ساتي ماجد: مؤسس سوداني للدعوة الإسلامية في أمريكا .. عرض وتلخيص: بدر الدين حامد الهاشمي
ساتي ماجد: مؤسس سوداني للدعوة الإسلامية في أمريكا
Satti Majid: A Sudanese Founder of American Islam
باتريك د. بوان Patrick D. Bowen
عرض وتلخيص: بدر الدين حامد الهاشمي
نشر هذا المقال في الجزء الثاني من العدد الأول للدورية الأمريكية "مجلة الديانات الأفريقية"
Journal of Africana religions عام 2013م التي تصدر عن دار نشر جامعة بنسلفانيا. لم تذكر المجلة كما هي العادة دوما في المجلات الأكاديمية وغيرها عنوان المؤلف و/أو جهة عمله، بيد أنه بحسب المعلومات الموجودة بالشبكة العنكبوتية من مقال لذات الكتاب عن "ملون عبقري" من الزعماء التاريخيين للمسلمين الملونين (من أصل افريقي) في أمريكا يتضح أن المؤلف هو طالب دراسات عليا في مدرسة اللاهوت في جامعة دينفر بالولايات المتحدة.
يدندن المؤلف في هذا المقال عن ذات ما كتب ونشر من قبل عن ساتي ماجد (مثل ما جاء في عملين سابقين لمحمد عبد الحميد أحمد وكتاب للدكتورة رقية م. أبو شرف عن أوائل المهاجرين السودانيين لأمريكا، ومقال للدكتور أحمد أبو شوك وآخرين عن "ساتي ماجد" في دورية "سودانك أفريكا" الصادرة عام 1997م) بيد أن باتريك بوان يسجل على أنه قد ركز في مقاله الحالي على الانجازات المؤسسية والتأثيرات الفكرية التي خلفها ذلك الداعية الإسلامي الأول في أمريكا منذ سنوات الحرب العالمية الأولى وحتى عام 1929م، وبنجاحه في أن يجعل من الإسلام في أمريكا ديانة معترف بها في سنوات عشرينيات القرن الماضي، وفي خلقه لمنظمات خيرية اجتماعية خدمت جمهرة المسلمين في تلك القارة (وكثير منهم كانوا من فقراء الناس) وألفت بين قلوب عدد كبير من الأمريكيين من أصل أفريقي للإسلام السني، وترك من بعده من هؤلاء عددا من قادة العمل الدعوي الإسلامي من أمثال داؤود أحمد فيصل. من مناقب "ساتي ماجد" التي خصها المؤلف بالذكر هي قدرته على مجادلة ومناظرة خصومه من القساوسة وغيرهم (بالتي هي أحسن).
لتبرير قيامه بهذا البحث يقرر الكاتب بثقة وجزافية ويسر في مبتدأ بحثه أن ما سبقوه بالكتابة عن "ساتي ماجد" لم يسجلوا إلا شذرات متفرقة وصورة غير مكتملة عن العشرين عاما التي قضاها "ساتي ماجد" في أمريكا، ويزعم أنه بمقاله هذا سيكشف عن أن الدور الذي لعبه "ساتي ماجد" في جعل الإسلام "دينا مؤسسيا وعاما ومهما" في أمريكا أكبر مما سجله من سبقوه بالكتابة عن الرجل، ويقرر في الجملة التالية أن الجمعيات الأمريكية الانسانية والدعوية التي أنشأها "ساتي ماجد" قد اضمحلت واختفت في نهاية المطاف وأن عمله قد طواه النسيان!
