عندما تتخلي الحركات عن انسانها..

 


 

صفاء الفحل
16 September, 2024

 

عصب الشارع

صفاء الفحل

لا أحد يمكنه الجزم بمن هو المنتصر أو الخاسر خلال معارك الفاشر ، وما نعرفه أن المواطن البسيط هو وحده الخاسر رغم أن نهاية تلك المعارك قد تمثل الكثير من المتغيرات فالأخبار المتضاربة التي ترد في كل لحظة من طرفي القتال تجعل الرؤية معتمة والوضع كما هو هجوم وضغط من الدعم السريع الذي يتوغل تدريجياً داخل المدينة مع دفاع مستميت من القليل من القوات المسلحة والمليشيات التابعة لها على إعتبار أنها معركة حياة أو موت بالنسبة لهم مع محاولات من طيران حكومة بورتكوز لإنقاذ الموقف من خلال الإسقاط الجوي أو الضربات التي تصيب مرة وتخطيء ألف مرة لإعتماده على إحداثيات وحدته داخل المدينة والتي ترفعها وهي لا تستطيع تدارك المتغيرات التي تحدث داخل أرض المعركة في كل لحظة .
ويبدو أن تلك الحرب الدائرة هناك دخلت مرحلة مروعة من القتال والتصعيد المعلن من الطرفين غير آبهين بكل النداءات المحلية والدولية بالمعاناة التي يعيشها البسطاء من جوع وتشرد ومرض وما يحدث بالمدينة اليوم دليل قاطع بأن طرفي الحرب لا يهمهم من كل مايجري سوي تحقيق نصر حتي ولو مات كل المدنيين داخلها ، فالمدينة تعني الكثير بالنسبة للطرفين فالحكومة الانقلابية تمثل بالنسبة لها ورقة ضغط على المجتمع الدولي مع التخوف من إنسحاب قوات جبريل ومناوي من المعارك بالخرطوم ومناطق الوسط أما سقوطها في أيدي الدعم السريع يعني استلامهم لكافة ولايات الغرب مما يعني اولا أن وجود شيخ جبريل ومناوي وغيرهم من زعماء المليشيات المتمردة والكيزان والارزقية الداعمين لهم ببورتكوز لامعني له بعد أصبحوا عمد بلا أطيان ومن المفترض أن يتبع ذلك قرارات بإبعادهم عن مركز القرار والدخول في مفاوضات سلام وهو القرار الصعب الذي تحاول اللجنة الأمنية تجنبه .
والمتأمل للوضع الغريب أن قيادة حركات الغرب المتمردة والتي تحارب إلى جانب القوات المسلحة والمليشيات الكيزانية بالخرطوم والوسط مازالت متمسكة بالتواجد في تلك المناطق ولا تنتظر المعارك التي تجري في الغرب بخوف أو توجس بفقدان مكانتها أو موقعها الطبيعي قيادات كانت حتى وقت قريب تتبنى الدفاع عن إنسان الغرب وقد دخلت إتفاق جوبا من هذا الباب الذي تنفض يديها عنه اليوم وتتمسك بوجودها كجزء من الحكومة الإنقلابية في بحث واضح عن الثروة بعد تخليها عن كافة المباديء التي كانت تنادي بها بينما كان من المفترض أن تكون هي أول من ينادي بالسلام والبحث عنه إن لم يكن من اجل إنسان البلاد بصورة عامة فمن أجل إنسان دارفور الذي يعيش أكبر معاناة في التاريخ المعاصر.
الحرب التي ستكتب لها النهاية دون شك عاجلا أو آجلا كشفت الكثير من الوجوه المتدثرة بثوب الوطنية من دعم سريع وقيادات إنقلابية داخل القوات المسلحة وكيزان بالإضافة إلي الحركات الدارفورية والتي وضح بأنها كانت تبحث عن السلطة والثراء علي حساب أشلاء أبناء تلك المنطقة وكشفت الغطاء عن كل من كان يتدثر بثوب الوطنية الخادع ورغم مرارتها وقسوتها والثمن الباهظ الذي دفعه الشعب السوداني المغلوب علي أمره فقد فتحت الباب علي مصراعيه لصناعة سودان جديد بعيدا عن الخداع والأكاذيب .
والثورة مستمرة ولن تتوقف ..
والقصاص آت لامناص ..
والرحمة والخلود للشهداء ..
الجريدة

 

آراء