دور الاستقلال في تحقيق السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الاتحاد العام للمرأة السودانية- مركز ماما
محاضرة بعنوان: دور الاستقلال في تحقيق السلام
الإمام الصادق المهدي
الأربعاء 22 يناير 2014م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
في المخاطبة للأغلبية أقول بناتي وأبنائي، أخواني وأخواتي،
السلام عليكم ورحمة الله،
وكم هو محبب أن يكون اللقاء في حضرة عبارة (ماما) وكلنا يعلم أن الطفل منا أول وعي له هو بـأمه بل وعلاقته بأمه تشكل له دستور الحياة فيما بعد، فأشكر الاستاذة فاطمة على ما قالت، وأقول كذلك كثير من الناس يقولون لي لا معنى لمخاطبة منظمات المؤتمر الوطني أو المنتسبة إليه، وكان موقفي أن هذه دروشة سياسية لأنك في الحقيقة تخاطب من تختلف معه ليس من توافق أو تتفق معه، لأننا لا يمكن أن نخرج ببلادنا بخير ما لم يسود في هذه الأمور الحوار: الرأي والرأي الآخر. وعندما جاءتني السيدة منى عبد الفراج تدعوني اعتقدت أنها تبحت نيابة عنكن عن الرأي الآخر، وشر منا وسوء ألا نتيح لكم هذا الرأي الآخر في القضايا المهمة التي سأطرقها أمامكن في هذا العنوان.
اتصل بي كثيرون وقبلت الدعوة لمخاطبتهم وهم من المؤتمر الوطني، فمثلاً دعاني الأستاذ نزار خالد المسؤول عن الملف السياسي لولاية الخرطوم للمؤتمر الوطني لأتحدث عن الإسلام والحرية، ودعاني المرحوم ابننا خالد أبو سن كذلك لأتحدث للتنظيم الشبابي الطلابي لولاية الخرطوم، وكذلك والي ولاية الخرطوم. هؤلاء جميعاً لم يكن عندي شك أو تردد في تلبية هذه الدعوة لأنني أريد أن أطلع هؤلاء جميعاً نحن لا نسعى للانتقام ولا لاستئصال الآخر، نسعى لإقناع الآخر بما نراه الحق، وما دمنا نفعل ذلك فعلينا أن نخاطب الجميع بالمنطق والعقل، عسى ولعل نلتف حول قضية الحق جميعاً.
وفي حقيقة هذا الأمر لابد لي أن أؤكد أن هذا التواصل ضرورة وطنية. منعنا أن نتصل بالجبهة الثورية ورفضنا أن نقبل هذا المنع وذهبنا وتحدثنا معهم وقلنا ما نعتقد أنه الحق: نعم انتم عندكم قضية مهمة ومشروعة وعادلة، ولكن أمرين يحولان دون أن يكون هذا الأمر قومياً هما: أولاً: الإطاحة بالنظام بالقوة، فالإطاحة بالنظام بالقوة إذا فشلت سوف تعزز النظام وتعطيه حجة، وإذا نجحت فستقيم دكتاتورية بديلة. فما معنى أمر في الحالين يأتي بضرر، ولذلك نحن نقول لكم إن أنتم أعلنتم لا للإطاحة بالقوة وقبلتم العمل السياسي كوسيلة لإقامة نظام جديد، وقبلتم التخلي عن فكرة تقرير المصير لمناطق السودان الأخرى، نحن نطالب بالاعتراف بكم والجلوس معكم للوصول لتسوية تحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل.
بنفس المنطق قبلنا الحوار مع كافة منظمات وشخصيات المؤتمر الوطني وغير المؤتمر الوطني من القوى السياسية لأننا كلنا ننشد الحق والخير والوطنية، أرجو أن نكون كذلك، فإن كنا كذلك فإن الحق أبلج وقادر على أن يستقطب حوله الجميع.
أبدأ حديثي بعد تأكيد أن الإنسان ينبغي أن يكون مستعداً أن يتحدث مع الآخر، إن الحديث مع الآخر هو السبيل الوحيد لتقارب وجهات النظر. هنالك بعض الكتاب يتسألون عن مبادراتنا، لماذا هذه المبادرات وما هي الفوائد التي نقدمها؟ قلت وأوأكد وأكرر إن المبادرات ساهمت في جر رؤية الحزب الحاكم فهي الآن أقرب إلى قبول الحل القومي، وكذلك ساهمت في جر موقف القوى الثورية فهي أقرب إلى قبول الحل السياسي، وهذه هي الثمرة أن نحقق ذلك. صحيح لم نحقق بعد التوافق التام، ولكننا نعتقد، وكلكن تسمعن وتدرين كيف أن لغة الحكام الآن أقرب إلى الاستماع للرأي الآخر والاستماع للتحول القومي وكذلك موقف الجبهة الثورية في إعلان أنهم بريديون أن يفاوضوا وأن يحاوروا وأن يجعلوا من الحل السياسي استراتيجيتهم. هذه ثمرة كبيرة جداً نعتقد أننا جنيناها، ونعتقد أنها في الطريق المتصل إن شاء الله للوفاق الوطني حول البرنامج القومي.
