وسوف يزداد الخطر نسبة لانه سوف ينظر لها انها خرجت من العملية. الحالة الجيدة في هذا الخيار انه لايتم جر الولايات المتحدة للحرب في السودان.
الخيار الثالث COA3
وهو يختص بتغيير اصول اللعبة Game-Changer والقيام بلعب لعبة أخري مختلفة تماما ويقدم هذا الخيار الاتي :
أ.القيام بتطوير وتنفيذ أستراتيجية تركزعلي علي تحقيق نتيجة مرغوب في حدوثها أكثرمن البحث عن بدائل تتيحها الظروف المعاشة .
تحديد الوقت , الايقاع وطبيعة اي صراع مسلح .
ب. ان تكون في موقف يجعل الولايات المتحدة تحقق السلام العادل.
هذه الورقة يغلب عليها طابع التنبوء بمناقشة العوامل الثلاث التي اعتقد انها مفقودة في النقاش والتحليلات التي تدور حاليا.كما اود ان اظهر ان سياسة الولايات المتحدة هي الخيار الاول COA1 وعليه فان هذه الور قة سوف لن تستمر اكثر في التعمق في دراسة الخيارين الاخرين في ا لوقت الذي يقدم فيها الخيار الاول عمقا اكثر لتحقيق الهدف. سنقوم بدراسة للخيار الاول .
ج. ان تكون في موقف يجعل الولايات المتحدة تحقق السلام العادل .
ذكر كاتب المقال "هذه ألورقة يغلب عليها طابع التنبوء بمناقشة العوامل الثلاث والتي أعتقد انها مفقودة في النقاش الذي يدور حاليا كما وارغب في في أظهار ان سياسة الولايات المتحدة هي التي تقودنا حسب اتباعها للخيار (COA1) اي الاول. هذه الورقة سوف لن تستمر اكثرفي التعمق في الخيارين الاخرين"
كاتب المقال مؤهل وله الخبرة الكافية لتي تمكنه من الكتابة في هذه الموضوع ومن العادة فان الكثيرين في الغرب عندما يكتبون عن موضوعات افريقية يجانبهم الصواب وعدم التوفيق نسبة لان الكاتب ينطلق من خلفية سياسية محددة اضافة الي عدم معرفته للخلفية الثقافية الافريقية وكيفية نظرتهم ومعالجتهم للامور. العامل الاخر هو انه ينطلق للكتابة مثل الكثيرين في الولايات المتحدة والزين يرون انه يجب ان تتدخل الولايات المتحدة لتفعل شيئا فيما يختص بمشكلة جنوب السودان والدوافع لذلك عديدة منها موقف السود في الولايات المتحدة والتاثير عليهم للحصول علي اصواتهم في الانتخابات وكذلك رغبات القوي المؤثرة الاخري الا ان كاتب المقال لايحبذ التدخل بل يتحدث عن امكانيةالتدخل. فيما يختص باسلوب الادارة الامريكية حيال المشكلة في السودان وكيفية التعامل معها نجد ان تاثير مجموعات الضغط واللوبي اليهودي والكتلة السوداء وجماعات حقوق الانسان والمنظمات الاخري المعادية للسودان كمجموعة الازمات الدولية ومنظمة كفاية وغيرها لهم تأثيركبير ومستمر علي القرار الاميركي والامر المهم هنا ان هذه الضغوط اصبحت مؤثرة علي قرارات الرئيس الامريكي في موضوعات في غاية الاهميةبالنسبة له وهي التأثير علي الانتخابات الامريكية مثال ما حدث مؤخرا عند انتخابات نصف الفترة حيث تمكن المحافظون من تحقيق أنتصار واضح ومؤثر.
