سيناريوهان لا ثالث لهما ..! بقلم: هيثم الفضل
هيثم الفضل
15 February, 2023
15 February, 2023
haythamalfadl@gmail.com
صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح –
ماذا إذا إستمر إصدار التصريحات السلبية للجان المقاومة والحزب الشيوعي وحزب البعث وتجمع المهنيين حول إنطباعاتهم ومواقفهم المُعادية لمُجريات العملية السياسية المعنونة بـ (الإتفاق الإطاري) ؟ ، فالعملية السياسية الجارية الآن رفضها الجذريون منذ إعلانها إنطلاقاً من مبدأ (إعتمادها) حواراً مع المكوِّن العسكري حول إستعادة التحوُّل الديموقراطي ، وبمعنى آخر فإن ما سبق من منهج يوحي ، أو يكاد يؤكِّد إقتناع رافضي الإتفاق الإطاري من قوى الثورة الحيَّة أو الجذريون بأن هناك (طريق آخر) غير الحوار سيؤدي إلى إنهاء الإنقلاب ، وفي إنتظار حدوث ذلك هُم على يقين بأن القدر سيحمي ويرعى البلاد والعباد من ما يتربص بهما من مخاطر أدناها أن يستمر عجز الدولة الإنقلابية عن سداد مرتبات موظفي الخدمة المدنية لأشهر قادمة تُضاف إلى شهرنا الحالي ، معاداة الجذريون للإتفاق الإطاري وعبر تصريحاتهم المتوالية لم يبدو في مضامينها أية (نقد) حقيقي وموضوعي لمحتواها وبنودها ، ومدى تواؤمها مع ما يطلبهُ الشارع الثوري ، وكذلك مدى تناقُضها مع المباديء والإشتراطات الأساسية التي أجمع عليها معظم الحادبون على إستعادة المسار الديموقراطي وفي مقدمتها عودة الجيش إلى ثكناتهِ ورفع يدهِ عن الفعل السياسي والإقتصادي وخضوعه للسلطة المدنية.
الموقف السلبي والمُتشدِّد للجذريين في وقتٍ تحتاجُ فيه المُساجلات السياسية إلى قدرٍ كبير من المرونة بالنسبة إلى التعقيدات التي تُجابه العملية السياسية بعد إنقلاب 25 أكتوبر المشئوم ، ستقود في نهاية الأمرإلى إمتناع الكُتلة الجذرية بما فيها الحزب الشيوعي والبعث ولجان المقاومة وتجمع المهنيين عن الدخول في أية مُشاركات داخل مؤسسات الدولة الإنتقالية المُرتقبة ، وبذلك يكون مُخطَّط الحرية والتغيير الخاص بإشراكهم عبر مقاعد في المجلس التشريعي الإنتقالي سيبدو وكأنهُ (عزومة مراكبية) موجَّهة نحو أشخاص لا يؤمنون بشرعية تأسيس المرحلة المزمع إعلانها من حيث المبدأ ، مما سيقودُ أيضاً إلى عزل قوى الحرية والتغيير عن الشارع الثوري و(تحوير) دورها النضالي إلى حاضنة سياسية لحكومة إنتقالية يناهضها الشارع الثوري ، أما أسوأ الحلول المتوقَع إعتمادها لمعالجة المشكلة ، هو لجوء الحرية والتغيير إلى إشراك لجان المقاومة (المُزيَّفة) أو (المزروعة) من أطراف سياسية عديدة لملء حصة لجان المقاومة والحزب الشيوعي وحزب البعث وتجمع المهنيين في المجلس التشريعي المُرتقب.
مرةً أخرى نلفت إنتباه القاريء إلى أن لاءات الجذريون الثلاثة التي يأتي في مقدمتها (لا للحوار) والتي يُناهضون بها الإنقلاب ويعملون من خلالها لإنهائه ، تفتح الباب لتساؤل المُراقبين عن السيناريوهات البديلة للحوار على المستويين العملي والمنطقي ، فيما يخص الهدف الإستراتيجي المُعنوَّن بـ (إنهاء) أو (دحر) الإنقلاب ، ومن وجهة نظري الشخصية فإن رؤيتهم هذه ، لا توفِّر بعد رفض الحوار سوى سيناريوهين غير واقعيين ، الأول إنتظار الإنقلاب من داخل المؤسة العسكرية وخارج محور التمكين السياسي فيها والتفاؤل بأن قائدهُ سيكون من داعمي التحوُّل الديموقراطي بما يدفعهُ لتسليم السلطة مباشرةً لحكومة مدنية ، أما السيناريو الأخير فهو إستمرار حراك الشارع الثوري إلى أن يتطوَّر و(يتحوَّر) إلى حراك مُنظَّم ومُسلّح يشتبك مع الجيش السوداني والدعم السريع وجيوش الحركات المسلحة وبقية الأجهزة النظامية وينتصر وبذلك يتم إنهاء الإنقلاب ، لا أستغرب أن تصدر مثل تلك السيناريوهات المستحيلة من لجان المقاومة بإعتبار قلة التجربة وما يلي إندفاع وحماس الشباب ، لكن ما يندهش له العُقلاء أن يكون خلف ذات الرؤى المُستحيلة أحزاب عريقة في خبرتها السياسية كالشيوعي والبعث وبقية الأطراف التي تنتهج وتتبَّنى ذات المواقف.
صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح –
ماذا إذا إستمر إصدار التصريحات السلبية للجان المقاومة والحزب الشيوعي وحزب البعث وتجمع المهنيين حول إنطباعاتهم ومواقفهم المُعادية لمُجريات العملية السياسية المعنونة بـ (الإتفاق الإطاري) ؟ ، فالعملية السياسية الجارية الآن رفضها الجذريون منذ إعلانها إنطلاقاً من مبدأ (إعتمادها) حواراً مع المكوِّن العسكري حول إستعادة التحوُّل الديموقراطي ، وبمعنى آخر فإن ما سبق من منهج يوحي ، أو يكاد يؤكِّد إقتناع رافضي الإتفاق الإطاري من قوى الثورة الحيَّة أو الجذريون بأن هناك (طريق آخر) غير الحوار سيؤدي إلى إنهاء الإنقلاب ، وفي إنتظار حدوث ذلك هُم على يقين بأن القدر سيحمي ويرعى البلاد والعباد من ما يتربص بهما من مخاطر أدناها أن يستمر عجز الدولة الإنقلابية عن سداد مرتبات موظفي الخدمة المدنية لأشهر قادمة تُضاف إلى شهرنا الحالي ، معاداة الجذريون للإتفاق الإطاري وعبر تصريحاتهم المتوالية لم يبدو في مضامينها أية (نقد) حقيقي وموضوعي لمحتواها وبنودها ، ومدى تواؤمها مع ما يطلبهُ الشارع الثوري ، وكذلك مدى تناقُضها مع المباديء والإشتراطات الأساسية التي أجمع عليها معظم الحادبون على إستعادة المسار الديموقراطي وفي مقدمتها عودة الجيش إلى ثكناتهِ ورفع يدهِ عن الفعل السياسي والإقتصادي وخضوعه للسلطة المدنية.
الموقف السلبي والمُتشدِّد للجذريين في وقتٍ تحتاجُ فيه المُساجلات السياسية إلى قدرٍ كبير من المرونة بالنسبة إلى التعقيدات التي تُجابه العملية السياسية بعد إنقلاب 25 أكتوبر المشئوم ، ستقود في نهاية الأمرإلى إمتناع الكُتلة الجذرية بما فيها الحزب الشيوعي والبعث ولجان المقاومة وتجمع المهنيين عن الدخول في أية مُشاركات داخل مؤسسات الدولة الإنتقالية المُرتقبة ، وبذلك يكون مُخطَّط الحرية والتغيير الخاص بإشراكهم عبر مقاعد في المجلس التشريعي الإنتقالي سيبدو وكأنهُ (عزومة مراكبية) موجَّهة نحو أشخاص لا يؤمنون بشرعية تأسيس المرحلة المزمع إعلانها من حيث المبدأ ، مما سيقودُ أيضاً إلى عزل قوى الحرية والتغيير عن الشارع الثوري و(تحوير) دورها النضالي إلى حاضنة سياسية لحكومة إنتقالية يناهضها الشارع الثوري ، أما أسوأ الحلول المتوقَع إعتمادها لمعالجة المشكلة ، هو لجوء الحرية والتغيير إلى إشراك لجان المقاومة (المُزيَّفة) أو (المزروعة) من أطراف سياسية عديدة لملء حصة لجان المقاومة والحزب الشيوعي وحزب البعث وتجمع المهنيين في المجلس التشريعي المُرتقب.
مرةً أخرى نلفت إنتباه القاريء إلى أن لاءات الجذريون الثلاثة التي يأتي في مقدمتها (لا للحوار) والتي يُناهضون بها الإنقلاب ويعملون من خلالها لإنهائه ، تفتح الباب لتساؤل المُراقبين عن السيناريوهات البديلة للحوار على المستويين العملي والمنطقي ، فيما يخص الهدف الإستراتيجي المُعنوَّن بـ (إنهاء) أو (دحر) الإنقلاب ، ومن وجهة نظري الشخصية فإن رؤيتهم هذه ، لا توفِّر بعد رفض الحوار سوى سيناريوهين غير واقعيين ، الأول إنتظار الإنقلاب من داخل المؤسة العسكرية وخارج محور التمكين السياسي فيها والتفاؤل بأن قائدهُ سيكون من داعمي التحوُّل الديموقراطي بما يدفعهُ لتسليم السلطة مباشرةً لحكومة مدنية ، أما السيناريو الأخير فهو إستمرار حراك الشارع الثوري إلى أن يتطوَّر و(يتحوَّر) إلى حراك مُنظَّم ومُسلّح يشتبك مع الجيش السوداني والدعم السريع وجيوش الحركات المسلحة وبقية الأجهزة النظامية وينتصر وبذلك يتم إنهاء الإنقلاب ، لا أستغرب أن تصدر مثل تلك السيناريوهات المستحيلة من لجان المقاومة بإعتبار قلة التجربة وما يلي إندفاع وحماس الشباب ، لكن ما يندهش له العُقلاء أن يكون خلف ذات الرؤى المُستحيلة أحزاب عريقة في خبرتها السياسية كالشيوعي والبعث وبقية الأطراف التي تنتهج وتتبَّنى ذات المواقف.