مقدمة حول قضية المرأة
أول ما أريد أن أعلق به على الموضوع هو أنني اعتقد أن للمرأة السودانية قضية. هناك قضية عامة هي قضية حقوق الإنسان، قضية حقوق الإنسان تشمل المرأة والرجل والطفل بل كافة مراحل الإنسان، ولكن هناك قضايا تخص المرأة وحدها. هناك استخدام في رأينا سيئ للدين لدى بعض القوى التي تستغل الدين لبث فهم وفكر في رأينا نافٍ لمساواة المرأة وحقوقها. لقد بحثت في هذا الموضوع كثيراً ولكني أضرب مثلاً ببعض الأشياء التي فيها يستغل الدين لدونية المرأة: قالوا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن المرأة خلقت من ضلع أعوج فإذا أردت تقويمه انكسر" القرآن يقول بوضوح (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا)، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) هذا هو الفهم الديني الصحيح أن الرجل والمرأة مخلوقين من نفس واحدة. "ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" هذا حديث غير صحيح قاله أبو بكرة الثقفي عندما قيل له تعال لتنصر السيدة عائشة (رض) فاحتج بهذا الحديث حديث لم يسمعه طلحة والزبير من المبشرين بالجنة والذين ساندوا موقف السيدة عائشة، هو قال هذا تهرباً من المشاركة. وفي حقيقة الأمر قيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هذا الحديث عندما سمع أن الفرس ولوا بوران بنت كسرى، قالوا إنه قال هذا الحديث. يناقض هذا الحديث تماماً رواية الطبري في تاريخه حيث أشيد ببوران بنت كسرى وأنها كانت امرأة عادلة وحكيمة، وبزت في سيرتها من سبقها من الأكاسرة. وهناك اسماء لأشخاص ذكروا في القرآن بخير لم يكونوا أنبياء منهم بلقيس ملكة سبأ، فإذن هذا كلام لا يصح. كذلك حديث إن النساء "ناقصات عقل ودين" كذلك هذا يتناقض مع القرآن (إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)، و(أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى) وكذلك يتناقض مع الواقع لأن كثيراً من النساء بزوا الرجال في مجالات مختلفة عقلية وحتى قتالية، غزالة الخارجية مثلاً، وكلام المتنبي عن أخت سيف الدولة:
ولو كان النساء كمثل هذى لفضلت النساء على الرجال
فهذا أيضا غير صحيح. كذلك "شاورهن وخالفوهن" غير صحيح لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما فاجأه الوحي من شاور؟ شاور خديجة (رض) شاورها وسمع كلامها. وعندما رفض الصحابة مقولته في صلح الحديبية شاور السيدة أم سلمة وأشارت له برأي اتبعه وحل المشكلة، قالت له لقد عصوا الكلام ولكن اذبح واحلق عملياً وضعهم أمام الأمر الواقع فذبحوا وحقلوا وانتهت المشكلة. ثم قال ما قال عن السيدة عائشة أن يأخذوا نصف دينهم منها. وكل هذه المعاني تدل على أن شاوروهن وخالفوهن غير صحيح.
كثير من الناس يستشهدون بالآية (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)، الكيد العظيم عند الرجال والنساء، صحيح لديهن كيد ولكن الكيد عند الرجال والنساء، وأقول بالنسبة لكيد صويحبات يوسف هل الأكثر كيد صويحبات يوسف أم أكثر كيد أخوان يوسف؟ أيهما أكثر؟ (رد من الحضور: أخوان يوسف) إذن الكيد عام وممكن أن يكيد الرجل والمرأة فلا معنى أن يربط فقط بالنساء.
"حبائل الشيطان" الرجال يودون أن ينقلوا نقاط ضعفهم لها هي، عندما يقول مثلا:
ليت الذي خلق العيون السودا جعل القلوب الخافقات حديداَ
قلبه هو التعبان وليس هي التي أجرمت، وأيضا يقول:
يا رب قبح لي وجوه الغيد كي لا أواجه منهمو بصدود
هذه مسئوليتك انت فأنت مفروض أن تضبط نفسك وليس أن تنهار ثم تسميها هي حبائل الشيطان.
و"دفن البنات من المكرمات" ويقولون هذا كأنما يعني التعجيل بدفن البنات شيء حسن وهذا هو الوأد نفسه، دفن كل جنازة من المكرمات ولكن لماذا مخصص بدفن البنات؟ هذا إحياء لفكرة الوأد.
وأيضا الكلام الموجود في ثقافتنا: "المرة كان فاس ما قاطع راس". أحد العلماء قمت بتوصيله إلى منزله فقال لي قف عند باب النساء "الله يكرم السامعين". ويقولون لك الحساب ولد يعني لا يرفض وهكذا.
هذه الاشياء كلها تعني أن المرأة لها قضية ولأن لها قضية لازم تتصرف قومياً لذلك نقول: لا بد من قيام مؤتمر قومي للمرأة لا يعزل أحد ولا يسيطر عليه أحد حتى يكون مجلس قومي للمرأة حتى يتمكن هذا المجلس من الدفاع عن حقوق المرأة في الدستور وفي الحياة .. إلخ ولكن ينبغي أن يكون هذا مجلساً قومياً يمثل الكافة.