بدأ المؤلف مقاله بتاريخ موجز لتاريخ "ساتي ماجد"، وذكر أنه عاش في أمريكا بين عامي 1904 – 1929م، متنقلا بين مدن كثيرة أهمها ديترويت وبيترسبيرج ونيويورك وبفلو، وحمد له نظرته الاستراتيجية للإسلام في أمريكا وضرورة تقديمه بصورة "عصرية" وعدم تكرار الأساليب الدعوية لإسلام القرون الوسطى "التقليدي" واعترافه بحرية الأديان ومحاربته للعنصرية، بل ونقله لكل تلك الأفكار والممارسات "الجديدة" لأفريقيا عند عودته لها! كرر الكاتب ما هو معروف الآن من أن "ساتي ماجد"، مولود في 1883م في دنقلا العجوز لعائلة معروفة بالتدين عمل كثير من أفرادها في القضاء (الشرعي) والإفتاء، ودرس العلوم الشريعة في الخلاوي بمنطقته، وكان يأمل في الاستزادة من العلوم الشريعة في الأزهر بمصر فشد الرحال إليها في نهاية القرن التاسع عشر أو بدايات القرن العشرين. يبدو أن من حفزه أكثر لمغادرة السودان هو رغبته في نشر الإسلام خارج السودان وما تناهي لسمعه من دعاية مضادة للإسلام في نيويورك، فشد الرحال أولا إلى بريطانيا حيث بدأ الدعوة (ذكرت د/ رقية أبو شرف في كتابها المذكور آنفا أن سبب ذهابه لبريطانيا أولا هو رغبته في تعلم الإنجليزية "على أصولها").
لا يعرف على وجه الدقة – بحسب الكاتب- التاريخ الذي حط فيه "ساتي ماجد" على الأرضي الأمريكية ، فهو يذكر في مقابلة صحفية له في العشرينيات أنه وصل لأمريكا في 1912م أو 1915! بيد أن بطاقة السفر التي عثرت في مقتنيات الرجل تفيد بأنه وصل لميناء نيو أوليانز البحري في 1904م، ويتحدث الرجل في مقابلة أخرى أجريت معه في عام 1935م عن عمله الدعوي الإسلامي بأمريكا في سنوات 1908م و1912م. وثق "ساتي ماجد" من علاقاته مع المسلمين في الساحل الشرقي للولايات المتحدة في العقدين الأولين من القرن العشرين، خاصة مع "شيخ محمد علي" إمام سفارة الإمبراطورية (الخلافة) العثمانية بواشنطن، والتي قامت في عام 1910م باستئجار شقة في الطابق الثالث بشارع ريكتور في مانهاتن لاستخدامها كمقر لمسجد "ساتي ماجد" ولنشاطه الدعوي. كان للشيخ التركي "محمد علي" مكانة كبيرة عند المسلمين في أمريكا إذ التف حوله عدد من الأتباع والمريدين في مختلف المدن الأمريكية والتي كان يداوم على السفر لها. يزعم الكاتب أن نجاح الشيخ التركي قد أثار اعجاب "ساتي ماجد" فمضي يحاول محاكاته متنقلا بين المدن الأميركية بين عامي 1912 – 1913م، وخاصة بعد نهاية الحرب العالمية الأولي وسقوط الخلافة العثمانية (والتي تحالفت مع الحلف النمساوي – المجري الذي خسر الحرب). بدأ "ساتي ماجد" في العمل الاجتماعي فأنشأ "الجمعية الخيرية الإسلامية" وساعد في شراء أكثر من 200 مقبرة إسلامية في مدافن المدن المختلفة، وفي ديترويت أقام فرعا لجمعية "الهلال الأحمر"، وفي نيويورك وغيرها حاول مساعدة من فقدوا وظائفهم من البحارة المسلمين (من السودانيين واليمنيين والآسيويين الجنوبيين) الذين كانوا يعملون في سفن بريطانية بالكتابة إلى القنصلية البريطانية لإعادتهم للعمل. وفي ديترويت أنشأ "ساتي ماجد" جمعية أخرى سماها "الجمعية الخيرية الإسلامية" كان من نوازع إقامته لها هو النقد العنيف الذي كان يلقاه الإسلام وجماعات المسلمين في صحف تلك البلاد المحلية باعتبارهم جماعات تؤمن بالعنف والراديكالية السياسية، بينما كان هو يؤمن بأن مرد ذلك هو ما كان يقوم به "الأمبرياليون الأوربيون" تجاههم من عسف وجور واضطهاد.
لعب "ساتي ماجد" أيضا دورا في التوسط بين الجماعات الإسلامية المتشاكسة في ديترويت من أمثال "الأحمدية" و البربر (Moorish) والمسلمين الأوائل من أصل أفريقي، وكان يسعى جاهدا لتوطيد الإسلام السني في أمريكا كدين جامع لكل المسلمين في أمريكا.