التدخل الامريكي مهما كان حجمه فانه يؤثر علي خزينة الولايات المتحدة تاثيرا له حجمه المعتبر والمؤثرعلي أداء الدولة ونجد اليوم بالاضافة للحرب بافغانستان
والقوات بالعراق فهناك الاستعداد لخوض حرب اخري اذا حدثت ضربة علي ايران كما ان الكوريتين يتحرشان ببعضمها البعض واساطيل الولايات المتحدة تقف قرب الشواطي الكورية في الوقت الذي يمكن ان تجد هذه المشاكل ا لحلول السلمية والامن والاستقرار والديمقراطية لشعوب العالم .
فــــهـــــم طــبـــيـــعة المشــكـــلــــــة
يعتقد ان اي نقاش استراتيجي عن مشكلة جنوب السودان يجب ان يبداء باظهار التعقيد الذي يكتسي المشكلة- التاريخ الطويل – الحجم الكبيرلعدد اللاعبين المشتركين في المشكلة . عدم العدالة وتداعياتها عبر الاجيال . الانفعالات العاطفية السيكلوجية وجروحها التي لن تندمل - القوي والعوامل المفتعلة والصدى المرافق اقليميا وعالميا وكل هذه العوامل تستحق ان تجري لها دراسات جيدة لفهمها الفهم الصحيح بالرغم من ذلك فهي لاتمت بصلة لالتزام الولايات المتحدة للحرب بجنوب السودان
يستوجب الامرالتركيز علي ثلاثة أسئلة لها التصاق وثيق بالولايات المتحدة و هي:
- من أين نبداء لفهم دور الولايات المتحدة في المشكلة ؟.
- كيف تبدو الخريطة الذهنية للمشكلة.
- كيف تجد الولايات المتحدة القبول لدي اللاعبين الرئيسين؟.
أتقاقية السلام الشامل لعام 2005 تعتبر البداية لفهم مهمة الولايات المتحدة
يقول الكاتب انه حتي قبل ان يأخذ السودان استقلاله عام 1956 كانت هناك حركة سرية تعمل لنيل جنوب السودان استقلاله ويعتقد ان الجذور لذلك كان هو التهميش الاقتصادي وعدم الاهتمام السياسي .
بالرغم من صحة ماذكره كاتب المقال الا ان السبب في كل ذلك كانت سياسة الاستعمار حيال جنوب السودان وهوما يعرف بسياسة الجنوب والتي اتبعت منذ عام 1922والتي كان من ضمنها قانون الجوازات والازونات (Passports and Permits law) وهو الذي ينص علي عدم السماح للا جانب والمصريين والشماليين بعدم السفر للجنوب الا باذن حاكم المديرية او السكرتير الاداري كما القانون يطبق علي سكان الجنوب فيما يختص بعدم حرية السفر للجنوبين للشمال. وكان الجنوب يعرف بانه منطقة مقفولة لفترة طويلة ولم تتوفرالاموال لتطويره وبعد الاستقلال نشبت الحرب بشكل مؤثر علي التنمية . القوانين الاستعمارية لايمكن ان تكون مسؤولية اهل الشمال والكل يعرف ذلك ولكن بالرغم من ذلك يتم تجاهل هذه الحقيقة .
يري كاتب المقال ان الحرب الثانية سارت علي درب الحرب الاولي الا ان الحرب الثانية وجدت الكثير من الدعم الاقليمي اضافة الي انها كانت حربا بالوكالة.
يقول كاتب المقال ان الفهم الشامل لاتفاقية السلام مهم لانها هي الرابطة التي تحكم علاقة الولايات المتحدة بما يحدث لاحقا في االسودان . الولايات المتحدة لعبت دورا هامافي مجال السمسرة لاتفاقية السلام الشامل علي مشهد من العالم بالاضافة لذلك يعتبر الكاتب ان الولايات المتحدة تمتلك عملية السلام ويعتقد ان من الموضوعات الهامة والتي يجب فهمها فهما صحيحا ان الاتفاقية كانت تعني للولايات المتحدة شيئا في 2004 والان في عام 2010 تعني شيئا مختلفا.
في عام2004 كانت الولايات المتحدة تدفع الخصمين للجلوس لطاولة المفاوضات وعلي ضوء ذلك تمت اتفاقية السلام مماجعل حكومة بوش تعلن تحقيق النصر بدون اللجوء للمعارك.ولكننا فشلنا في ان نري النصر بصورة اقل في مجال القوة الدافعة وبصورة اكبر في مجال الزمن وصرنا مرهقين وواجهتنا عدة وقفات مستمرة وكانت الاتفاقية مخرجا من موقف المنتصر ومخرجا اتاح الوقت والفضاء لخلق ظروف جديدة اكثر ملائمة .
في عام 2004 كانت الولايات المتحدة تري ان توقيع الاتفاقية كانجاز سياسة خارجية لانها اوقفت الحرب وفي 2010 فان الولايات المتحدة ملتزمة بحق ان الاستفتاء الذي فرضته اتفاقية السلام سيكون Casus belli للتجديد لنفس الحرب والتي ستجر رجل الولايات المتحدة
خريطة الذهن للمشكلة
في السنوات المااضية قامت حكومة السودان بمحاربة المجموعات المنشقة في جنوب السودان ,الشرق والغرب مع وجود عدم استقرار سياسيي في الشمال . في الفترة بين عام 2004-2006 حكومة السودان قامت بتوقيع ثلاثة اتفاقيات للسلام منفصلة مع المعارضة
المسلحة في الجنوب باتفاقية السلام الشامل وفي غرب السودان (ابوجا ) بتاريخ 5 مايو 2006 وفي شرق السودان اتفاقية سلام الشرق في 19 يونيو 2006 .
وهو يري ان حكومة السودان يبدو انها راغبة في السلام ويمكن ان نستشف ان الحكومة في السودان تقوم بنظافة مواعينها في انتظار الحدث الاكبر والسؤال الان كيف تتحمل الحكومة فقدان ثلث اراضيها و80 % من ثروتها النفطية لاشك ا ن ذلك يدعو لتركيز الانتباه .
حكومة السودان كان عليها ان تحارب في ئلائة جبهات وكل ذلك يشير الي ان اسلوب الحكمة التقليدي يكون خطاءفالحرب ليست بين الجنوب والشمال ولدينا الان خريطة ذهنية اكثر دقة عن مايحدث بالسودان . نلاحظ ان المقاتلين لم يتشكلوا من مجموعة عرقية واحدة
بل العديد من المجموعات واذا حاولت تجميع هذه المجموعات في صعيد واحد فانك تجد الخاصية التي يتمتعون بها هي محاولة الابتعاد عن المركزفي الوقت الذي لاتجد فيه من يرغب ليتحد مع الاخر واذا حاولنا جمع الاربعة اتجاهات مع بعض في توحد فسنجد هذا التوجه.
لاشك ان ملاحظته صحيحة وانه سيكون لها تاثيرها المستقبلي فيما يختص بوحدة السودان ونشوب الصراعات ضد المركز .
التصور المنكمش للولايات المتحدة
يقول المقدم تالي انه قام بمناقشة اتفاقيةالسلام الشامل ووالتي ذكرعنها انها في عام 2004 تختلف عنها في عام 2011 وذلك نسبةللمتغيرات العديدة التي برزت الي حيز الوجود في العالم .
لماذا ستقوم الحرب في الجنوب .
يقول كاتب المقال "علي ضوء اتفاقية السلام الشامل و حسب توقيتات الاتفاقية فانه سيجري استفتاء بجنوب السودان في 9 يناير2011 وكل الدلائل تشير الي ان النتيجة ستكون لصالح الاستقلال وهويعتقد ان حكومة السودان قامت باستخدام تكتيكات التعطيل بنجاح بدرجة انه حتي الان هناك شك في قيام استفتاء شرعي ناهيك عن قيامه في يناير 2011 . مفوضية الاستفتاء لم يكن متفق عليها حتي يونيو 2010 اي ستة شهور من قيام الاستفتاء الا ان قيام الاستفتاء في وقته وارد اكثر من عدمه.