بعد هذه المقدمة التي توجب أن ننظر نظرة أخرى لقضية المرأة حتى نزيل كل أسباب دونيتها. وقد عقدنا ورشة في هيئة شئون الأنصار وقلنا نحن نقبل "سيداو"، التي تزيل كل أسباب اضطهاد المرأة، وإذا كانت هناك تحفظات ذكرناها ولكن المهم أن نجعل إزالة كل أسباب الدونية عن المرأة هدفاً. هناك ناس تحفظوا على سيداو في ست نقاط لن أذكرها الآن وربما تطرقت لها إذا وردت في الأسئلة، ولكن بصرف النظر عن سيداو المهم ضرورة الاتفاق على قضية إزالة أسباب الدونية عن المرأة.
حقائق حول استقلال السودان
أدخل في الحديث عن استقلال السودان. استقلال السودان ليس كما يقول البعض، الذين أشارت لهم الأستاذة منى، منحة من المحتل:
أولاً: المحتل عندما دخل السودان احترم المقاومة الشعبية السودانية، وكتب في هذا كتابات كثيرة جداً فيها تقدير كبير جداً للمقاومة التي وجدها، وتشرشل مثلاً في كتابه، وكذلك آخرون، قال تشرشل: هؤلاء الذين قابلناهم لم نهزمهم وإنما دمرناهم بقوة السلاح ولكن إرادتهم بقيت حتى النهاية موجودة. هذا جعل الأرضية الحقيقية لاستقلال السودان.
ثانياً: المحتل واجه مقاومات كثيرة في كل أنحاء السودان، استطاعت هذه المقاومات أن تقلل كثيراً من شرعيته.
ثالثاً: التنافس المصري البريطاني. كان المحتلان يتنافسان وذلك كان لمصلحة السودان. الحركة الاتحادية ساهمت في موجهة الاحتلال البريطاني والطعن في شرعيته، والحركة الاستقلالية صمدت واستطاعت أن تنازل الانجليز في مواقع مختلفة وإذا لزم أن ندخل في التفاصيل سوف نفعل. ولكن هذا ما حدث، وعندما قررت الحكومة المصرية بعد الثورة في عام 1952م أن تتخلى عن تلقائية ربط السودان بمصر ووافقت على تقرير المصير للسودانيين وقعت الحركة الاستقلالية مع الحكومة المصرية اتفاقاً خزل الموقف البريطاني. كذلك عندما تعبأ الشعب السوداني في ظل حكومة الرئيس المرحوم إسماعيل الأزهري الذي حدث هو أن الحركة الاتحادية انحازت للسودان وهنا ايضا حصلت مفارقة مع الموقف المصري، فالسودانيون الذين استعانوا بأحد طرفي الحكم الثنائي في مرحلة ما تخلوا عن هذه الاستعانة وأكدوا رغبتهم واتحادهم نحو استقلال السودان، فكانت هذه هي المناورة الكبرى التي استطاع بها القادة والساسة السودانيون أن يدوروا حول موقف بريطانيا ومصر وينتصروا لاستقلال السودان، وقد كان.
وقد كان الاستقلال نظيفاً بلا ند، لماذا نظيفاً بلا ند؟ أفريقيا الفرانكفونية الناطقة بالفرنسية استقلت ولكن ضمن رابطة مع فضاء الفرانك أي ارتباط مع فرنسا، والبريطانية سابقاً استقلت ضمن الكومونولث، السودان وحده الذي استقل بصورة كاملة ونظيفة. عندما استقل السودان كانت مصر مثلاً وهي الجارة الأكبر بالنسبة لنا قد نالت استقلاها في عام 1923م ولكنه كان استقلالاً ناقصاً بوجود قوات أجنبية في قناة السويس، ووجود القوات الأجنبية في قناة السويس استمر إلى أن حصل الجلاء بعد الثورة المصرية، وهذا كله يعني أن السودان نال استقلالاً نظيفاً بالمقارنة بالدول الاخرى.
الاستقلال وقضية السلام
لكن لكي نتحدث عن قضية السلام كانت هناك مشكلة فعندما استقل السودان. كانت هناك بذور للحرب الأهلية. ما هي هذه البذور؟
أول بذرة هي السياسة البريطانية التي أقامت الفصل العنصري لإدارة المديريات الجنوبية بالمقارنة بوضع المديريات الشمالية. وكان الذي يرتدي مثل ملابسي هذه لا يستطيع أن يمشي للجنوب، ومن يتسمى باسم عربي كذلك، ولم يكن هناك أي مجال لأي نوع من النشاط الذي يروج للدعوة الإسلامية أو الثقافة العربية. وهذا يعني أن الانجليز قاموا بزراعة أول بذرة للانفصال أو للحرب، وهذا كان طبعاً من أخطر الأشياء التي ورثها السودان المستقل من السودان المحتل.