كل ما ذكر مسجل – وباستفاضة – في ما كتب من قبل عن تاريخ "ساتي ماجد" الدعوي في أمريكا، ولم يأت فيه المؤلف بجديد سوى تسجيله لصوت لوم للرجل من أنه خاض في الصراعات بين الجماعات المسلمة (المتباينة) في أمريكا ونافسها في الحصول على إعانات من الدولة، وأنه كان يعمد أحيانا لتضخيم انجازاته حتى يثبت نجاح مجهوداته. لم يبذل الكاتب هنا مجهودا يذكر ليدعم هذا الزعم بوقائع ووثائق محددة توضح أين وكيف ومتى ضخم "ساتي ماجد" من مجهوداته، وعن أي "مجهودات" يتحدث المؤلف، فلساتي ماجد "مجهودات" متنوعة في مختلف ضروب العمل العام الاجتماعي والديني والسياسي، كما أشار كاتب المقال نفسه. اكتفى المؤلف بإيراد ما جاء في صحيفة تصدر في مدينة بفلو في شرق الولايات المتحدة في عام 1924م من أن "ساتي ماجد" زعم أنه وحتى عام 1924م قام بإدخال ألف فرد في الإسلام منهم امرأة واسعة الثراء عالية التعليم في نيويورك، بينما زعم في موضع آخر أنه نجح في إدخال ما يزيد على 45000 فردا للإسلام (بحسب ما جاء في كتاب الدكتورة رقية أبو شرف ومقال أبو شوك وآخرين). كذلك أشار المؤلف لطموح "ساتي ماجد" الزائد والذي تعدى وظيفته كشيخ لديترويت، ورغبته العارمة في أن يغدو شيخا لكل الأراضي الأمريكية، وهذه خوض بالغيب في النوايا ودعوى عريضة لا يؤيدها ما أورده المؤلف من أن "ساتي ماجد" أنشأ "جمعية المسلمين المتحدة" والتي يدعي أن عضويتها تبلغ مائة ألف أو يزيدون، بينما كانت عضويتها الحقيقية لا تزيد على بضعة آلاف. رغم ما زعمه مؤلف المقال من أن "ساتي ماجد" بالغ في تقدير قوته وضخم دوره أكثر مما يجب، إلا أنه يعترف بأنه كان أول من سعى لإنشاء كيان (ديني) جامع للمسلمين في أمريكا، معارضا بذلك من يزعمون أن عبد الله اقرام / اجرام القاطن في مدينة سيدار رابد (في ولاية أيوا) هو أول من سعي لتكوين مثل ذلك الكيان في غضون سنوات الحرب العالمية الثانية.
سجل المؤلف طرفا من تاريخ "ساتي ماجد" في مدينة بفلو بولاية نيو يورك فذكر أنها كانت مكانا مثاليا لساتي ماجد ليثبت جدارته وقدرته على قيادة المجتمع الإسلامي في تلك المدينة، والتي تقاطر عليها منذ بداية القرن العشرين عدد كبير من المهاجرين المسلمين. كان المهاجرون هؤلاء يتجمعون في مقهى يملكه أحدهم، وكان "ساتي ماجد" يقيم (ربما مع عائلته) في شقة تقع فوق ذلك المقهى نفسه بين عامي 1924 – 1927م منها كان يدير عمله الخيري في أوساط المسلمين ومساعدتهم بأعمال الترجمة لهم وتعليمهم اللغة الإنجليزية والعادات الأمريكية.
