رئيس (شيك) و( مؤدب) أوي .. أووووووي !!

 


 

 

مفاهيم

Nadiaosman2000@hotmail.com

على الرغم من إن  الشعب المصري رفضه وطالب حكومته بالرحيل من دون أن يعطوه الفرصة لمحاولة تصحيح المسار وتحقيق التغييرات والإصلاحات  التي نادى بها الشعب إلا أن رئيس الوزراء ، وزير الطيران المدني السابق الفريق  أحمد شفيق نال كامل التقدير والإحترام من غالبية الشارع المصري ، وذلك لأن تاريخ الرجل في الأساس وعندما كان وزيراً للطيران المدني لم تكن تشوبه أي شبهة فساد من تلك التي لحقت باسطول الوزراء والقادة المؤثرين في صفوف الحزب الوطني الحاكم !
بل على العكس فقد شهدت مصر للطيران في عهد وزارة الفريق أحمد شفيق طفرة كبيرة وإصلاحات ملحوظة شهد له بها العدو قبل الصديق !!
مادعاني لكتابة هذا المقال في مساحة ( مفاهيم) اليوم ليس الحديث بشكل خاص عن سعادة رئيس الحكومة ( المستقيلة) في مصر الفريق شفيق وإنما أردت أن أخذه كـ ( مثال) وإنموذج حي للرئيس ( المؤدب) أوي  أوي .. وهذه الصفة والخصلة الطيبة ، وأعني ( الأدب) التي إتسم بها الفريق شفيق ، لم أنعته بها أنا ، وليست من عندياتي ولا هي شهادتي حوله ؛ وإنما هي شهادة غالبية الشباب الذين صنعوا ثورة الخامس والعشرين من يناير ممن غيروا وجه الدولة المصرية وضربوا أعظم الأمثلة في معاني قوة العزيمة والإصرار والصبر الجميل حتى تحقيق الأهداف والغايات النبيلة !
كنتُ في إحدى المركبات العامة ( حافلة) وأنا في طريق العودة لمنزلي من مشوار عمل صحفي ، ووقد كانت السيارة هادئة تماماً إلا من نقاش بين شابين بدأ بصوت خفيض ، وإرتفع رويداً ، رويداً حتى صار مسموعاً لكل من هم بداخل الحافلة وقد كان النقاش بين الشابين يتمحور حول من هو الشخصية المناسبة لرئاسة مصر في مرحلتها الجديدة ، فسمعت واحد منهم يقول لصاحبه وقد إرتفعت عقيرته بصوت جهوري ( لااااااااا يا عم ماتقوليش شفيق ، الراجل ده ماينفعش رئيس خالص خالص ) !!
فقاطعه الآخر بإحتداد ( ماينفعش ليه وهو لا حرامي ولا أبن كـ ... زي الجماعة اللي كانوا ماسكين ونهبونا دول ) ؟!
فرد عليه صاحبه بصوت مليء بالثقة في صدقية ورجاحة قوله : ( صدقني وأسمع اللي بقولك عليه ، شفيق على عيني ورأسي وفعلا هو موش حرامي لكن ماينفعش يحكمنا يا عم ده مؤدب أوي ، أوووووووي) !!
هكذا قالها الشاب المصري وهكذا مطها ( مؤدب أوووووووووي) !!
وحينها كانت الحافلة قد وصلت بنا إلى المحطة المقصودة فنزل الشابان ونزلتُ خلفهما ، وكنت قد إعتزمتُ بيني وبين نفسي أن أسأل الشاب الذي قال إن الفريق أحمد شفيق لا يصلح للرئاسة لأنه ( مؤدب أوي) عنى مغزى كلامه ، وعن كيف يمكن أن يصل المرء في الأساس  لمنصب وزير إذا لم يكن مؤدباً ناهيك عن رئيس لدولة وحاكم لشعب !!
 ولكن الشاب وصاحبه نزلا الى محطة المترو قبل أن الحق بهما ، فواصلت السير لمنزلي وأنا أفكر في مغزى رفضه لشفيق رئيساً ، وهل فقط لأن الرجل ( مؤدب أوي ) كما قال !
وعندما وصلت لمنزلي ، قمتُ بالإتصال هاتفياً بصديق مصري وسألته
( هو مصر ما ينفع يكون رئيسها مؤدب أوي ) ؟!
فضحك الرجل وقال لي : ( ينفع آه بس كمان مايكونش مؤدب لدرجة الفريق شفيق يعني ، يا ستي ده راجل مؤدب وشيك في كلامو وتصرفاتو بدرجة تغيظ ، يا نادية ده بيقول لكل من هب ودب حضرتك ويا أستاذ وفاضل يقول للزبال اللي في الشارع حضرتك ويا أستاذ) !!
حينها تمنيت لو كنت مصرية ويحق لي ترشيح رئيس لمصر ، فلو كنتُ كذلك لما رشحت غير رئيس يكون على قدرِ كبيرِ من  الأدب والخلق والتهذيب !!
حد يشعر بـ ( الشياكة) ويمشي يختار الرماد !! ( مع الإعتذار للأغنية)
و
أريتو يا يُمة ، أدبك أدب السرور يا حضرة الفريق شفيق  !!

( نقلاً عن أجراس الحرية)
 

 

آراء