لا يغيب عن فطنة أى انسان مراقب محليا وعالميا بأن الثورة السودانية التى اندلعت منذ ديسمبر الماضى وضحينا من اجل نجاحها ، تراوحت اعمارنا كمشاركين فيها مابين العشرينيات و الثلاثينيات...،و نقر بأننا ترعرعنا فى عالم سادت فيه أبواب المعرفة بوسائط تكنولوجية حديثة أتاحت لمجالينا متابعة التطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فى هذا الكون الذى اضحى وأصبح و أمسى قرية.
و هالنا فى السودان ان نرى قوما .. تدثروا بأعظم ما نعتز بها من قيم ترتبط بالدين .. لتصبح كل تصرفاتهم بعيدة كل البعد عن الطهر الذى يدعو له الدين فى شتى مجالات الحياة ، و أدلهمت الأمور أمامنا ، و سلط على اخوتنا سيف القهر والظلم .. فثرنا و أقسمنا بأنه قد ان الاوان اقتلاع جذور و منبت هذا الظلم، فكانت الملحمة ، و كان ذاك المشهد الذى اذهل المراقبين الى ان تهاوى النظام باركانه... غير مأسوف عليه، و كان من أولى المبادىء التى جمعتنا ...ان لا نسمح لاى انسان استغلال الدين لنفسه، و نحن قد تراءت لنا ما جرى على الساحة بلاد المسلمين بعد الفتنة الكبرى...من قتل و تدمير ، و تابعنا سيرة افذاذ علموا ان المقاصد العليا للعقيدة الايمان بوحدانية الخالق والدين المعاملة و المجادلة بالتى احسن وأقوم، و مازالت قناعتنا بان علينا المحافظة على نقاء الدين لترشيد حياتنا و تنظيم حيواتنا ,, و كل انسان الزم طائر ه فى عنقه لياتى للمحاسبة فردا
(2)
نقر و نعترف بأن هناك عناصر و قفت معنا فى الحر اك ضد الظلم والقهر، و جعلت لحراكنا عنفوانا ، و لكنها انطلقت من منصات مختلفة، ليست هى بالضرور ة ملزمة لنا التماهى مع اطروحاتها، شملت هذه المنصات اتباع لحزب وطنى تليد ، تقوم ار كانه على اجتهادات شيخ ثمانينى العمر، انصيت دعوته الى ما سماه صحوة اسلامية لم تخل فى كل اتجاهانها من توجه علمانى دنيوى، و من السمات اللافته لهذا الحزب التليد ان خصص له كيان يجلس الانصار تحت لوائه يرتلون من الاوراد والادعية و المواعظ ما ترشدهم الى حياة نقية تبعدهم من نكد الحياة، و نحن لا اعتراض لنا طالما التزم تابعو هذا التوجه بأننا كشباب لنا الحق فى ان نجترح طريقنا لمستقبل نراه زاهرا لوطننا ، و من ضمن المنصات النى رأى بعض منتسبيها ا لوقوف معنا جماعات ارتبطت بفكر عروبى اشتراكى تحت مسميات - بعث - ان كان قوميا او قطريا ، و شعورنا بأن هذا فكر فى مجمل توجهه نبيل فى مقصده، و لكن يرى غالبيتنا ان اقحام بعد قومى عربى كان أو زنجيا لا يتواءم ووضعنا الحالى. ......و من ضمن المنصات التى شاركننا فى المسيرة جماعة قد انضوت تحت لافتة حزب يدعو الى اشاعة العدالة فى المجتمع وهو حزب انحسر نفوذه..بعد ما اعترى من انهيار فى نماذجه العديدة ، و نحن كشباب نتوق الى ( عدالة اجتماعية ) مبرأة من استغلال الانسان لاخيه الانسان، و لكننا لسنا اسيرين لشعارات زاعقة..نتوه فى دهاليزها ، و من الالى وقفوا معنا احزاب انتمت الى ما سميوا بالاتحاديين ان كانوا اصلا أو فرعا أو فرعا لفرع.....وهؤلاء نعتبرهم كلهم من ارث ماض ولى و ذهب.
(3) ما يقض مضجعنا و يحيل حياتنا الى جحيم لا يطاق ان تتحول الساحة الى صراع بين المساندين لثورتنا ، لتعيش البلاد وضعا كريها و قميئا ، و كل طرف يريد ان يكون له القدح المعلا فى قسمة السلطة و الجاه، و نحن كشباب كما اسلفنا القول خرجنا من قمقم نظام كاذب.. التمسنا من الالى ظلمونا الاعتراف بذنبهم ، و يرضى المفسدين منهم باحكام الثورة ضدهم..لان ما بنى على باطل لا يصح، و أيضا نجهر بالقول لمن أتوا عضدا لثورتنا باننا لسنا عصابيين ضد اى طرف، و مطلبنا ان يتواضعوا و يصلوا لقناعة لا تقبل الشك أننا فى عالم جديد بمعطيات جديدة لا يصح فيه اجترا ر ماسى الماضى من خلافات نخلقها بانفسنا و هى كفيلة بان تمزق الوطن و تذروه اربا اربا فلا نجد السودان الذى نعشق......و ياليتكم سادتى علمتم بأن من أعظم القيم النبيلة ان ينقد الانسان مساره القديم.. و ليكن معلوما للكافة ان هذه الثورة لم تأت تحت مظلة منصة معينة..و لكنها تريد ان تلتمس طريقها السوى نحو سودان جديد يجد فيه الثوار فيه انفسهم ،و تكون لجان المقاومة منهم و تعمل تحت امرة الاجهزة القضائية المستقلة....ثورتنا فى خطر.....ان لم نع ان الفترة الانتقالية لتهيئة المسرح السياسى بهدف ارساء قواعد حكم ديمقراطى نيابى عادل فيه فصل واضح للسلطة التنفيذية و التشريعية و القضائي