والمشكلة هنا كبيرة، لأن البريطانيين أعطوا كل الخدمات الاجتماعية للمبشرين بحيث صار المبشرون هم الذين يعلمون أهلنا في الجنوب بميزانية الدولة السودانية، وبميزانية الدولة السودانية أيضا كانوا هم الذين يمارسون الصحة، وهذا يعني أن المبشرين أعطوا الحق في التعليم والصحة في الجنوب، وهذا أدى لخلق هوية جديدة، صحيح هناك اختلاف قبلي واختلاف ثقافي ولكن هنا خلقت هوية جديدة، هوية أنجلوفونية مسيحية. عندما نشأ الوعي السياسي في السودان بقيادة مؤتمر الخريجين كتب المؤتمر مذكرة من أهم بنودها المطالبة بإلغاء هذه السياسة وهذا الفصل ونتائجه، وهذا خلق منذ البداية استقطاباً ما بين الوعي السياسي القادم من الخرطوم والسودان المركزي والهوية الانجلوفونية المسيحية التي قامت في الجنوب. هذه مقومات مهمة جداً فيما بعد للصدام الذي نشأ.
الجنوبيون عندما اجتمعوا في مؤتمر جوبا في 1947م وهو مؤتمر من المهم الاطلاع على وقائعه لأهميته، وأيضا لأن هذا المؤتمر فيه الجنوبيون قالوا نحن لا نستطيع أن نطمئن لهيمنة الشمال ولذلك نريد ضمانات. وتقدم السيد محمد صالح الشنقيطي في ذلك الوقت وكان مشتركاً في مؤتمر جوبا بوعد وقال نحن سوف نلتزم بالعدل نحوكم. والسؤال لماذا سمح البريطانيون بل لماذا بارك البريطانيون المصير المشترك بين الجنوب والشمال بينما لمدة ثلاثين سنة كانت السياسة تسير في خط فصل الجنوب عن الشمال؟ الدراسات تؤكد كيف أن البريطانيين قالوا. أولا: إذا قلنا تقوم في الجنوب دولة مستقلة هذا سيؤدي إلى اضطرابات شديدة لأنه لا توجد نواة لوحدة وطنية في الجنوب، وسيضطرب الجنوب حول هذه القضية ويحترب قبلياً ولذلك ليست هناك إمكانية لأن تكون هناك جدوى لدولة مستقلة في الجنوب. هذا رأيهم. وقالوا الخيار الآخر: أن ينضم الجنوب لبعض ممتلكاتهم في شرق أفريقيا، قالوا هذه الممتلكات: يوغندا أو كينيا فيها عدد كبير جداً من الخلافات والتنوع القبلي، فإذا أضفنا لها الجنوب زدنا من عبئها السياسي ولذلك هذا غير معقول، لذلك عندما رأوا أنه لا مجال لجنوب مستقل، ولا مجال لجنوب كجزء من كينيا و يوغندا، فالخيار الآخر هو أن يكون الجنوب والشمال في وحدة لذلك باركوا الوحدة بين الشمال والجنوب، ولكن بذرة التناقض كانت موجودة.
الحركة الاستقلالية أو السياسة السودانية نحو الاستقلال ساهمت في احتواء التحفظات الجنوبية قبل أن يحدث الاستقلال بأمرين أولاً: الوعد في مؤتمر جوبا بأننا سوف نحرص على رعاية مصالحكم ولن نهدر حقوقكم وهذا هو الوعد الذي قدمه نيابة عن القوى السياسية السودانية في ذلك الوقت السيد محمد صالح الشنقيطي. الوعد الثاني: هو أنه قبيل الاستقلال عندما تفاهمت القوى السياسية على ضرورة إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان عندما اتفقوا على ذلك تفاهموا مع الجنوبين، الجنوبيون قالوا نحن مستعدون للإجماع معكم حول إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان ولكن نطالب بأن تكون العلاقة بيننا وبينكم على أساس فيدرالي، فاتفقوا على هذه الفكرة. الفكرتان: وهما فكرة تطمين الجنوبين على مستقبلهم ومصيرهم، وفكرة الاتفاق على الفدرالية كانتا جزءً مهماً من أن الحركة الاستقلالية السودانية ساهمت في احتواء تحفظات الجنوبين وفي خلق العلاقة على أساس السلام.
صحيح قبل الاستقلال حدثت حوادث أغسطس 1955م، وهذه الحوادث أود أن أجليها في أذهانكن لأن كثيراً من الناس لديهم خلط. الحرب الأهلية في الجنوب لم تبدأ سنة 1955م الذي حصل سنة 1955م بصورة واضحة وهذا بيّن في تقرير القاضي مطران الذي كان جزء من الهيئة القضائية في السودان في ذلك الوقت وفيه قال أسباب حوادث 1955م وهي ببساطة أنه عندما تمت السودنة القيادة السياسية لم تراع التوازن، ولذلك ضمن عشرات الوظائف الكبيرة التي سودنت لم ينل الجنوبيون إلا حوالي ثمانية وهذا كان فيه تظلم على أساس أن السودنة أغفلت هذا التوازن هذه هي المشكلة الأولى، المشكلة الثانية أن الانجليز اثناء حكمهم للسودان كانوا يجندون قوات دفاع السودان من الإقليم: أي القيادة الوسطى من كردفان والقيادة الشمالية من الشمالية والقيادة الجنوبية من الجنوب، وهذا معناه أن هناك قوات مسلحة نعم ولكنها كانت مربوطة بالإقليم الذي هي فيه، وطبعاً هذا كان بالنسبة للجنوب بالذات معقولاً في المرحلة الأولى لأن الجنوبيين عندهم أسلوب حياة يصعب أن يجدوا مجالاً له إذا نقلوا إلى منطقة في الشمال لديهم أكثر من زوجة بل عدد من الزوجات وكل واحدة في قطية وإذا صار مسافراً للشمال لا يستطيع أن يجد محلا يستوعبهن، وهكذا أصبحت هناك مشكلة من هذا النوع. كان الإنجليز في خطتهم بعد المرحلة الأولى وهي التجنيد على أساس إقليمي أو جهوي أن يحولوا التجنيد في المستقبل على أساس قومي ولكن هذه الصورة لم تكتمل، ولذلك عندما تم الاستقلال كانت القيادة الجنوبية مربوطة ارتباطاً قوياً جداً بالإقليم الجنوبي وبظروف الإقليم الجنوبي. ولذلك ظنت الكتيبة التي أمرت لكي تنقل من توريت للشمال أنها نقلت بصورة نهائية ولكنهم كانوا منقولين لكي يشتركوا في احتفالات الاستقلال، فتمردوا، هذا التمرد كان بداية لعمل للأسف الشديد استغل الكراهية بين الشمال والجنوب وقُتل الشماليون في الجنوب على الهوية ولكن هذا كله انتهى بعيد الاستقلال. والجنوبيون بعد الاستقلال انخرطوا في العملية السياسية. لقد صحبت وفداً إلى الجنوب كطالب في عام 56 كنت صحبت وفداً إلى الجنوب وكنت طالباً آنذاك، وكان بالإمكان أن نطوف كل الجنوب بالسيارات والطيارات والوابورات والقطارات بدون أي حرج، ما يعني أن حوادث 1955م قبل الاستقلال انتهت نهائياً بعد الاستقلال وصار الجنوبيون لديهم تمثيل في مجلس السيادة وتمثيل في مجلس الوزراء وتمثيل في البرلمان وأحزاب سياسية تمثلهم، وهذا يعني أن كل المتعلقات بحركة التمرد العسكري 55 انتهت نهائياً بعد الاستقلال، وهذا نتيجة في تقديري لأن الجنوبيون انخرطوا في العملية السياسية كلها وصار لديهم هذا الوجود الذي ذكرت.
ولكن حدث انقلاب 17 نوفمبر 1958م، وهو انقلاب حقيقة فيه معنى الاستلام، ولكن في النهاية صار المسئولون في الانقلاب لديهم رؤية معينة، في هذه الأثناء بدا كأنما القوى التبشيرية تحرض الجنوبيين ضد الحكومة المركزية، ونتيجة لذلك بدأت سياسة مركزية لتصفية بعض الأشياء. مثلاً تقرر أن يوم الإجازة في الجنوب لا يكون يوم الأحد كما كان بل يكون يوم الجمعة، هذا عمل تركيز على التضاد مع المبشرين لماذا؟ لأننا كمسلمين لسنا واعين تماماً بالفرق بين الجمعة والأحد والسبت، اليهود عندهم يوم السبت يوم مقدس ممنوع العمل فيه وكذلك عند المسيحيين الاحد، نحن لدينا في يوم الجمعة صلاة الجمعة وفي غير وقت صلاة الجمعة ممكن نشتغل ولا مشكلة لدينا في أن نقيم الصلاة ونشتغل قبل الصلاة وبعد الصلاة. لكن هم عندهم هذا اليوم يوم مقدس لذلك تغيير اليوم من الأحد للجمعة سبب صدمة كبيرة جدا واستغلها المبشرون في التعبئة المضادة.
وفي مرحلة ما قررت حكومة الفريق إبراهيم عبود أن تطرد كل المبشرين الأجانب من الجنوب باعتبار أنهم صاروا جزءً من التحريض المضاد، وعندما طردوا تحولوا إلى مناطق في شرق أفريقيا وطبعاً لديهم وجود في كل أفريقيا خصوصا في المناطق المجاورة لنا، وهناك بدأوا احتضان عمل مضاد لأن الموقف تحول إلى نزاع حقيقي حول هذا الموضوع طرف من أطرفه الحركة التبشيرية.
الأمر المهم في هذ ا الصدد أيضاً أنه عندما قام الانقلاب، هذا الانقلاب جرد الجنوبيين من المواقع التي كانوا يحتلونها. كان عندهم عضو في مجلس السيادة ولكن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لم يكن فيه واحد جنوبي، كان عندهم على الاقل وزيرين أعطوا وزير واحد. كان عندهم وجود كنواب أصبح ليس لهم وجود كنواب، كان عندهم وجود كأحزاب أصبح ليس لديهم وجود كأحزاب، هؤلاء جمعياً ذهبوا خارج السودان ووجدوا احتضاناً من المبشرين حيث تكونت لأول مرة حركتان: حركة سانو السياسية وحركة أنيانيا الأولى المسلحة بدون شك الحركتان كانتا نتيجة مباشرة كردود فعل لهذه السياسات.
وفي عام 1963 كان الفريق إبراهيم عبود بصدد أن يذهب لأديس أبابا ليشهد بداية منظمة الوحدة الافريقية، وهو في الطريق إلى هذا الإجراء كان هنالك مساجين من العساكر الجنوبيين الذين حوكموا نتيجة لأحداث 1955م فأفرج عنهم كنوع من إبداء حسن النوايا وهو في الطريق للمشاركة في إقامة منظمة الوحدة الافريقية، ولكن المعلوم دائماً وهذه غلطة يقع فيها كثير من الناس، العسكريون الذين يشتركون في عمل ما إذا سرحوا ينبغي أن يستوعبوا إما في عمل مدني أوفي عمل عسكري لكن أن يتركوا هكذا وأن يفكوا هكذا "عكس الهواء"، فهم لديهم قدرات يستخدمونها في المجال العسكري لأن هذا تأهيلهم، وكلهم تأهيلهم عسكري فهؤلاء "فكوهم عكس الهواء" فلم يستوعبوهم في قوة مسلحة ولم يستوعبوهم في قوة مدنية، هؤلاء مباشرة ذهبوا حيث الخارج وشاركوا في عملية أنيانيا الأولى. فصارت لدينا أنيانيا الأولى بقوام عسكري التي قادها الجنرال جوزيف لاقو، وحركة سانو السياسية. المهم هذه هي الكيفية التي بها بدأت بها الحرب الأهلية الأولى. الحرب الأهلية الأولى التي ليست سنة 55 الحرب الأهلية الأولى بدأت بعد عام 63 على يد حركة أنيانيا.
في ظل الاستقلال استطاعت القوى السياسية الديمقراطية استيعاب التظلم الجنوبي وكذلك الجهوي، بالنسبة لأنه بدأ يكون هناك تظلم أيضاً لدى بعض العناصر في دارفور وفي كردفان وفي الشرق بأن الآلية السياسية لم تنصفنا بالمشاركة المطلوبة، وهذا كان موجوداً داخل الاحزاب السياسية، وفي داخل الاحزاب السياسية كان هناك نوع من الاستيعاب مثلاً حزب الأمة كان مستوعباً في داخله كردفان ودارفور، والحزب الاتحادي مستوعب في داخله الشمال والشرق وهكذا كان هناك نوع من المشاركة ، ولكن كل هذه المشاركات انتهت في ظل الحكم العسكري بقيادة الفريق إبراهيم عبود لأنه سرح البرلمان وسرحت الأحزاب وزالت هذه المشاركة مهما كان ضعفها.
بعد سقوط نظام الفريق إبراهيم عبود في اكتوبر 64 مباشرة ظهرت هذه الرؤى الجديدة:
1. موقف حركة أنيانيا الأولى وكان لها عمل عسكري مسلح، إذن نوع من الحرب الأهلية في بدايتها.
2. وكذلك المناطق المختلفة التي كانت في الماضي مستوعبة في الأحزاب التي حلت، اتخذت لنفسها منابر جديدة. في تلك المرحلة كانت المنابر مطلبية ولكننا كما سنرى في المستقبل تحولت إلى مسلحة. في دارفور تكونت جبهة نهضة دارفور. وفي الشرق تكون مؤتمر البجا. وهؤلاء كانوا مطلبيين على أساس جهوي. وهذا كان أول تعبير على أنه بعد الحكم العسكري الأول بدأ هنا بوضوح تام بأن هؤلاء يطالبون بإنصاف ما. في المرحلة الأولى كما قلت كانت المواقف مطلبية وكما تعلمن فيما بعد صارت مسلحة ولكن في تلك المرحلة كانت مطلبية.
أود أن أقول إذن أن الاستقلال كان لديه صلة بالتوازنات التي حدثت وحالت دون الاحتراب. الحكم العسكري الاول خلق ظروفاً أدت إلى ما أدت إليه من احتراب، وأود بعد هذه الجولة حول الصلة بين الاستقلال والمشاكل الأخرى والتوترات في الجنوب والتوترات الجهوية الأخرى أن أقفز إلى الحاضر لأن الاستقلال نفسه ممكن يضيع. لأنه إذا السودان تفجر ووحدته ضاعت وتمزق يكون الاستقلال قد ضاع، لأن الاستقلال يعني وحدة الإرادة والسيادة حول رقعة معنية من الأرض.
