في الدفاع عن بركة ساكن

 


 

جعفر خضر
18 June, 2024

 

جعفر خضر

هاجم كثيرون الأديب الكبير الأستاذ عبد العزيز بركة ساكن بخصوص منشوره، على الفيسبوك، الذي حمل فيه الجنجويد وقوى الحرية والتغيير (قحت) مسؤولية الدماء الكثيرة التي سالت في هذه الحرب.
ان بركة ساكن من أكثر الكتاب الذين اخلصوا للكتابة الإبداعية، لذلك هو من اغزرهم انتاجا. وقد ترجمت رواياته للكثير من لغات العالم، فأصبح وجها مشرقا لوطننا السودان.
للأسف فقد خلط البعض بين الأعمال الإبداعية لبركة ساكن وبين موقفه السياسي. وافقدوا الأعمال الأدبية قيمتها، بمجرد ان اتخذ الكاتب موقفا سياسيا مغايرا لهم. ولعمري فإن هذا سلوك صبياني ينم عن جهل.
ويفترض بعض آخر أن ليس من حق الاديب ان يكون له راي في قضايا وطنه المصيرية، وهذه مصادرة لحرية الكاتب، لا يمكن تبريرها. إن الكتابة، وخصوصا الابداعية، لا ينتجها إلا الأحرار.
إن الذين يمكن مناقشتهم في هذا السجال، هم الذين يختلفون مع بركة في رأيه، دون ان يقيّموا الأدب على أساس موقف الكاتب السياسي، ودون ان يصادروا حريته في التعبير.
لا اظن ان هنالك عنزتين تختلفان في مسؤولية مليشيا الجنجويد عن الدماء التي سالت في حرب ابريل 2023 والمستمرة حتى الآن.
إن الذين يستنكرون على بركة عدم ذكر الكيزان في منشوره - يتناسون ان مليشيا الجنجويد كيزانية بحتة، صنعها الكيزان ويقودها الآن الكيزان. وانهم بتناسي نسب الجنجويد للكيزان، انما يقدمون لهم خدمة كبرى، بتبرئتهم من هذا الشيطان الرجيم الذي صنعوه بايديهم.
أما الذين يستنكرون تحميل قحت المسؤولية فلهم حق الاختلاف، ولكن يجب ألا يجرموا رأي بركة.
فإذا افترضنا أننا متفقون على ان الجنجويد يتحملون المسؤولية الكبرى عن إراقة هذه الدماء، فإن انحياز قحت للجنجويد يدخلها في دائره المسؤولية. وإن القول بانحياز قحت (تقدم) للجنجويد، لم يقله بعض المختلفين مع قحت فحسب، وإنما قاله أيضا حزب الأمة أكبر احزاب تحالف قحت وتقدم. وظهر هذا الانحياز في إفادات بعض قيادات تقدم التي أدلوا بها للإعلام.
ومن ناحية أخرى فإن البعض يحملنا نحن الذين ندعوا للمقاومة المسلحة لصد الجنجويد وحماية المدنيين - يحملنا مسؤولية إراقة الدماء. ويقولون كان من الافضل أن تنصحوا أهل القرى والمدن بألا يقاوموا الجنجويد حتى يحافظوا على دمائهم، وليتركوا لهم أموالهم وممتلكاتهم (وربما اعراضهم). والأعوج راي والعديل راي.
إن عبد العزيز لم يطلق الكلام على عواهنه، وإنما استند رأيه على حيثيات.

gafar.khidir70@gmail.com

 

آراء