في الندوة الثالثة لمجموعة (حداك) للصحة النفسية: د. عبدالله علي ابراهيم ينتقد تأسيس التعليم في السودان ويصف الطلاب بـ(المبشرين)
متابعة: خالد ابواحمد
انتقد د. عبدالله علي ابراهيم الكاتب السياسي والأكاديمي المعروف البروفسيور في التاريخ الافريقي والإسلامي بجامعة ميسوري الامريكية البدايات المُؤسّسة الأولى للتعليم في السودان، كما انتقد غياب عِلم الاجتماع في كل الأحداث المصيرية والصعبة التي مرت بها البلاد، متطرقا إلى ما اسماه "الصفوة السياسية السودانية وانفصالها عن المجتمع"، مشيرا في ذلك إلى خطورة الاستبداد اللغوي والنهج الاستعلائي التعسفي وتاثيره الكبير والواضح على المجتمع.
جاء ذلك في الحلقة النقاشية التي أقامتها مجموعة (حداك) للصحة النفسية بعنوان (نحو بناء مجتمع يسع الجميع- اضرار الإقصاء والإنفصال على الفرد والمجتمع) يوم الأحد الماضي 24 أبريل وتم بثها على مباشر على (الفيس بوك)، وشارك فيها كل من د. منال صالح مستشارة نفسية، ود. محمد البشير اخصائية باطنية ومعالج نفسي، وعُلا محمد علي معالجة نفسية، وحسن فضل مقدم بودكاست.
وأوضح د. عبدالله علي ابراهيم " أن الصفوة السياسية المجتمعية وخريجي المدارس (بخت الرضا) قد انفصلوا عن المجتمع بمنهجية وليس لهم خيار فيها، ومنذ أن دخلت المدرسة التي صممها الاستعمار لبخت الرضا انت لم تعد سوداني، المجتمع في نظرك متخلف امي وظلامي، هذا الذي تعلمه السودانيين من بخت الرضا ومن غيرها، هذا التعليم أخرج منتوج خطير".
وأضاف " إن المستمر الانجليزي ليس غافل عن ثقافة الشعب السوداني فهو لم يأتي إلا لفرض ثقافته بقوة الاحتلال لذلك انشئ مدارس تلبي توجهاته الاستعمارية، وفي نظري أن الطالب الذي درس في هذه المدارس ليس طالب بل مبشر لقيم الاستعمار، فيأخذ الطالب ما تعلمه إلى مجتمعه ليس بغرض دراسته ومعرفة مكامن القوة والضعف فيه، وبالتالي معرفة الاشكالات والسبل الكفيلة بحلها، لكن الطالب يذهب للمجتمع ليعمل على تغيره وفق ما تعلم من المدرسة، التي اقنعته بأن المجتمع الذي هو فرد منه ضعيف ومتخلف وفقير في الثقافة وفي المعرفة".
وأشار البروفسيور في التاريخ الافريقي والإسلامي بجامعة ميسوري الامريكية عبدالله علي ابراهيم إلى أنه وصف المدرسة السودانية بـ"خضراء الدِمن"، وهي "المرأة الحسناء في منبت السوء"، فالانجليز كانوا يرون أن البيئة السودانية "متسخة وسيئة"، لذلك هم جاءوا للسودان لتغيير مجتمعنا بأدواتهم التعليمية والثقافية، هذه نقطة جوهرية في نظري لأننا غير مهتمين بالمجتمع ولذلك لم ينشئ علم اجتماع لدينا ولا توجد ظاهرة ننقاشها على انها مجتمعية، اعتقد أن مجتمعنا يحتاج تجديد وإعادة صياغة"،مضيفا بقوله " كنا نعرف أن المستعمر له اهدافا اقتصادية يعمل على تحقيقها من خلال استحوازه على القطن وغيره، لكن لم نكن ندري انه جاء مبشرا بثقافته ويريد تغيير ثقافة مجتمعنا.
ويرجع الدكتور عبدالله علي ابراهيم تأثير التعليم الاستعماري إلى تبني الممارسة السياسية في السودان للايدلوجيات، وضرب بذلك مثلا بنظام مايو جعفر نميري الذي جاء بمفاهيم التقدم، و(الاخوان المسلمون) بالمشروع الإسلامي..إلخ، ونتيجة ذلك فإن كل من جاء للحُكم يعتقد بأنه يملك مشروعا كبيرا لإستنقاذ السودانيين من تخلفهم وجهلهم وفقرهم المعرفي والثقافي.
لمشاهدة الحلقة النقاشية- الرابط
https://cutt.us/li2Ix
الجدير بالذكر أن (حداك) هي مجموعة السودانيين العاملين في الخارج في مجال الصحة النفسية تكونت بهدف تقديم الدعم النفسي للمواطن السوداني كاستجابة لتداعيات الحراك الثوري في السودان، وذلك من خلال توفير الاستشارات والمنشورات التوعوية المتخصصة في الصحة النفسية ومن ضمن اهدافها ايضا:
التواصل مع السودانيين العاملين في مجال الصحة النفسية داخل السودان لتقديم الدعم النفسي و الحماية من الارهاق النفسي والاحتراق الوظيفي وذلك من خلال ورش العمل الهادفة الي مناقشة افضل الممارسات وتبادل الخبرات مع الجهات المختصة لتقدم الدعم النفسي.
للمجموعة العديد من الخدمات:
استشارات فردية
تقدم حداك استشارات فردية لأي شخص مقيم في السودان محتاج للتحدث مع مختص لفهم احتياجاته النفسية. تقدم الإستشارة عن بعد، عبر WhatsApp مثلاً، لمدة اقصاها ساعة. يقوم المختص خلالها بسماعك وفهم احتياجك وإقتراح خدمات في منطقتك إذا إستدعى الأمر.
دعم وتطوير مجال الصحة النفسية
توفر حداك مساحة للعاملين في مجال الصحة النفسية في السودان بهدف توفير الدعم، الحماية من الإرهاق النفسي والاحتراق الوظيفي، وتبادل الخبرات. تقوم حداك بتقديم دورات تدريبية ودعم الزملاء حسب الإحتياج.
الموقع الالكتروني للمجموعة
https://7adakmabarak.wixsite.com/website
khssen@gmail.com
///////////////////////////
انتقد د. عبدالله علي ابراهيم الكاتب السياسي والأكاديمي المعروف البروفسيور في التاريخ الافريقي والإسلامي بجامعة ميسوري الامريكية البدايات المُؤسّسة الأولى للتعليم في السودان، كما انتقد غياب عِلم الاجتماع في كل الأحداث المصيرية والصعبة التي مرت بها البلاد، متطرقا إلى ما اسماه "الصفوة السياسية السودانية وانفصالها عن المجتمع"، مشيرا في ذلك إلى خطورة الاستبداد اللغوي والنهج الاستعلائي التعسفي وتاثيره الكبير والواضح على المجتمع.
جاء ذلك في الحلقة النقاشية التي أقامتها مجموعة (حداك) للصحة النفسية بعنوان (نحو بناء مجتمع يسع الجميع- اضرار الإقصاء والإنفصال على الفرد والمجتمع) يوم الأحد الماضي 24 أبريل وتم بثها على مباشر على (الفيس بوك)، وشارك فيها كل من د. منال صالح مستشارة نفسية، ود. محمد البشير اخصائية باطنية ومعالج نفسي، وعُلا محمد علي معالجة نفسية، وحسن فضل مقدم بودكاست.
وأوضح د. عبدالله علي ابراهيم " أن الصفوة السياسية المجتمعية وخريجي المدارس (بخت الرضا) قد انفصلوا عن المجتمع بمنهجية وليس لهم خيار فيها، ومنذ أن دخلت المدرسة التي صممها الاستعمار لبخت الرضا انت لم تعد سوداني، المجتمع في نظرك متخلف امي وظلامي، هذا الذي تعلمه السودانيين من بخت الرضا ومن غيرها، هذا التعليم أخرج منتوج خطير".
وأضاف " إن المستمر الانجليزي ليس غافل عن ثقافة الشعب السوداني فهو لم يأتي إلا لفرض ثقافته بقوة الاحتلال لذلك انشئ مدارس تلبي توجهاته الاستعمارية، وفي نظري أن الطالب الذي درس في هذه المدارس ليس طالب بل مبشر لقيم الاستعمار، فيأخذ الطالب ما تعلمه إلى مجتمعه ليس بغرض دراسته ومعرفة مكامن القوة والضعف فيه، وبالتالي معرفة الاشكالات والسبل الكفيلة بحلها، لكن الطالب يذهب للمجتمع ليعمل على تغيره وفق ما تعلم من المدرسة، التي اقنعته بأن المجتمع الذي هو فرد منه ضعيف ومتخلف وفقير في الثقافة وفي المعرفة".
وأشار البروفسيور في التاريخ الافريقي والإسلامي بجامعة ميسوري الامريكية عبدالله علي ابراهيم إلى أنه وصف المدرسة السودانية بـ"خضراء الدِمن"، وهي "المرأة الحسناء في منبت السوء"، فالانجليز كانوا يرون أن البيئة السودانية "متسخة وسيئة"، لذلك هم جاءوا للسودان لتغيير مجتمعنا بأدواتهم التعليمية والثقافية، هذه نقطة جوهرية في نظري لأننا غير مهتمين بالمجتمع ولذلك لم ينشئ علم اجتماع لدينا ولا توجد ظاهرة ننقاشها على انها مجتمعية، اعتقد أن مجتمعنا يحتاج تجديد وإعادة صياغة"،مضيفا بقوله " كنا نعرف أن المستعمر له اهدافا اقتصادية يعمل على تحقيقها من خلال استحوازه على القطن وغيره، لكن لم نكن ندري انه جاء مبشرا بثقافته ويريد تغيير ثقافة مجتمعنا.
ويرجع الدكتور عبدالله علي ابراهيم تأثير التعليم الاستعماري إلى تبني الممارسة السياسية في السودان للايدلوجيات، وضرب بذلك مثلا بنظام مايو جعفر نميري الذي جاء بمفاهيم التقدم، و(الاخوان المسلمون) بالمشروع الإسلامي..إلخ، ونتيجة ذلك فإن كل من جاء للحُكم يعتقد بأنه يملك مشروعا كبيرا لإستنقاذ السودانيين من تخلفهم وجهلهم وفقرهم المعرفي والثقافي.
لمشاهدة الحلقة النقاشية- الرابط
https://cutt.us/li2Ix
الجدير بالذكر أن (حداك) هي مجموعة السودانيين العاملين في الخارج في مجال الصحة النفسية تكونت بهدف تقديم الدعم النفسي للمواطن السوداني كاستجابة لتداعيات الحراك الثوري في السودان، وذلك من خلال توفير الاستشارات والمنشورات التوعوية المتخصصة في الصحة النفسية ومن ضمن اهدافها ايضا:
التواصل مع السودانيين العاملين في مجال الصحة النفسية داخل السودان لتقديم الدعم النفسي و الحماية من الارهاق النفسي والاحتراق الوظيفي وذلك من خلال ورش العمل الهادفة الي مناقشة افضل الممارسات وتبادل الخبرات مع الجهات المختصة لتقدم الدعم النفسي.
للمجموعة العديد من الخدمات:
استشارات فردية
تقدم حداك استشارات فردية لأي شخص مقيم في السودان محتاج للتحدث مع مختص لفهم احتياجاته النفسية. تقدم الإستشارة عن بعد، عبر WhatsApp مثلاً، لمدة اقصاها ساعة. يقوم المختص خلالها بسماعك وفهم احتياجك وإقتراح خدمات في منطقتك إذا إستدعى الأمر.
دعم وتطوير مجال الصحة النفسية
توفر حداك مساحة للعاملين في مجال الصحة النفسية في السودان بهدف توفير الدعم، الحماية من الإرهاق النفسي والاحتراق الوظيفي، وتبادل الخبرات. تقوم حداك بتقديم دورات تدريبية ودعم الزملاء حسب الإحتياج.
الموقع الالكتروني للمجموعة
https://7adakmabarak.wixsite.com/website
khssen@gmail.com
///////////////////////////