الآن الاستقلال وارد يضيع لأنه أمامنا التحديات الآتية:
التحدي الأول: استقطاب سياسي حاد واستقطاب فكري حاد: الفكري بين توجه إسلامي معلوم مهما اختلفت منطلقاته والآن توجه علماني تدعو له الجبهة الثورية وآخرون، هذا استقطاب فكري. وهناك استقطاب سياسي بين الإرادة الحاكمة وبين الإرادة التي تحمل السلاح، وفي داخل الإرادة السياسية يوجد استقطاب أيضا حاد ما بين النظام والمعارضة الاستقطاب الفكري والاستقطاب السياسي الحاد هذان لا شك يجرفان ويقرفان الارادة الوطنية. ثم هناك المواجهات الأمنية الآن نحن بصدد أو في وجه مواجهات أمنية عديدة: جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق ودارفور وململة شديدة في الشرق هذه التحديات الأمنية. ثم هناك التحدي الاقتصادي وهذا ممكن نتكلم عنه تفصيلاً ولكنه تحدٍ كبير جداً.
ثم هناك المسألة الدولية: المسـألة الدولية نحن كوطن نريد أن تعفى ديون السودان لأن وجود ديون للسودان يكبل الحركة السودانية الاقتصادية جداً ويحول دون التعامل مع العالم الآخر في المجال الاقتصادي والمؤسسات الدولية، كذلك وجود هذا التوتر يحول دون رفع العقوبات عن الاقتصاد السوداني وعن الدولة السودانية. ثم هناك مشكلة المحكمة الجنائية الدولية. ثم هناك مشكلة التعامل التنموي الاقتصادي مع العالم، كل هذه مربوطة مع بعضها تقول معناه هناك جبهة مواجهة دولية.
فعندنا جبهة مواجهة فكرية، وجبهة مواجهة سياسية، وجبهة مواجهة اقتصادية، وجبهة مواجهة أمنية، وجبهة مواجهة دولية. كل هذه المواجهات يزيد من حدتها الانفجارات في دول الجوار نحن الآن نحاط ببراكين. أية قراءة لما يحدث في جيراننا غير هذا قراءة خاطئة فنحن نحاط ببراكين في الدول المجاورة لنا في مصر وفي ليبيا وفي الكنغو، وفي أفريقيا الوسطى وأخطار في الجنوب. هذه انفجارات هائلة جداً وهذه الانفجارات سوف تعبر الحدود إلينا شئنا أم أبينا. لأن هذه الانفجارات توجد فيها تداخلات بيننا.
مثلاً إذا أخذنا الملف الإسلامي العلماني، نجده دخل في معركة مكشوفة لكسر العظم في مصر وهذا قائم. كذلك في أفريقيا الوسطى والصراع العنيف جداً أخذ طابع إسلامي مسيحي، والكنغو الطابع القبلي للصراع هناك. وطبعاً آخر الأثافي المشكلة الموجودة في الجنوب طبعا فضلاً عن المشكلة الموجودة في ليبيا حيث الآن الموقف أيضاً محتقن وفيه ما فيه من إمكانية التسرب بل تسرب نحو دارفور والتغيير في المعادلة عندنا. والمشكلة في الجنوب شئنا أم أبينا سنجد أنفسنا نحن ندفع ثمنها. كيف يمكن أن نحمي أنفسنا من هذه الأشياء وهذه الأمور؟ الاستقطابات الموجودة أصلا عندنا وليس هنالك من أحد يغالط وهي خطر على استقلال البلد، والمشاكل المتعلقة بما يحدث في دول الجوار واحتمال عبورها الحدود إلينا بصورة أو أخرى.
هذا الموقف لا شك القوى السياسية السودانية كلها حرصاً على استقلال البلد وسيادته وكرامته ومصلحته لازم تفكر في كيف أنها تتجاوز المشاكل الاستقطابية المذكورة وكيف أنها تحمي نفسها وتحمي استقلالها من آثار الانفجارات المجاورة هذا تحدي كبير جداً.
الآن صار كثيرون يتحدثون في كل موقع بمن في ذلك الحزب الحاكم في ضرورة ايجاد حل، الليلة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر يقول إنه قابل الرئيس البشير وقال له نحن عندنا خطوة قادمة، خطوة يعتقد أنها في سبيل الحل السياسي للبلد. لقد زارني الرئيس البشير أيضا ووافق أن نعلن معاً كلاماً وهو: قومية الحكم، وقومية عملية السلام، وقومية وضع الدستور، وخرج بيان من هذا النوع. ولكن ما الذي يمنع الآن أن يتفق السودانيون؟ هناك ناس في المعارضة لا يريدون أن يتفقوا لأنهم مراهنين على أنه ستنتصر الجبهة الثورية وهم مراهنين على ذلك، في رأيي أن هذا نوع من الغيبوبة السياسية ولكن هناك مثل هؤلاء الاشخاص في السياسة.
