ضوء احمر لسعادة الشعب الأسمر

 


 

 

روح النص
(1)
نتفق جميعا او قل معظمنا أن الحكومة الحالية كجهاز اداري تنفيدي فشلت في انجاز مهام من صميم اختصاصها اي كانت مبررات هذه الحكومة او العقبات التي تعترضها سيما وان هناك مسؤوليات ومهام تحتاج فقط ‘إلى قرار وتنفيذ على ابسط مستويات التكليف .
ورغم تراكم المشاكل الموروثة من ركام وقازورات نظام الانقاذ إلا أنها فشلت في معركة النظافة واعادة الوجه المقبول لعاصمة البلاد ومدنها فشلت في ازالة الأتربة من الطرقات ورميها في الأماكن المنخفضة التي تحتجز المياه .
فشلت في تنظيم الطرقات والأسواق وأعادة النظام إلى الأماكن الرسمية وشبه الرسمية والطرقات العامة .فشلت في تحقيق الأمن وبسط الطمأنينة وأصبحت عمليات الخطف والنهب في وضح النهار بينما بعض رجال الشرطة يتفرجون كغيرهم لأن الأمر ليس محل اختصاصهم في تلك اللحظة .
فشلت في التفريق بين كفالة حقوق الانسان وحرياته وبين ضبط واحتجاز المتفلتين والنهابة الذين يهددون الأمن بين المواطنين دون أن يجرؤ احد على مواجهتهم . فشلت في إعادة هيبة الدولة في منافذ البلاد الحدودية فاصبح من حق كل من يستطيع العبور إلى الداخل ان ينصب نفسه مواطنا سودانيا دون اي إجراءات أسوة بدول العالم التي تصون الحريات وحقوق الانسان بحجة ان هؤلاء سودانيين فقط لسمرة وجوههم دون تحقق عن هوياتهم .
فشلت في أصلاح اهم منفذ حيوي وهو مطار الخرطوم الذي يزداد في كل يوم بؤسا على بؤس و تعاسة على تعاسة فبعض العاملين فيه يتعاملون
معه ومع من فيه كما يتعاملون مع مكب للحقائب أو منفذ لقادمين غير مرحب بهم . وفي نفس الوقت يصرون على البقاء وعدم اتاحة الفرصة لغيرهم باسم حق العمل في مواجهة سلطة حكومية عاجزة وسلطة ادارية داخل المطار نفسه لا تملك الوعي الكافي بواجباتها اولاتريد ان تقوم بها كماهي في كل مطارات العالم .
هذه الحكومة منشغلة فقط بالمساومات السياسية وترضيات المؤلفة قلوبهم من بعض القوى و بعض حملة السلاح الذين تحولت اسلحتهم إلى دمى بعد ان سقط منطق السلاح في العالم واصبح ضربا من الارهاب . ومنشغلة فقط بالواجبات السهلة غير الخدمية التي تمس حياة الناس مايجعلها في تناقض كبير بين طموحاتها وفتوحاتها الخارجية وواقع حياة مواطنيها المخل لاي حكومة تستشعر مسؤولياتها الأساسية .

(2)
أما مجتمعنا الأسمر الذي أصبحت العاصمة أكبر مركزا لتجمعاته وبفعل تأثيرات ومخلفات نظام الانقاذ المباد السالبة في الثقافة والسلوك والتي تضرر منها قطاع واسع من المواطنين واصبحوا جزءا منها فقد اصبح غير مباليا بماحوله البعض بات متصالحا مع الفوضى وعدم الانضباط وعدم النظافة وعدم التنظيم لعشوائيته او لسوء تفسيره لمفهوم الحرية ولعدم وجود سلطة موجهه وإعلام ارشادي يدل هؤلاء إلى معايير النظام والانضباط ويأخذ بيدهم .
فتجد التسيب في كل شيء بقصد وبدون قصد سواء في التعاطي مع الشارع العام او المؤسسات او الواجبات او الوظيفة او السلوكيات والمؤسف ان البعض بدأ بنقل هذه السلوكيات إلى بعض دول الجوار مما أساء كثيرا لصورة السودان وشعبه في الخارج .
المسؤولية اولا وأخيرا تقع على عاتق السلطة الحاكمه وان كل مانخشاه ان يتحول انبهار العالم بالسودان والسودانيين بسبب هذه المجموعات إلى احباط او خيبة أمل مما يستدعي مناقشة هذه القضايا واحدة تلو الأخرى عبر وسائل الإعلام بغرض التوجيه والإرشاد وبذر بذور التربية الوطنية بدءا من المدارس العامة وانتهاءا باجهزة الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني من أحزاب ومنظمات .

(3)
ورغم كثرة التنظير والمبادرات التي تستهلك الوقت والجهد دون عائد حقيقي على طريقة مؤتمرات حوار الانقاذ فعلى آلية مبادرة حمدوك ان تركز على قضية واحدة فقط وهي قضية التربية الوطنية لبناء جيل جديد منتمي يدرك دوره الوطني دون تقاعس او مساومات فكل القضايا الأخرى معلومة ومقتولة بحثا فقط صياغة كل ماكتب وما طرح من مبادرات في شكل توصيات أساسية او قرارات للتفيذ من قبل الحكومة فليس هناك مايحتاج الحوار طالما أن الجميع متفقون على التحول الديمقراطي عبر انتخابات حرة نزيهة برقابة دولية ونظام مدني لدولة مؤسسات تقوم فيها الحقوق بين المواطنين على التساوي دون تمييز .

(4)
ولابد من وضع معايير محددة حتى يتبين الخبيث من الطيب أهما الأيمان بقضية التحول الديمقراطي وبناء دولة المواطنة ودولة المؤسسات وسيادة القانون .
بناء جيش وطني موحد لا مجال فيه لأي استثناءات لدعم سريع او حركات مسلحة ولا يسمح هذا الجيش الوطني لأي جهة أخرى مسلحة بالتواجد داخل حدود هذا الوطن في اي بقعة من بقاعه.
بناء أجهزة أمنية على أساس الكفاءة والإلتزام الوطني وليس على أساس المحاصصات مع اي جهة قادرة على استيعاب اي سوداني مؤهل من اي جهة وان لايكون انتماءه لأي حزب او حركة محل تمييز ايجابي بل يكون مدى انتماءه الوطني وكفاءته المهنية ومؤهلة العلمي هو الأساس .
بناء اعلام قومي وطني مستقل عبر مؤسسات مهنية منضبطة باخلاقيات المهنة وأن لاتكون الصحافة والاعلام مهنة من لا مهنة له او مجال تكسب او اضرار بأمن البلاد ووحدتها.
بناء مؤسسات مدنية تقوم على الدستور والقانون ونظام قانوني مستقل لا يكون مرتعا للانتماءات السياسية بل لنصوص الدستور والقانون .
بناء دولة سودانية تعرف ابناءها وبناتها وحقوقهم بحسم فوضى المواطنة التي تعززها الحدود المفتوحة مع دول الجوار قادرة على تنظيم اوضاع الوافدين اليها واللاجئين وفق القوانين والأعراف الدولية .
بناءعلاقات خارجية على هوى مصالح الوطن وليس على اهواء الحكام ومصالحهم الضيقة.

(5)
واخيرا فقط اطالب المسؤولين والتنفيذيين الذين يترددون على الدول في زياراتهم ان يحدثوا انفسهم ولو مرة بأن يستشعروا أهمية دورهم وأن يحاولوا نقل التجارب الناجحة في النظام والنظافة والانضباط وانسياب الخدمات والمظاهر الحضارية التي يشاهدونها ويستمتعوا بها في زياراتهم إلى تلك الدول على نفقة الخزينة العامة ان ينقلوا بعضا منها إلى بلادهم خاصة حينما يعبروا مطارات تلك العواصم الأنيقة المضاءة بموظفيها المدربين المهنيين عائدين إلى بلادهم عبر مطارهم المظلم القادم من عتمة الانقاذ وفسادها ولا مبالاتهم التي تقدح في استحقاقهم لمناصبهم ومسؤولياتهم.

نقلا من صفحة الاستاذ حسن احمد الحسن على الفيس بوك

 

آراء