كل السودانيين النازحين سيشتركوا في الاستفتاء وهولاء من ضمنهم الموجدوين ن بالولايات المتحدة وكشوفات التصويت المفروض ان تنتهي في خلال 90 يوما من من اكتوبر 2010 والتاريخ لايجري اعتبارامن ثلاثة اشهر مبكرا .
النتيجة ستحدد بخمسين في المئة زائد واحد . اذا كا ن العدد اكثر من 60% من المسجلين قاموا بالتصويت فعليا اولا كشوفات التسجيل لم تعمل حتي الان . ثانيا ترسيم الحدود لم يتم ؟"
ماذا يعني هذا وهل التصويت يتم لاستقلال دولة لاتعرف حدودها ؟
واذااعتبرنا سواله الاخير نري مدي الخطاء الذي وقعت فيه الحركة الشعبية بعدم قبولها ترسيم الحدود وكيف تستقل دولة بدون معرفة حدودها بدقة لان هذا الامرخطير بالنسبة لها ايضا وستعيش في دوامة من المشاكل .
يتضح ايضا هنا عدم صدق التنبوء بعدم امكانية اكتمال الكشوفات وقيام الاستفتاء في زمنه بالرغم من ان المفوضية طلبت التمديد. ساكتفي بهذ القدرفي الوقت الحالي
تعليق
كاتب المقال مؤهل وله الخبرة الكافية لتي تمكنه من الكتابة في هذه الموضوع ومن العادة فان الكثيرين في الغرب عندما يكتبون عن موضوعات افريقية يجانبهم الصواب وعدم التوفيق نسبة لان الكاتب ينطلق من خلفية سياسية محددة اضافة الي عدم معرفته للخلفية الثقافية الافريقية وكيفية نظرتهم ومعالجتهم للامور.الكاتب متفهم لابعاد المشكلة من خلال خبرته العملية . تطرق لكثير من المواضيع التي تعتبرحساسة ومؤثرة . العامل الاخر هو انه ينطلق للكتابة من رغبة عارمة لدي الكثيرين في الولايات المتحدة والزين يرون انه يجب ان تتدخل الولايات المتحدة لتفعل شيئا فيما يختص بمشكلة جنوب السودان والدوافع لذلك عديدة منها موقف السود في الولايات المتحدة والتاثير عليهم للحصول علي اصواتهم في الانتخابات . فيما يختص باسلوب الادارة الامريكية حيال المشكلة في السودان وكيفية التعامل معها نجد ان تاثير مجموعات الضغط واللوبي اليهودي والكتلة السوداء وجماعات حقوق الانسان والمنظمات الاخري المعادية للسودان كمجموعة الازمات الدولية ومنظمة كفاية وغيرها لهم تأثيركبير ومستمر علي القرار الاميركي والامر المهم هنا ان هذه الضغوط اصبحت مؤثرة علي قرارات الرئيس الامريكي في موضوعات في غاية الاهميةبالنسبة له وهي التأثير علي الانتخابات الامريكية مثال ما حدث مؤخرا عند انتخابات نصف الفترة حيث تمكن المحافظون من تحقيق أنتصار واضح ومؤثر.
التدخل الامريكي مهما كان حجمه فانه يؤثر علي خزينة الولايات المتحدة ولكن لايمنع تدخل الولايات المتحدة. نجد اليوم بالاضافة للحرب بافغانستان واحتواء ايران وغيرها يقلل من احتمالات التدخل في جنوب السودان الا انه نسبة للتطورات والمتغيرات السائدة الان بايقاعها السريع قد تحدث تحولات في البرامج والاسبقيات التي وضعت سلفا.
