عند ملتقي النليين .. بعيداً عن المنحني … بقلم: معاوية جمال الدين

 


 

 

moawia _gamaleldin@hot mail.com

" أعتقد ان ناس أمدرمان هم الذين عملوا النسيج الحضاري الجميل الذي تمثله مدينة أمدرمان . الطيب صالح جريدة الخرطوم 10/2/1995م " .

في فبراير من العام الماضي أسلم الطيب صالح الروح في لندن ودفن في أمدرمان ، عجيب ! .

أنظر الي النهر يرتد وراء ، فالطيب صالح ولد عند منحني النيلين في الشمال ، ولكنه دفن قريباً من ملتقي النيل ، فكأن المشهد إعلان بفراق عن مصير بطله الأشهر مصطفي سعيد الذي غرق في النهر المتجه شمالاً كما لو أنه يؤكد حتمية الهجرة الي الشمال في الحياة وفي الممات .

" أنا أُقسّم العالم الي نوعين : ناس السطلة وناس المحبة ، الطيب صالح جريدة الخرطوم 1/2/1995م " .

يقول الطيب صالح في روايته "مريود" التي "كتبتها بصفاء شديد وهي الأقرب الي قلبي . جريدة الخرطوم 19/6/1993م " .

" الإنسان يا محيميد .... الحياة يا محيميد ما فيها غير حاجتين اتنين .. الصداقة والمحبة ما تقول لي لا حسب ولا نسب ، لا جاه ولامال .... ابن آدم اذا ترك الدنيا وعنده ثقة إنسان واحد يكون كسبان " .

واذن ، هي فلسفته في الحياة : المحبة ولاشئ غير المحبة ، ألم يكن ابداعه كله أنشودة عذبة للمحبة ؟ .

وهذا خياره : ان يكون ذا تاثير في الناس بفنه ، وهو العليم ان "ناس السلطة" الي زوال ، وان التعفف عن اتنهاز الفرص هو الذي يُبقي  الجبين مرفوعاً ، لكم دينكم ولي دين .

في العام الماضي ، إنشقت أرض أمدرمان لتستقبل الطيب صالح في حنو ليبدأ أولي خطواته في معراجه نحو الخلود ، قاب قوسين أو أدني من النيل ملهم فكرة الخلود .

 

آراء