علي الجيش السوداني مناشدة البرهان التنحي او اجباره علي ذلك قبل فوات الاوان

 


 

محمد فضل علي
30 October, 2021

 

الجنرال المعزول عبد الفتاح البرهان حاصر نفسه قبل ان يحاصرة الشعب السوداني والعالم الخارجي وتسبب في اضرار بليغة لصورة المتبقي من جيش السودان الذي مزقة الكيزان كل ممزق خلال ثلاثين عام كانت فيها القوات المسلحة السودانية شعبة مجرد شعبة تابعة للحركة الاسلامية السودانية اشرف فيها الاسلاميين علي كل صغيرة وكبيرة في الجيش السوداني والكلية الحربية السودانية علي وجه التحديد وشؤون الضباط بما فيهم عبد الفتاح البرهان ومعظم الرتب القيادية والوسيطة وحتي الجنود والقوي الضاربة في الجيش فلم يكونو مطلقي السراح او بعيدين عن هيمنة تنظيم الاخوان.
كان العشم بعد انتصار الانتفاضة والثورة الشعبية ان يرتفع الجنرال البرهان الي مستوي الحدث ويبادر ومن معه من العسكريين غير المنتمين الي الحركة الاسلامية باعادة بناء وهيكلة القوات المسلحة السودانية قبل ان تعصف بالمتبقي منها رياح المتغيرات السياسية وتصبح هدفا للتدخلات الاجنبية المنحازة في بعضها من التي تريد سودان متسق مع اجندتها وتصوراتها البائسة التي اغرقت اقليم الشرق الاوسط في الفوضي والحروب الطائفية في زمن انتشرت فيه المقابر الجماعية التي حلت محل دول سابقة اصاب شعوبها الذل والهوان واصبحت مثل عزيز قوم ذل مثل مشهد المهاجر السوري الذي يحمل طفلة في شوارع العاصمة التركية ليبيع المناديل ليوفر لقمة العيش لاسرته والطفل السوري الذي اطل علي العالم من وسط الهدم والدمار الشامل الذي اصاب بلاده تسبقه دموعة وهو يعد بان يشكو الي الله بعد موته من كانوا السبب في مالحق بهم الي جانب التراجيديا المؤلمة التي اصبحت تميز حياة الناس في عراق الرافدين وسوريا واليمن وبعض السودانيين من الذين هاجروا بلادهم وانتهوا الي الموت غرقا في شوطئ البحار وبعضهم انتهوا معلقين علي الاسلاك الشائكة علي حدود الدول .
لقد اهال البرهان بتصرفه المعزول التراب حتي علي تاريخ التجارب الانقلابية التي شهدها السودان من قبل والتي سقطت بعد ثورات وانتفاضات شعبية وحكومات عبود ونميري التي ذهبت الي حال سبيلها بامر الشعب بعد ان وجدت من ينحاز لها من ضباط الجيش المهنيين والوطنيين هذا اذا استثنينا بيان سوار الذهب واختطاف الاسلاميين لصوت الشارع السوداني في ابريل 1985 وتفاصيل لم تري النور حتي هذه اللحظة في بلد لايوجد فيه توثيق قانوني لبعض الاحداث والوقائع الهامة والمصيرية بينما الموجود عنها مجرد تهكنات و انطباعات شخصية في بعض مجالس الونسة المنتشرة في زمن الانترنت والمعلوماتية ..
لقد ذهب عبود ونميري وتركوا من بعدهم مؤسسات دولة قومية قوية وراسخة وجيش قومي متماسك واقتصاد وعملة وطنية قوية رغم التدهور الذي اصاب اقتصاد واوضاع السودان اخريات حكم نميري .
بالنظر الي ارشيف الحكومات الانقلابية التي اسقطتها الانتفاضات والثورات الشعبية في السودان قد يجد بعض انصارها او البعض من عامة الناس مايدعو الي التفاخر بتلك الانظمة والازمنة والفترات التي مضت من تاريخ السودان .
ان مشهد الجنرال البرهان المنتشر وهو جالس علي المنصة الفاخرة يحيط به نفر من الناس من مجهولي الهوية يتحدثون بلغة غريبة وكانهم قد هبطوا من كوكب اخر عن مستقبل السودان وتصورهم لمرحلة مابعد حكومة عبد الله حمدوك والجنرال البائس يستمع اليهم ويتبادل معهم الابتسامات الباهتة تعتبر جرس انذار حقيقي لما يمكن ان يحدث في السودان في الساعات القليلة القادمة في ظل اجماع شعبي غير مسبوق في تاريخ الدولة السودانية المعاصرة مدعوم بارادة دولية قادرة علي التاثير في مجريات الامور بطريقة تسقط عشرات الانظمة وليس نظام الامر الواقع في ظل الفراغ العدمي الذي ادخل فيه الجنرال البرهان ومن معه السودان.
نتمني ان يبادر الجنرال البرهان منعا للفتنة والاضطراب العظيم الذي ينتظر البلاد بالتنحي بصورة سلمية احتراما لارادة الشعب وللجيش السوداني وان يفسح المجال لمن يملكون القدرة علي تقدير المواقف في المتبقي من جيش السودان وان يذهب الي حال سبيلة بطريقة سلمية قبل انفلات الاوضاع وقبل ان يصبح السودان مسرحا لتدخلات اجنبية غير مسبوقة علي خلفية الفوضي وانتشار العنف والقتل وسيل انهر من الدماء سيتحمل مسؤوليتها امام الله في الدنيا والاخرة.
او بالعدم نتمني ان يبادر من يأنس في نفسه القدرة في الجيش والقوات المسلحة بتنحية البرهان والحفاظ علي وحدة وتماسك الجيش السوداني واجهزة الامن الاخري والانخراط في مفاوضات عاجلة مع القوي الوطنية والسياسية للتفاكر حول مستقبل البلاد حتي تتراجع جحافل التدخلات الاجنبية الغير حميدة في اغلبها وان كانت قد وجدت القبول والترحيب عبر تجاوبها مع صيحات مشروعة من اغلبية السودانيين في الشارع السوداني .

 

آراء