مقطع حميدتي الأخير .. وتهجير سكان العاصمة

 


 

مزمل عليم
16 May, 2023

 

- تستخدم الإشاعات في الحروب لإيهام العدو وتضليله وتارة في بث الرعب وسط صفوفه وإضعاف الروح المعنوية ،، وحرب الإشاعات التي استخدمت في الأحداث الدائرة بين القوات المسلحة والدعم السريع لم نشهد مثلها حتي في الحرب الروسية الأوكرانية ،، تحديداً من جانب قوات الدعم السريع التي امتلكت آلة إعلامية نشطة خصوصاً بمواقع التواصل الإجتماعي المختلفة في ظل الإشتباكات المتواصلة في ولاية الخرطوم .

- بعد نشر المقطع الصوتي الأخير لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو ظهرت العديد من القراءات والتحليلات لهذا المقطع لعل من ابرزها ان هذا المقطع الصوتي قديم والدليل ان حميدتي لم يتطرق فيه لأي من الأحداث الجارية في الوقت الحالي كمفاوضات جدة علي سبيل المثال وقصف مستشفي شرق النيل الذي تتواجد به قواته فالحديث كان معمم بدرجة كبيرة علي غير العادة بالنسبة لخطابات حميدتي المعتادة ،، ذهب اخرون في تحليل المقطع الصوتي بأنه مفبرك بواسطة (الذكاء الإصطناعي) وان المقطع مؤلف من كلمات وعبارات ذكرت في خطابات سابقة لقائد الدعم السريع تم تجميعها في هذا المقطع !!

- اذا افترضنا جدلاً ان الخطاب حقيقي وغير مفبرك من زاوية نظرتي الشخصية خلال نبرة الصوت هناك عدم راحة يعاني منها المتحدث وكأنه مرهق أو مريض أو مصاب إصابة بالغة وحتي ذكر عبارة (اوصيكم) ،، في علم النفس دائماً ما يذكر الإنسان بعض الألفاظ وهو في حالات معينة ففي الفرح يستخدم الشخص عبارات التبشير والآمل والعكس تماماً في في اوضاع السوء والأتراح والألام .. فإذا كان المقطع حقيقي وغير مزيف فربما ان حميدتي حاليا ًيعاني بعض المشكلات الصحية من خلال ما يعكسه صوته وبعض العبارات المذكورة في المقطع .

- هناك اشاعات من مصادر عديدة تشير الي موت حميدتي من خلال قصف الطائرات المتواصل علي مواقع الدعم السريع في الأيام الماضية ولعل السبب الرئيسي من بث المقطع الصوتي هو إثبات وجود محمد حمدان دقلو علي قيد الحياة لذلك لم يذكر اي شيء متعلق بتفاصيل الأحداث الحالية غير اثبات وجوده وارسال هذه الرسالة للجميع وفي مقدمتهم قواته المنتشرة ..

- أخيراً ومن الأشياء التي تدعوا للشك والريبة ان صفحة الدعم السريع الرسمية علي فيس بوك قامت بنشر المقطع الصوتي ومن ثم حذفه بعد مدة مما يضع الكثير من علامات الإستفهام حول حقيقة المقطع من عدمه !!

- اصبحنا نغفو ونصحو علي أصوات الرصاص ومضادات الطائرات وسحب الدخان السوداء اصبحت مشهداً مألوفاً جداً في سماء العاصمة المثلثة والشيء الخطير ان حرائق المحلات التجارية ونهبها بهذه الصورة المنظمة تعني شيئاً واحد لا ثاني له هو تجويع العاصمة بحرق اسواقها لتشريد سكانها من بعد ذلك .. وفعلاً بدأ الهروب من العاصمة منذ اول يوم للإشتباكات ولازال الهروب يتواصل بصورة يومية ، وما يحدث في الخرطوم لن تتأثر به العاصمة فقط ولكن سينتقل الي باقي الولايات وهنا لا اقصد النزاع والقتال بل تأثير توقف عجلة الإنتاج في العاصمة ولا ننسي اعتماد كل ولايات ومدن السودان علي ما تنتجه مصانع الخرطوم .. فيبدوا ان من خطط للإنقلاب واستلام السلطة وفشله في ذلك يخطط الآن للخراب والدمار والتشريد والتجويع وفرض واقع يساعده في موقف التفاوض .. فالدولة الأجنبية التي رعت هذا المخطط التخريبي بجانب قوي إعلان الحرية والتغيير المجلس المركزي هم الأعداء الحقيقيين ويجب الإنتباه لهم ، فالدعم السريع مجرد اداة فقط وتم استغلالها من خلال طموح قائده لإستلام السلطة المطلقة في البلاد ،، منذ الآن فصاعداً لن ننخدع مجدداً بفزاعة الكيزان والنظام المباد .. فالشعب السوداني لن يتقبل (كيزان) أو (قحاتة) مرة اخري .. وإن عدتم عدنا ..

أخيراً :

- أن أكبر عدو للمعرفة ليس الجهل ، بل توهم المعرفة ..

 

آراء