من قصص الصراعات (المثيرة) التي خاضها "ساتي ماجد" مع غيره من قادة العمل الإسلامي في أمريكا في تلك السنوات التي وردت في المقال قصة خصومته مع مسلم اسمه "أحمد علي" ويبلغ من العمر 47 عاما (لم يذكر عنه غير اسمه وعمره) والتي هدد فيها المذكور "ساتي ماجد" بالقتل، وتمت محاكمته لهذا السبب وأدين وحكم عليه بالسجن لنصف عام. كان الشاهد في المحكمة رجل مصري اسمه رمضان أحمد شهد بأن المتهم أحمد علي قد أعطاه مبلغ 300 دولارا في القهوة التي يتجمع فيها المسلمون في "بفلو" لقتل "ساتي ماجد"، وأيد رجل آخر ما ادعاه ذلك الشاهد. قال المتهم في دفاعه عن نفسه أن "ساتي ماجد" دعي (faker) اختلق أنه رجل دين وإصلاح ويخدع بني وطنه. ذكر المؤلف أن الصحيفة التي غطت تفاصيل تلك المحاكمة ذهبت إلى أن لذلك الصراع بين "ساتي ماجد" و"أحمد علي" جذورا عنصرية وربما دينية أيضا، وصورت الأمر كله على أنه صراع حول قيادة "ساتي ماجد" للعمل الإسلامي في أمريكا ومحض منافسة له. قال القاضي الذي نطق بالحكم "يجب على هؤلاء الرجال عند مغادرتهم لأرض العرب ( sicهكذا وردت) ووصولهم إلى هنا أن يتركوا صراعاتهم (السابقة) خلفهم. يجب أن نوقف هذه الانتفاضة المسلمة". كانت تلك أول مرة تفصل فيها المحاكم الأمريكية في أمور تتعلق بالقيادات الإسلامية بالبلاد. يعتقد المؤلف أن قسوة الحكم الصادر قد يعبر عن تخوف (مبكر) من ذلك الدين القادم ومن أن تتطور الصراعات بين المسلمين إلى ما هو أسوأ. لم تغب تلك الحقيقة عن "ساتي ماجد" والذي عين له محاميا (وكان اسمه صمويل فلايشمان) ليمثله في تلك المحكمة. من طريف (بل غريب) ما ذكره ذلك المحامي هو أن "ساتي ماجد" هو سليل مباشر (رقم 29) للعترة النبوية الشريفة، وهو من "السادة الأشراف". كانت تلك أول مرة – بحسب المؤلف- تتناول محكمة أمريكية أمر النظر في سمعة وقوة حجة الشخصيات القيادية للمسلمين في أمريكا.
أفرد المؤلف الجزء الأخير من مقاله لمناقشة تركيز "ساتي ماجد" في دعوته الإسلامية السنية على الأميركيين من أصل أفريقي، وعبر عن إيمانه بأن نجاح الرجل في ذلك المسعى سيبقى هو إرثه (legacy) الأكبر. تشير سجلات مكتب التحقيقات الفيدرالي أن عضوية الجمعيات التي أسسها "ساتي ماجد" كانت تتألف أساسا من الأمريكيين من أصل افريقي مع قليل من العرب المهاجرين. كان من أهم أسلحة "ساتي ماجد" في دعوته للفئة الأولى هو محاربة الإسلام للتفرقة العنصرية المبنية على العرق واللون. لعل أبرز من نجح "ساتي ماجد" في خلقهم كدعاة وتابعين لدعوته هو " داؤود أحمد فيصل" ذلك الرجل الملون الذي ولد مسيحيا باسم ديفيد أ. دونالاد في جرينادا (جزيرة في الكاريبي) وهاجر لأمريكا وعمره 21 عاما، وكان حينها موسيقيا بارعا وبحارا أيضا. عمل الرجل كـ "ممثل" لساتي ماجد في حي هارليم بنيو يورك، وساهم معه في إدخال عدد من البحارة للإسلام، وورث لاحقا أعمال شيخه "ساتي ماجد" بعد مغادرته لأمريكا في 13 يناير 1929م، وظل يقود العمل الإسلامي في منطقته حتى ستينيات القرن الماضي حيث صرم سنواته في الدعوة والعمل الخيري والتأليف والنشر أيضا.
