فساد التوظيف في السودان !!

 


 

مزمل عليم
14 March, 2023

 

mozaart87@gmail.com

- من أبرز العيوب التي أتحفتنا بها حكومة الإنقاذ عبر ثلاثة عقود هي إستشراء التزكيات و(الوساطات) من أجل التوظيف في عموم مرافق الدولة بما كان يعرف بالتمكين تحديداً في فترة بداية (التسعينات) آنذاك لتأتي ثورة ديسمبر لتغيير مثل هذه المفاهيم وبداية دولة الحرية والقانون والنزاهة ولكن مع سرقة الثورة بواسطة أصحاب المصالح إزداد فساد التوظيف بصورة لا تقل عن زمن (الكيزان) .
- وقبل فترة قصيرة نشرت احد الصحف الشهيرة عن قيام بعض وكلاء النيابة بتوظيف اشقائهم وشقيقاتهم واشقاء زوجاتهم في نيابات في الخرطوم والولايات وتم ذكرهم بالأسماء بما لا يدع مجال للنفي والإنكار من أي جهة .. !!
- مفوضية الإختيار للخدمة المدنية القومية هذا الإسم الهلامي الكبير أحد أعظم مراكز المحسوبية في السودان خصوصاً عندما يتعلق الأمر بوظائف الجهات السيادية كوزارة الخارجية مثلاً ، تقوم المفوضية بفتح التقديم كغطاء ديكوري ويتدافع الشباب من أجل المنافسة علي الحصول علي الوظيفة الحلم !! ولكن في الواقع هذه تغطية من أجل أشخاص تم تعينهم بصورة مسبقة في المواقع المقصودة وهذا التواطؤ من جهة المفوضية مع الجهات ذات الصلة للتوظيف أصبح معروفاً للجميع منذ فترة النظام السابق والي الآن .. وقصة وظائف الكوادر الوسيطة بوزارة الخارجية ليست ببعيدة عن الأذهان .
- أغلب طرق العاصمة المسفلتة تعاني الأضرار بالإضافة لطريق شريان الشمال شبح الموت بسبب تعرضه لجميع أنواع التأكل وهجمة الزحف الصحراوي نعلم ان فساد الشركات المصممة والنقص في مواد العمل من أجل زيادة الأرباح كان احد اهم أسباب تدهور هذه الطرق لكن لا ننسي ايضاً الكوادر العاملة من مهندسين غير أكفاء سبل إستيعابهم للخدمة كانت كلها عن طرق فساد وظيفي ومحسوبية !!
- نعرج علي المحسوبية في الإنتساب للكليات العسكرية ،، كلية الشرطة علي سبيل المثال ، منذ القدم نعرف ان قبول أي فرد في أي كلية عسكرية يتطلب شروط أساسية معينة منها الطول المناسب ، لياقة بدنية وعدم المعاناة من أي أمراض مزمنة !! لكن ما نشاهده الآن يعكس لنا واقع مغاير تماماً فالكثير من ضباط الشرطة قصار القامة ويعانون من أمراض تمنعهم عن العمل في مواقع الخدمة المدنية ناهيك عن العمل في الشرطة !!؟؟ لكن علي ما يبدو الوساطة والمحسوبية لها رأي أخر ..
- كل العالم يشجع علي عمل المرأة ويشد من ازرها للمضي قدماً نحو المساواة في كثير من الحقوق مع الرجل .. في السودان يبدو الأمر مقلوبا راساً علي عقب .. فنسبة الأناث في الوظائف الحكومية بدون حساب القطاع الخاص تتجاوز ال75% علي حساب الذكور .. !!؟؟ نعم هناك اسباب منطقية لعزوف الشباب عن العمل الحكومي وتفضيلهم العمل الحر والإغتراب للخليج والهجرة الي اوروبا والولايات المتحدة .. مع ذلك أوكد ان إزدياد عدد النساء في الوظائف له سبب رئيسي له علاقة بالفساد الوظيفي فالكثير من مدراء القطاعات في الدولة يفضلون العنصر النسائي علي الرجالي لأسباب قد تكون غير معلومة للكثيرين .. ؟؟؟؟
- فساد التوظيف في المؤسسات المالية كالبنوك هو الأخطر والأكبر ولعل نسبة التزكية والمحسوبية فيها قد تفوق ال95% وعلي رأس هذه المؤسسات بنك السودان وبنك الخرطوم وغيرها من المؤسسات التي تشكل فيها المحسوبية رأس الرمح في عملية التوظيف .. فساد التوظيف في البنوك السودانية يحتاج لعشرات المقالات لأنه المكان الذي يحقق الدخل السريع لمنتسبيه بسبب المخصصات والبدلات والنثريات لذلك لا يستطيع أي شخص بسيط مهما إمتلك من مؤهلات أكاديمية من دخول هذه المؤسسات التي اصبحت مستعمرات لأسر بعينها ..
- نختم بالمؤسسة الكوميدية المسمي بمفوضية لجنة الإختيار قبل عدة سنوات تقدمت طالبة خريجة كلية العلوم الرياضية بجامعة الخرطوم وفي معاينة لجنة الإختيار تم سؤالها عن كيفية إعداد طبق (الرجلة) !!؟؟ نعم الرجلة ايها السادة ؟ ؟ ؟ وبالرغم من إجابتها عن هذا السؤال الذي لا يتناسب حتي كونه سؤال ثقافة عامة .. فقد استبعدت من المعاينة بكل بساطة وكانت فتاة علي أعتاب الثلاثين من العمر لأنها لا تملك (ضهر أو واسطة) ..
ولكي نكون منصفين قد تطرح لجنة الإختيار وظائف حقيقية ولكنها دائماً ما تكون من الوظائف غير المرغوبة للجميع بسبب وجودها في اماكن ولائية نائية جدا وبعيدة بالإضافة لتفاهة مرتبها .. !!
- كل يوم تتسع (الهوّة) بين طبقتين الأولي برجوازية ارستقراطية تتحكم في الأموال والنفوذ والجاه الإجتماعي والسياسي وطبقة أخري (بروليتاريا) لا تجد قوت يومها بسبب فساد الطبقة الأولي ..
- ختاماً :
" ثلاثة لا ينظر الله إليهم، العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به " .
(الإمام علي بن ابي طالب)

 

آراء