لماذا سيحارب السودان كما يعتقد الكاتب
يعتقد الكاتب ان انفصال الجنوب سيشكل ثلاثة مخاطر علي السودان وتفهم هذه العوامل سيظهر لماذا قامت الولايات المتحدة بتحركاتها الاخيرة نحو السودان ولماذا سيقوم السودان باحتلال ابيي وحقول النفط .؟ ( نلاحظ ان احتلال ابيي سيغير المواقف والاسبقيات والاحتمالات والكاتب وضع احتمال احتلال ابيي بواسطة الحكومة ولكن احتلال ابيي بواسطة المسيرية لابيي بالامس وضع احتمال قيام حرب محدوده في ابيي في القريب العاجل مما يضع احتمالات واسبقيات جديدة للعمل ولاشك ان تحرك المسيرية الان قد قلب كل الموازين و خلق موقفا جديدا قد يؤدي الي حرب شاملة. ) يري كاتب المقال ان المخاطر تبدوفي اختصارشديد كالاتي:
1. مشكلة الاحتكار للثروة
2. المشكلة ليست بخصوص الجنوب فقط
3. الشوفينية والتهميش وسيبرز اثر ذلك عند استقلال الجنوب اذ ستقوم مناطق اخري بالمطالبة باستقلالها.
تحدث عن الفهم الصحيح لتقرير المصير والمعتقدات الاسلامية .
الكاتب فسرها حسب المفاهيم الغربية الا انه في الواقع فان النظرة الغربية قد لاتكون مقبولة في العالم الاسلامي خاصة اذا تم تطبيق القوانين الاسلامية اذ يصعب استبدالها ويجب تفهم ابعاد ذلك.
احتمالات تدخل الولايات المتحدة
يري الكاتب " ان الولايات المتحدة مشتركة ضمن مايحدث في السودان وهي مهتمة جدا ببناء
مجتمع مدني في جنوب السودان وهذا تفسير لدور الولايات المتحدة المتوقع. "
رأي الكاتب واضح وتحركات الولايات المتحدة تدل علي ذلك ولكن هناك عقبات عديدة ستبرز في جنوب السودان وشماله وهذه المشاكل ناتجة عن التخلف الحضاري والقبلية والصراعات الشخصية اضافة لمشاكل المجتمعات النامية وبالطبع سيحدث ذلك بعد استقلال الجنوب. وتدخل الولايات المتحدة في المراحل القادمة سيكون عرضة لنقد شديد في الولايات المتحدة وهو يري "ان تدخل الولايات المتحدة في ظل الاوضاع العالمية قد تواجهه الكثير من عدم القبول الا ان دروس التاريخ مثل الهجوم علي بيرل هاربو وهجوم الحادي عشر من سبتمبر وغيرها كان لها اثرها في نفوس الشعب الامريكي . التدخل الامريكي في الصومال ,بوسنيا والعراق لم يتم التدخل لفوائد مادية وعندما تم حشد تأييد جماهير الشعب الامريكي للتايد للتحرك الامريكي كان التاييد علي اساس شخصي وبناء علي القيم الامريكية ."
لاشك ان ما تعرض له كاتب المقال هو السلوك الانساني الحضاري الراقي في المجتمع الامريكي ولكن في نفس الوقت يمكن ان يقوم البعض علي اساس سياسي اولمصالح شخصية اوخلافه بفبركة مواقف تجذب تأييد الجماهير وبحماس شديد مثلما حدث في
موضوع تجارة الرقيق في السودان وكانت لها اصداء مثل ماحدث بدارفور واتضح ان كل
احداثهامفبركة اوضح ذلك قسيس كاثوليكي ايطالي الجنسية عندما حضرلواشنطن ذلك القسيس الذي عاش ردحا من الزمان في جنوب السودان وصرح لواشنطن بوست والسي ان. ان, بان المجموعة التي كانت تفبرك عملية بيع الناس للسواح من الغرب وتحضرهم مرة اخري وتعرضم للبيع مرات عديدة واعلان تحريرهم وتتكرر العملية علي هذا النحووالهدف كان جمع المال فقط وكانوا جميعهم سودانيين من المنشقين من الحركة الشعبية. وما ذكرته عن تحرك الشعب الاميركي لنصرة الشعوب المستضعفة هوقمةالرقي الانساني ولكن قد تحدث اخطاء شنيعة عند استغلال ذلك بواسطة ضعفاء النفوس اذ يقوم البعض بفبركة قضايا لاهداف معينة وتعرض علي شعوب العالم بصورة مختلفة عن حقيقتها ولذلك فان الفترات القادمة من رحلة الانسانية يجب ان تحل مشاكل العالم بالتعمق في دراسة الاسباب والتروي والابتعاد عن العنف عن طريق اثارة قضايا ملفقة لان المشاكل اصبحت اكثر تعقيدا.
