د. حمدوك وتشكيل حكومة من الغولِ والعنقاءِ والخِّلِّ الوفي

 


 

 

* يخطط د.حمدوك لتشكيل حكومة قِوامها تكنوقراط لا منتمين سياسياً.. بحيث تكون حكومة مقبولة لدى الشارع السوداني، وتدعمها الأحزاب ذات ثقل سياسي واسع، وكلمة نافذة..

* إن هذا بمثابة تشكيل حكومة من الغول والعنقاء والخِّل الوفي.. وذلك في عِداد التخطيط للحصول على ما لا يمكن الحصول عليه واقعياً.. وأظهرت بدايات محاولات حمدوك رفض التكنوقراط الشرفاء قبول تكليفه إياهم للعمل معه في حكومة (بِتْ إنقلاب عسكري)، تحتقرها الغالبية الغالبة من الشعب السوداني.. ما نََفَّر عنها شرفاء التكنوقراط المهمومين بهموم هذا الشعب المكلوم..

* عرض د.حمدوك على الخبيرة الزراعية ميمونة أبوحراز منصب وزير الزراعة، ورفضت الخبيرة ميمونة العرض لما فيه من تواطؤ حمدوك والعسكر ضد مصلحة السودان العليا، وعبرت عن أسباب رفضها في رسالة صوتية غاضبة تحدثت فيها عن تغول مجلس البرهان السيادي وهيمنته على كل مهام العمل القضائي مبتدئاً بتعيين رئيس القضاء والخ، وتغوله على مهام مجلس الوزراء ( بالإشراف عليه والخ) بحيث لن يكون للمجلس إلا الخضوع لإملاءات المجلس السيادي العسكري..

* وذكرت الخبيرة ميمونة أنها لا تستطيع أن تكون وزيرة في وزارة وزراؤها (طرور) لا حرية متاحة لهم للإبداع والابتكار في مجال العمل بما تقتضيه خبرتهم، حسب ما يشي به حديثها، وكررت، جملة
"ما بشتغل في جو زي ده!"، بما يؤكد شدة استيائها من الأوضاع المتوقع حدوثها في العمل التنفيذي..

* أيها الناس، لا غرابة في تأخُّر تشكيل حكومة حمدوك وتلكؤها حتى الآن رغم مرور قرابة الشهر على توقيع الاتفاقية السياسية؛ ولا يزال حمدوك يبذل قصارى جهده لضم تكنوقراط شرفاء إلى حكومته، وليس في الأفق من التكنوقراط الشرفاء من قد يتنازل عن كرامته الشخصية والعلمية ليعمل تحت حكومة عميلة لبعض الدول الإقليمية، وتهيئ نفسها وتتجمَّل، في نفس الوقت، للارتماء في أحضان أمريكا والدول الغربية..

* وبإفتراض أن حمدوك تمكّن من تشكيل الحكومة المستهدفة ، فإن هتافات الشارع السوداني: "الردة مستحيلة، ومن يرتد، يسقط بس!" تؤكد بوضوح أن كل من يقبل الانتماء إلى حكومة حمدوك سوف يكون مرتداً، خاصة وأن حمدوك نفسه كان أول المرتدين، في حساب الشارع.. لذا فسوف تستمر الثورة على الإنقلاب بلا هوادة.. ولن يرضى الشارع عن أي حكومة مهما فعل حمدوك ومن يقف خلفه من دول محور الشر العربي أو فولكنر، مبعوث الأمم المتحده، وكل الواقفين خلفه مستهدفين مصالحهم في السودان..

* وإذا كان حمدوك يعوِّل على قيادات مثل اللواء (معاش) فضل الله برمة ناصر لإقناع الشارع لتأييد الحكومة، فإن برمة ناصر، وقيادات أحزاب الهبوط الناعم الآخرين، قد احترقت أوراقهم في الشارع حتى بين عضويتهم المنتمين للجان المقاومة يدافعون عن الوطن دفاعاً مستميتاً لأقصى حد..

* ويُلاحظ أن قيادات هذه الأحزاب تحاول إستعادة مكانتها بابتداع ما تسميه (الميثاق السياسي) لجمع شركاء الثورة تحت مظلة ترأسها هي.. لكن المعطيات السياسية الحالية لن تتيح لها السيطرة على الشارع بأي صورة مباشرة أو غير مباشرة بالإلتفاف حول واقعها المخزي..

* وللأسف المُمِّض أن بعض تلك الأحزاب قضى ستين عاماًٍ في العمل السياسي.. إلا أنه لا يزال في سنة أولى سياسة..

* لكن ثمة تغيير كبير يجري في الشارع.. والمنتمون للجان المقاومة من عضوية الأحزاب الرخوة يشكِّلون قوة إصلاحية لن تلبث أن تغير الكثير من مفاهيم استعلائية سادت أدبيات تلك الأحزاب.. وسوف تعمل هذه العضوية على إزالة تلك المفاهيم غير المتسقة مع الديمقراطية الحقيقية وغير المواكبة للعصر.. ولن يطول بها الزمن لإزالة صنم المجتمع الأبوي المتقعِّر داخل ممارسات تلك الأحزاب.. ولن تسمح لرئيس الحزب أن يزجرها وهو يقول: " الباب يفوِّت جمل!"

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء