في السراء سودان الجميع .. وفي الضراء سودان المساكين فقط.. !!بقلم: مزمل موزارت

 


 

مزمل عليم
26 April, 2023

 

- لكل من كان يأمل في المجتمع الدولي ومنظماته تأكد لهم الآن تماماً ان لا خير يرجي من هؤلاء فبعد ان اوقدوا نيران الحرب بواسطة عملائهم داخل السودان هاهم الآن يجلون رعاياهم بكل إطمئنان ليترك المواطن السوداني تحت رحمة القصف والرصاص وإنتظار الموت البطيء بسبب الجوع والعطش وعدم توفر العلاج وخروج أغلب المشافي عن دائرة الخدمات الصحية !!
- هذا ما جنيناه من قحت وفولكر وإتفاقهما الإطاري وعند الإنفجار هربوا جميعاً تاركين ورائهم دموع النساء والأطفال واشلاء الأموات في شوارع الخرطوم وباقي مدن السودان .. شاهدوا حملة الجوازات المزدوجة وهم يهمون بأمر الهروب برفقة الجاليات الأجنبية .. نعم قلنا مراراً وتكراراً ان هذه الفئة العميلة المرتزقة لا تصلح حتي لحكم منازلهم ناهيك عن حكم دولة كبيرة كالسودان .. نصحنا الساسة وقلنا لا للإقصاء والتنافر والتناحر نعم للحوار والتنازل والتضحية من اجل المضي قدماً بهذا البلد الي الأمام .. ولكن ماذا نجني من نخب ادمنت الفشل والظلم والفساد والإقصاء .. لم يهدأ بال لهؤلاء الساسة والمتحزبون مالم يحرق السودان عن بكرة ابيه وتمزيقه ارباً ارباً وتنفيذ الأجندة الخارجية بكل إخلاص .. لكن السودان محفوظ بربه وبشعبه وبجيشه ولن تنالوا مرادكم في وجود هذا الشعب المقدام الصابر .
- ظهور تجار الأزمات كما هو متوقع وزيادات أقل ما يقال عنها انها فاحشة في كل اسعار المواد التموينية وكل من يفعل ذلك من التجار فهو خائن للوطن والشعب .. هذه الحرب لن تستمر الي الأبد فالجيش سيحسمها عاجلاً ام اجلاً وعندها سنحفظ وجه كل من استغل حوجة المواطنين وضرب بحوجة الناس عرض الحائط وستحاسبون علي ذلك لاحقاً وستندمون يوم لا ينفع الندم .. لا يوجد سبب لزيادة الأسعار بهذه الطريقة الجنونية لنصنع ازمة أخري بجانب الحرب التي تدور رحاها داخل المدن والأحياء ..
- لا نلوم كل من هرب من العاصمة واماكن الإشتباكات فغريزة البشر هي الخوف من الموت والإبتعاد من اماكن الخطر .. ولكن في ذات الوقت نلاحظ الي الفارق الكبير والتباين الواضح في المقدرات المادية والمالية لسكان العاصمة وإختفاء ما يعرف بالطبقة الوسطي لنصبح امام طبقتان فقط غنية جداً وأخري فقيرة مدقعة في فقرها .. الطبقة الغنية توجهت نحو الشمال أو تجهز في الشروع لذلك فأغلب الميسورين الآن اما في مصر أو في الطريق اليها .. وباقي المساكين في محبس مساكنهم ليس بسبب الحرب والإقتتال التي تعظم من هولها القنوات الإخبارية الإقليمية ولكن بسبب العفة وعزة النفس .. فأغلب الأسر السودانية الآن تعاني من عدم السيولة ونقص حاد في المواد التموينية والغذائية !! وكما كنت اقول دائماً السودان بلد غني بثرواته وخيراته ولكن هذه الثروات متداولة بفعل فاعل بواسطة فئة محددة وهي التي نراها تهرب الآن مع الجاليات الأجنبية من حملة الجوازات المزدوجة بالإضافة لمن يهربون للشقيقة مصر مهما إرتفعت أسعار التذاكر .. وغيرهم محبوس في الأحياء الشعبية لا يجد المال الكافي لشراء الخبز المنعدم اصلاً في غالبية مخابز الخرطوم ..
- ما يحدث الآن من وجهة نظري المتواضعة هو إستكمال لثورة ديسمبر .. اما ان نواصل في الطريق الصحيح والصبر مع القوات المسلحة في إزالة هذا التمرد والقضاء كذلك علي مجموعة العملاء من حملة الجوازات الأجنبية لنبدأ من جديد بإنشاء دولة القانون والمواطنة الحقيقية وإتاحة كل ثروات البلاد للعباد وعدم إحتكارها بواسطة طبقات وفئات محددة ..
- عندما تكون البلد في حالة رخاء وإستقرار هم من يتنعموا بالعيشة الهنيئة والرغدة وتفصل لهم الوظائف المدرة للمال تفصيلاً ويتسابقوا كذلك في إقتناء السيارات الفارهة والتطاول في البنيان !! ولكن اذا ازفت الأزفة واختلط الحابل بالنابل واصبحت البلاد في حالة عدم إستقرار وإحتراب حزموا امتعتهم مولين الأدبار تاركين ورائهم المساكين والفقراء هم من كنتم تحجبون عنهم الخير والرزق بسبب فسادكم الذي يزكم الأنوف هم من كنتم تتعالون عليهم في الطرقات وانتم تستقلون احدث الموديلات من الفارهات هم من كنتم تشاهدوهم وراء زجاج المطاعم الفخمة وهم يقتاتون الفضلات من النفايات .. الآن اصبح السودان لهؤلاء ؟ وانتم تهربوا بما اكتنزتموه من خير البلاد الوفير ؟ ؟ ؟ .. سيعود السودان لسابق عهده طال الأمر ام قصر واتمني فقط من كل من هرب ان يستقر في مكان هروبه .. فالسودان محفوظ بربه وشعبه لنبدأ البناء من جديد بدون الفاسدين والإستغلاليين مواطني الدرجة الأولي الهاربين من الموت ..
- هل هذا هو مشروعكم المدني الديمقراطي يا قوي إعلان الحرية والتغيير ؟ جثث واشلاء وجياع ودمار في كل مكان .. ولكن نبشركم بوجود الشرفاء في كل مكان وفشل كل مخططاتكم الخبيثة انتم وإعلامكم المضلل داخل وخارج السودان ..
- يمر السودان وشعبه بأصعب أيامه وظروفه عبر التاريخ ولكن عند المحن تظهر معادن الشعب النفيسه ومكارم أخلاقه ،، لكل مريض لا يجد علاجه كل ام لا تجد ما تسد به رمق اطفالها لكل من لا يستطيع الخروج وهو محاصر في منطقته اقل لكم ان الله معنا وهو اذا احب عبداً ابتلاه ستنتهي هذه الأيام العجاف فهي ضرورية لإصلاح كل الإعوجاج الذي طرأ علي دولتنا السودانية إجتماعياً وإقتصادياً وسياسياً ولإستكمال ثورتنا المنقوصة وإستعادتها من العملاء واصحاب المطامع الشخصية .. قال تعالي : ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ) صدق الله العظيم ..
zoma169@gmail.com
///////////////////////

 

آراء