فالمجتمعات المتخلفة تحتاج للتعليم والتثقيف وترقية مجتمعاتها و ويمكن ان يتم ذلك باساليب سلمية مع غرس ثقافة السلام والتسامح . فمن التجارب في التاريخ الحديث فان التدخل في العراق بالرغم من استناده علي وجود اسلحة تدمير شامل بالعراق الاان التدخل في النهاية فتح الطريق لقيام ايران بملء الفراغ في المنطقة وكذلك فان العمليات ا لعسكرية في افغانستان والضربة المحتملة علي ايران لن تنشر غير الخراب والدمار وعندما يشعرالانسان بانه مهدد فانه سيسعي لتأمين نفسه.
المشكلة التي تواجه العالم الان هي نمو تأثير قوي الضغط واللوبيات المؤثرة في الانتخابات الامريكية والتي ايضا عملت علي التصعيد في المواجهات العسكرية حول العالم والتي تتزايد علي مرور الايام وتدمر الاقتصاد العالمي .
مجموعات الضغط واللوبيات والسيل العظيم من من المعلومات المغلوطة في ظل ثورة المعلومات وثورة الاعبين الاصاغر والتفتت الذي يسود العالم في ظل التدهور المناخي
والذي يؤثر تاثيرا قويا علي مايحدث في العالم الان يستوجب الالتفات لما يحدث في المجتمعات علي امتداد العالم وهو يعطي صورة مختلفة لعالم اليوم .يجب الالتفات لحل المشاكل الانسانية من خلال الجلوس بهدوء لحل هذه المشاكل , فما يحدث الان من مجاعات وامراض بسبب القحط والجدب والصراع علي الارض لايمكن ان تحل بتغييرالافكار بالقوة اوتغيير معتقدات البشر الا بالاسلوب الحضا ري والانساني الراقي فنحن في اشد الحوجة لصحوة ضمير لوقف القتل والعنف والنهب والسلب بكل صوره واشكاله وهذه مشكلة الانسانية فالحل هو العودة للضمير وقيم الدين والقيم والسلوك الانساني الراقي ويجب تكثيف التعليم في كل المجالات وترقية المجتمعات بدلا من دفع البسطاء والسذج بعد تسليحهم وحشدهم للقتال فهنا ستكون النتيجة فقط هي المذبحة وهي التي ستقضي علي الاخضر واليابس فقط .
الولايات المتحدة اصبح لها التزام نحو قضيةجنوب السودان وارتباطها يظهر من حرصها علي تنفيذ اتفاقية السلام بالطريقة التي تم الاتفاق عليها الا ان المتغييرات غير المتوقعة تجعل التنبؤ بمستقبل الاحداث من الصعوبة بمكان وخير مثال لذلك ما حدث بالامس في ابيي والامر هنا يحتاج لضبط النفس والتأني في اصدار الاحكام قبل ان يفسد البعض او يعرض حياة الملايين للخطر . كيف نعيش بسلام في عالم يسكنه البسطاء والفقراء وعلي الطرف الاخر يعيش عالم متحضر قام بحل كل مشاكله ويمتلك اليوم وسائل الرفاهية والطب والترفية ويعيش
في واحات من الرفاهية تحفها صحاري من الحرمان والجوع والعطش وتحصدهم الاسلحة الاسلحة الفتاكة اذا ارتفعت حناجرهم مطالبة بلقمة العيش.
(mohamzein@gmail.com)