عند وصول ساتي ماجد للقاهرة في طريق عودته النهائية للسودان اتصل بالأزهر لإصدار فتوى ضد أحد منافسيه السابقين في مجال الدعوة الإسلامية وهو نوبل درو علي، والذي قيل أنه أدعى النبوة، ونزل عليه وحي بقرآن جديد في عام 1927م. وبالفعل أصدر الأزهر فتوى باللغتين العربية والإنجليزية تؤيد ما قاله ساتي، ونجح الشيخ أيضا في استصدار ذات الفتوى من بلاده عند عودته لها. بيد أن تلك الفتوى كانت نصرا "فارغا عديم الجدوى" لساتي – بحسب قول المؤلف- إذ انها لم تصل أبدا للأراضي الأمريكية حتى كشف الباحثون النقاب عنها في تسعينيات القرن الماضي. كان "ساتي ماجد" يؤمل أن يعود للولايات المتحدة محملا بتلك الفتوى حتى يزيح من أمامه ذلك المتنبئ المنافس نوبل درو علي، وكان يؤمل أيضا أن يعينه الأزهر رسميا كإمام للمسلمين في أمريكا، بيد أن الأزهر رفض ذلك الطلب بذريعة أن الرجل غير متخصص (بطريقة نظامية) في علوم الشريعة الإسلامية (ورد في مصادر أخرى منها ما ذكره الأستاذ/ محمد عبد الحميد أحمد من أن في خروج "ساتي ماجد" من أمريكا وعودته لمصر والسودان شبهة خديعة لعل الأزهر كان ضالعا فيها، إذ كان رجالات الأزهر – بحسب زعم الأستاذ محمد عبد الحميد- يحسون بالغيرة والحسد من نجاح جهود "ساتي ماجد" الدعوية في أمريكا والتي لم يكن للأزهر فيها وجود في تلك الأيام ).
قضى "ساتي ماجد" سنوات الثلاثينيات متنقلا بين السودان ومصر ليشهد المؤتمرات ويلقي المحاضرات وشارك في إنشاء مجلة وجمعية إسلامية مقرها الأزهر بالقاهرة.
يقول المؤلف أن "ساتي ماجد" خرج من وطنه وهو في شرخ الشباب بعلم (شرعي) متواضع القدر وخبرة قليلة بهذا العالم، وعاد إليه بعد سنوات وهو متمكن من العلوم الشرعية وأساليب الدعوة الحديثة، وغدا (إلى أن توفي في عام 1963م) خطيبا مفوها وداعية ماهرا وقائدا اجتماعيا محنكا وصاحب قضية (apologist) أيضا إذ أدلى بدلوه في قضايا زمانه الملحة مثل نضال الدول الأفريقية (مثل أثيوبيا) ضد الاستعماري الأوربي وظل يتواصل مع أتباعه في أمريكا للتبرع المادي لتلك القضايا. كان "ساتي ماجد" سباقا أيضا للدعوة لإقامة نوع من التعاون الاقتصادي بين مصر والسودان وإثيوبيا والأمريكيين من أصل أفريقيا في الولايات المتحدة.
لا شك أن الاهتمام والعودة إلى تاريخ "ساتي ماجد" وغيره من الأفارقة في أمريكا (مثل ديوس محمد علي ]محمد علي دوس [وفيليكس دارفور وغيرهما) بالدراسة والتحليل (مثلما حاول هذا الطالب الأمريكي) أمر محمود ومطلوب، خاصة عندما يتناول الأمر بحيدة وموضوعية بعيدا عن التعظيم والإكبار والمشاعر العاطفية المتحيزة (إيجابا أو سلبا) ودون ميل أو هوى. وهنالك – مبلغ علمي- من الذين يمكنهم التوسع في التصدي لمهمة تتبع وتحليل تاريخ هؤلاء المهاجرين الأوائل والكتابة التاريخية الموثقة عنه، خاصة في أوساط الأكاديميين الأمريكيين من أصل سوداني. وأخيرا تجدر الإشارة لكتاب في ذات الموضوع لفت نظري له أحد الأصدقاء وهو كتاب "السودان والأفريقانية" للأستاذ الراحل/ عبد الهادي الصديق نشر عن مركز الدراسات الاستراتيجية بالخرطوم في عام 1997م، وهو يتناول سير بعض الأعلام من السودانيين الذين ساهموا بأقدار متفاوتة في "حركة الزنوجة" في أمريكا.
badreldin ali [alibadreldin@hotmail.com]