سياحة دينية
مزمل عليم
25 December, 2022
25 December, 2022
كما يحلو لي
muzamilmozart@gmail.com
- عندما تنظر للمشهد المجتمعي في السودان هذه الأيام تجد تناقضات في شتي المجالات ،، وعلي سبيل المثال وليس الحصر هناك مراكز صحية لغسيل الكلي متوقفة جزئيا أو كليا عن العمل مقابل أفراح ومناسبات تقام في صالات ذات (إيجارات) مليارية ،، كثير من مدارس الأساس والثانوي الحكومية أصبحت آيلة للسقوط تحديدا في الأحياء الطرفية للعاصمة الخرطوم وهناك مباني ضخمة وعقارات نشاهدها تنمو يوميا كالبنيان المرصوص لأفراد أكرر لأفراد وليس لشركات حكومية أو خاصة !! ،، اصبحنا نلتقي يوميا في الشارع العام بنساء متعففات اصبحن يتسولن من أجل الطعام أو (حق المواصلات) مقابل أشخاص يتسابقون في كل سنة من أجل اداء فريضة الحج المليارية التكلفة ،،
هل حثنا الإسلام علي ترك المستشفيات بدون دعم ليموت المرضي من أجل ان يوفر المال في بناء مولات تجارية ضخمة تباع فيها توافه الأمور كالحواسيب والجوالات النقالة وملحقاتهما !! ،، كيف نرتضي لأنفسنا كمسلمين أداء الحج مرة ومرتين بهذه المبالغ الكبيرة وهنالك نجد التي تمد يدها للتسول من حرائر النساء من أجل اطعام نفسها !!
- للأسف الأمثلة كثيرة للإنانية وعدم اللامبالاة التي ضربت مجتمعنا السوداني .. هناك طبقة برجوازية اصبحت اتفه متطلباتها في الحياة توازي حلم لطبقة مطحونة أخري تعاني الأمرين في مجتمع مسلم ومتدين كالمجتمع السوداني .
- بحثت كثيرا عن مصطلح السياحة الدينية و وجدت تعريفات مختلفة و وجهات نظر متباينة ولكن في الأخير توصلت لنتيجة أو فلنقل حقيقة واحدة فقط وهي أن هناك فروض واجبة علي المسلمين يتم تجاهلها لصالح اداء النوافل ومن لا يعرف النوافل جمع نافلة هي العبادات التي تقام بعد الفريضة أو تزيد عن الفروض .. فالحج معروف انه احد أركان الإسلام ولمن إستطاع إليه سبيلا ولكن اذا كان في اسرتك القريبة أو البعيدة أشخاص يحتاجون لأساسيات المعيشة هنا من الأفضل ومن المفروض ترك الحج مباشرة ومساعدة الغير فهنا يعظم الأجر أكثر من لو انك ذهبت للحج ،، فالدين المعاملة والدين اساسه التعاون بين الناس .. وتكافل المجتمع وتراحمه هو أساس كل العبادات ..
- يأتي موسم الحج بعد عدة أشهر ونري الألاف من السودانيين يشدون الرحال الي الأراضي المقدسة في حين تجد في نفس أسرة الحاج أو المعتمر مريضا ومحتاجا وجائعا !!
- أرجو الإبتعاد عن الرياء وعن (البوبار الديني) ،، في عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز لن يجدوا شخصا يستحق الزكاة بسبب عدل الحاكم وتراحم المحكومين مع بعضهم البعض !! دعونا من عدل الحكام الأن فهم يتصارعون في كراسي السلطة لكن أين التراحم والتكافل بين السودانيين ؟ ؟
- في كتابه (الإختيارات الفقية) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والحج على الوجه المشروع أفضل من الصدقة التي ليست بواجبة. وأما إن كان له أقارب محاويج، أو هناك فقراء تضطرهم الحاجة إلى نفقة فالصدقة عليهم أفضل. أما إذا كان كلاهما تطوعا فالحج أفضل، لأنه عبادة بدنية ومالية " انتهى.
- شرح كلام شيخ الإسلام ابن تيمية واضح جدا النافلة افضل من الصدقة في حالة عدم وجود محتاجين للصدقة والعكس صحيح في حالة وجود محتاجين تصبح الصدقة واجبة علي أداء النافلة .. في حالة التطوع وعدم وجود محتاجين فالأفضل التطوع بالنافلة بكل تأكيد .. ولكن ما أكثر المحتاجين في زمننا هذا ..
- صدقني عزيزي الحاج أو المعتمر وبالأخص الذي سبق له الحج والعمرة من قبل صرف هذا المال في مكانه الصحيح للمرضي والمحتاجين والمتعففين من الأسر الفقيرة لهو أعظم أجرا عند الله .. فالسفر للحج والعمرة في ظروف بلادنا الحالية لا يعدو كونه سياحة دينية فقط لا غير .. تقبل لله منا ومنكم صالح الأعمال .
muzamilmozart@gmail.com
- عندما تنظر للمشهد المجتمعي في السودان هذه الأيام تجد تناقضات في شتي المجالات ،، وعلي سبيل المثال وليس الحصر هناك مراكز صحية لغسيل الكلي متوقفة جزئيا أو كليا عن العمل مقابل أفراح ومناسبات تقام في صالات ذات (إيجارات) مليارية ،، كثير من مدارس الأساس والثانوي الحكومية أصبحت آيلة للسقوط تحديدا في الأحياء الطرفية للعاصمة الخرطوم وهناك مباني ضخمة وعقارات نشاهدها تنمو يوميا كالبنيان المرصوص لأفراد أكرر لأفراد وليس لشركات حكومية أو خاصة !! ،، اصبحنا نلتقي يوميا في الشارع العام بنساء متعففات اصبحن يتسولن من أجل الطعام أو (حق المواصلات) مقابل أشخاص يتسابقون في كل سنة من أجل اداء فريضة الحج المليارية التكلفة ،،
هل حثنا الإسلام علي ترك المستشفيات بدون دعم ليموت المرضي من أجل ان يوفر المال في بناء مولات تجارية ضخمة تباع فيها توافه الأمور كالحواسيب والجوالات النقالة وملحقاتهما !! ،، كيف نرتضي لأنفسنا كمسلمين أداء الحج مرة ومرتين بهذه المبالغ الكبيرة وهنالك نجد التي تمد يدها للتسول من حرائر النساء من أجل اطعام نفسها !!
- للأسف الأمثلة كثيرة للإنانية وعدم اللامبالاة التي ضربت مجتمعنا السوداني .. هناك طبقة برجوازية اصبحت اتفه متطلباتها في الحياة توازي حلم لطبقة مطحونة أخري تعاني الأمرين في مجتمع مسلم ومتدين كالمجتمع السوداني .
- بحثت كثيرا عن مصطلح السياحة الدينية و وجدت تعريفات مختلفة و وجهات نظر متباينة ولكن في الأخير توصلت لنتيجة أو فلنقل حقيقة واحدة فقط وهي أن هناك فروض واجبة علي المسلمين يتم تجاهلها لصالح اداء النوافل ومن لا يعرف النوافل جمع نافلة هي العبادات التي تقام بعد الفريضة أو تزيد عن الفروض .. فالحج معروف انه احد أركان الإسلام ولمن إستطاع إليه سبيلا ولكن اذا كان في اسرتك القريبة أو البعيدة أشخاص يحتاجون لأساسيات المعيشة هنا من الأفضل ومن المفروض ترك الحج مباشرة ومساعدة الغير فهنا يعظم الأجر أكثر من لو انك ذهبت للحج ،، فالدين المعاملة والدين اساسه التعاون بين الناس .. وتكافل المجتمع وتراحمه هو أساس كل العبادات ..
- يأتي موسم الحج بعد عدة أشهر ونري الألاف من السودانيين يشدون الرحال الي الأراضي المقدسة في حين تجد في نفس أسرة الحاج أو المعتمر مريضا ومحتاجا وجائعا !!
- أرجو الإبتعاد عن الرياء وعن (البوبار الديني) ،، في عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز لن يجدوا شخصا يستحق الزكاة بسبب عدل الحاكم وتراحم المحكومين مع بعضهم البعض !! دعونا من عدل الحكام الأن فهم يتصارعون في كراسي السلطة لكن أين التراحم والتكافل بين السودانيين ؟ ؟
- في كتابه (الإختيارات الفقية) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والحج على الوجه المشروع أفضل من الصدقة التي ليست بواجبة. وأما إن كان له أقارب محاويج، أو هناك فقراء تضطرهم الحاجة إلى نفقة فالصدقة عليهم أفضل. أما إذا كان كلاهما تطوعا فالحج أفضل، لأنه عبادة بدنية ومالية " انتهى.
- شرح كلام شيخ الإسلام ابن تيمية واضح جدا النافلة افضل من الصدقة في حالة عدم وجود محتاجين للصدقة والعكس صحيح في حالة وجود محتاجين تصبح الصدقة واجبة علي أداء النافلة .. في حالة التطوع وعدم وجود محتاجين فالأفضل التطوع بالنافلة بكل تأكيد .. ولكن ما أكثر المحتاجين في زمننا هذا ..
- صدقني عزيزي الحاج أو المعتمر وبالأخص الذي سبق له الحج والعمرة من قبل صرف هذا المال في مكانه الصحيح للمرضي والمحتاجين والمتعففين من الأسر الفقيرة لهو أعظم أجرا عند الله .. فالسفر للحج والعمرة في ظروف بلادنا الحالية لا يعدو كونه سياحة دينية فقط لا غير .. تقبل لله منا ومنكم صالح الأعمال .