هناك ناس في الحزب الحاكم أيضا يعتقدون أن التمكين هو الذي حقق لنا الاستقرار ولذلك لا يمكن أن تخلى عنه وهذا يعني أن هناك جهات في الحزب الحاكم وفي المعارضين لا تريد حقيقة أن تخاطب بعضها الآخر، ولكن صارت تذكر الآن أفكار من الحزب الحاكم ومن جهات من المعارضة نحن منها تتحدث عن ضرورة إيجاد مخرج وقد سمعت ما قاله الرئيس البشير وسئلت ما رأيي؟ قلت هناك بيت قاله البحتري مع أن البشير الذي يتكلم عنه البحتري ليس هو البشير الذي نعنيه لكنه يتكلم عن أنه يوجد بشير قال له والله فلانة التي خطبتها ستوافق بذلك فقال له:
لَقَدْ نَطَقَ البَشيرُ بِما ابتَهَجنَا لهُ، لو كانَ قد صدق البَشيرُ
ونحن طبعاً ننقلها لحالتنا ونقول ماذا يعني لو صدق البشير؟ لكي نجد هذا المخرج نحن قلنا والآن كرر هذا الكلام. هناك سبع نقاط هذه النقاط لو خوطبت بالطريقة الصحيحة نحن نلتزم بجمع الصف حولها أياً كانت الصعوبات ولكن إذا لم يحصل يصبح الكلام لم يستوفى ولم تدفع استحقاقاته، لا يمكن أن تشتري ناقة بعشرة قروش أو تقول أنا ذاهب اشتري ناقة ومعك فقط ذلك المبلغ. خذ معك دفتر شيكات لدفع استحقاقات هذه الناقة أو الثور الذي تريد أن تشتريه، إذ تحتاج أن تدفع سعر السوق الخاص به، فلا يمكن تقول سأشتري ثورا بخمسمائة ألف هذا غير ممكن لأن السوق غير ذلك.
الاستحقاقات للمخرج المطلوب هي دفتر شيكات فيه سبع شيكات:
الشيك الاول: إزالة آثار التمكين.
الثاني: قومية عمليات السلام: لأنه غير ممكن عملية السلام تبقى بالطريقة التي كانت تسير بها. يمشي نافع يتفق ويأتي إعلان من المؤتمر الوطني يرفض هذا الكلام وتسقط العملية. لا بد يكون هناك ضبط لعملية السلام لتصير قومية ولا يمكن تكون انفعالية بهذا الشكل فهذا غير معقول، فلا بد من قومية عملية السلام.
الثالث: عملية كتابة الدستور: مثل الذي يحصل الآن بصورة ممتازة في تونس لا بد أن تكون قومية عملية الدستور.
الرابع: الاقتصاد: الاقتصاد الوطني الآن يعاني معاناة كبيرة جداً وأيضا ممكن أن نتكلم عنها تفصيلاً وتوجد معاناة كبيرة جداً ولا بد أن تعمل إجراءات ليست مثل الإجراءات التي أجريت في سبتمبر الماضي بشكل حزبي وتحدث ما حدثت من مواجهات لا بد من الاتفاق على أن الحلول الاقتصادية يتفق عليها عبر مؤتمر قومي اقتصادي.
الخامس: الانتخابات: انتخابات مثل انتخابات 2010م لا يمكن أن يدخل فيها الناس حيث الحزب الحاكم ماسك أجهزة الإعلام، وماسك الدولة، وماسك الأموال ورؤساؤه هم رؤساء الإدارة في البلد، فهذا غير ممكن وهنا لا يوجد تنافس ولكي يكون هناك تنافس لازم هذه المسألة أن تعالج فإذن الانتخابات يجب أن توضع أسس وضوابط لتكون حرة ونزيهة ليدخلها الجميع ويتنافسون.
السادس: ضرورة أن يكون هناك توجه دولي لا يخضع لجهة من الخارج ولا يعادي لا يدخل في عداء ولا في تبعية وإنما يشكل موقفه حسب مصالح السودان وهذا ممكن أن يتفق عليه أيضا. وبما في ذلك الموقف من المحكمة الجنائية وغيرها المشاكل الموجودة حالياً.
السابع والأخير: أن تكون آلية الحكم قومية.
إذن المفتاح لكي نحمي السودان واستقلاله ومصيره من التفكك والتدخل الأجنبي لأن التفكك يؤدي حتماً للتدخل الأجنبي، ونحميه من الحمم والبراكين التي تأتي من دول الجوار لا بد من الانتقال إلى النهج القومي، هذا في رأينا هو الذي يمكن أن يحمي الاستقلال ويحمي السلام ويخلق التواصل القومي بين كافة القوى.
وشكراً جزيلاً
سورة الأعراف الآية (189)
سورة الروم الآية (21)
أبو بكرة الثقفي (ت 52هـ) هو نفيع بن مسروح, وقيل ابن الحارث بن كلدة الثقفي, وقيل مولاه. أبو بكرة. كانت أمه (سمية) جارية الحارث بن كلدة وقد أتت به وبأخيه زياد الذي استلحقه معاوية بن أبي سفيان على أنه أخوه. كناه رسول الله بأبي بكرة لأنه تدلى يوم الطائف ببكرة ونزل إلى رسول الله وأسلم مع غلمان من غلمان الطائف أعتقهم الرسول وقد عد أبو بكرة من مواليه. سكن البصرة ، لم يشترك بيوم الجمل ويوم صفين
سورة الحجرات الآية (13)
سورة آل عمران الآية (195)
سورة يوسف الآية (28)