دا الزول المرقني يوم مجزرة فض اعتصام القيادة العامة

 


 

سيد الطيب
28 November, 2022

 

صديق العمر ورفيق النضال الزميل أحمد علي
في لحظة الهجوم على الاعتصام تمكلنا الغضب الشديد من الغدر والخيانة
وتحت مرارة الفاجعة هتفنا مرحب حبابو الموت والله ما بنخاف
كان الصديق أحمد علي اكثرنا وعيا وحكمة تمالك نفسه عند الغضب وكنت كلما احاول الرجوع يدفعني الى الخارج حتى وصلنا الى مكان آمن
والحقيقة اننا نجونا من المجزرة بإجسادنا ولكن تركنا قلوبنا هناك وحملنا في نفوسنا ألم لا يمكن وصفه وحفظنا في ذاكرتنا مشاهد لا يمكن محوها ولا يجوز فيها السهو او العفو وستظل محصنة ضد النسيان
يعلم القتلة ان الحساب يبدا إذا توقف القتل واستقرت الاوضاع
لذلك كل قاتل حريص كل الحرص على استمرار جرائم القتل واستمرار حالة الفوضى وحالة اللا دولة واللا قانون لذلك لن يحدث استقرار والقتلة على رأس الدولة اذا كانوا حاكمين من خلال شراكة مع المدنيين او حاكمين لوحدهم بإنقلاب، لن يحدث استقرار ولن يتوقف القتل والقتلة على رأس الاجهزة الامنية المنوط بها حفظ امن الناس وسلامتهم
فحالة اللا قانون هي الضامن الوحيد لافلاتهم من العقاب.
عندما يهاجم القتلة المواكب ويدعموا الجريمة المنظمة في الاحياء وينشروا الفوضى في الطرقات والفتن القبلية والجهوية في المدن والفرقان لن يميزوا بين هذا ثائر مؤمن بالتغيير الجذري وآخر من دعاة الحل السياسي، فجميعكم بالنسبة للقتلة خطر حقيقي طالما كنتم تدعون لدولة مدنية ترفض الفساد والظلم والقتل خارج القانون وتسعى في بناء مؤسسات الدولة وفصل السلطات، لن يهمهم اذا كنت من القبلية الفلانية او من الجهة العلانية، فلم يتركوا قبيلة في السودان الا واذاقوا بعض اسرها طعم الغدر ولم يتركوا جهة من جهات السودان الخمسة في امن وامان ولن يسمحوا بإستقرار هذا البلد وتحسن اوضاع شعبه.
قد يختلف معي صديقي الزميل أحمد علي في يوم من الايام او اختلف معه في تقديراتي للامور ولكن اي خلاف في القضايا السياسية لا يفسد للود قضية ولا يمكن ان اضعه في خانة العدو الرئيسي الذي يواجه الرأي بالسلاح والهتاف بالرصاص او يضعني في ذات الخانة
فقد علمتنا الثورة ان الثائر لا يخون رفيق الدرب وشريك الحلم في دولة الحرية والسلام والعدالة وان المناضل الحقيقي هو من يحترم نضالات الاخرين لحظة الاختلاف قبل الاتفاق وان العدو الرئيسي لا تهمه تقديراتنا السياسية فجميعنا في نظره نشكل خطر عليه ولن يتواني في التخلص منا جميعا متى ما اتيحت له الفرصة.
قبل ما تختار طريقك أبقى واثق من رفيقك.

 

آراء