دعوة لتكريم الاستعمار البريطاني في السودان

 


 

 

د.فراج الشيخ الفزاري
========
لم يكن استعمارا كبقية مظاهره في بقية المستعمرات البريطانية حول العالم عندما كانت بريطانيا هي الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس من حيث التشديد والتنكيل وسرقة خيرات البلاد..بل كانت رحيمة حليمة بأهل السودان...
وتاريخ وسيرة الحكام والمفتشين الذين حكموا السودان كانت عطرة وتأكد حبهم للسودان ..كانوا شبابا من خريجي الجامعات البريطانية العريقة..وأصحاب أفكار ومبادرات حديثة...ولهذا ازدهرت المدن و نشطت التجارة داخل وخارج السودان..
احترموا العادات والتقاليد السودانية واحترموا المرأة وادخلونا دنيا الحداثة ولم تسجل حادثة اغتصاب واحدة ضد أي مسئول أو مواطن بريطاني خلال فترة حكمهم للسودان.
أقاموا المشاريع الزراعية العملاقة وشقوا الطرق السريعة وبنوا الكباري والجسور وتواصلت البلاد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا عبر النقل البري والنهري والقطارات.. والمطارات.
أقاموا العدل.. ووفروا الأمن وحفظوا حدودنا الجغرافية حتي سلموها للحكومة الوطنية كاملة خالية من التهديدات الحدودية.
وضعوا أسس التربية والتعليم وإنشاؤوا المعاهد التخصصية والجامعات..وصانوا المساجد والخلاوي والقباب والمقابر والساحات.
تركوا فينا خصائل الانسان المتمدن فاوقفوا الرشوة والسرقة والهمبتة وتعلمنا النظام والانضباط
وخدمة مدنية ،لا يعلي عليها. second to none
تركوا فينا قوة دفاع السودان ذات السمعة الطيبة في الخدمة العسكرية والقوة والانضباط وبسالة الجندية...فكانت هي الأشهر من القوات المصادمة ضمن قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية..كانوا جنودا من أجل حماية الوطن العزيز..وليس غيره.
خلال الحكم البريطاني للسودان...الذي امتد لأكثر من خمسين عاما...لم يضبط مسئولا بريطانا وهو يسرق.. ولا هو يزني لا في نهار رمضان ولا في غيره..ولا يزور أو يرتشي
ولا يأتي العمل مخمورا.. ولا متكاسلا أو متخاذلا
فتعلمنا منهم الأخلاق الفاضلة والصدق وعدم الحسد والنميمة..علمونا ودربونا واعطونا مفاتيح المستقبل وكيف نحكم بلادنا بعد المغادرة...وكانوا في ذالك صادقين..
الاستعمار البريطاني للسودان..لم يكن استعمارا حقيقيا كما فعلت بقية الدول الاستعمارية بشعوبها المستعمرة..فرنسا..إيطاليا
بلجيكا..وغيرها...أبدا كان نزهة ومهمة بناء وتطوير ونهضة..كان مشروع إعداد دولة حتي تستطيع إعانة نفسها والدخول في بوابة الألفية الثانية بكل ما يتطلبه هذا الولوج من إعداد..واستعداد..
ولهذا عندما خرج الانجليز من السودان عام 1956..كنا بلدا عظيما وشعبا كريما..وموارد كثيرة ...
وذكريات حميمة مع التاج البريطاني.. حتي حلت الكارثة وتمرد العسكر وكان الانقلاب العسكري الأول.. وبعدها لم تعد للسودان قائمة حتي اليوم...
شكرا بريطانيا العظمي فقد كنتي أمة رحيمة ولستي استعمارا بغيضا..ولا زلنا نبكي ماضي تلك الذكريات.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء