في وداع مونديال قطر.. وحدة كونية وآمال عراض
إستيفن شانج
18 December, 2022
18 December, 2022
إذا قال لك أحدهم إن فرنسا ستفوز على الأرجنتين في نهائي (مونديال فيفا قطر ٢٠٢٢م) فهو محق، وإذا قال آخر إن الأرجنتين هي من ستسحق فرنسا وتبدد أحلامها بحمل كأس العالم توالياً، فهو محق أيضاً. لكن الفائز الحقيقي في هذه التظاهرة العالمية هو قطر قيادةً وشعباَ، قطر التي جمعت ووحدت البشرية على أرضها رغم مرارة الشتات والتيه والتشظي في عصر يموج بالحروب والكوارث والأحزان والجراحات وتغول الإنسان على الطبيعة وتدميره لبيئة الكرة الأرضية.
كلا المنتخبين لديهما الحظوظ نفسها وذات الأدوات اللازمة للتتويج والصعود على منصة المجد، ذلك أن ما يمتلكان من عناصر هجومية - لديها السرعة والمهارة في التهديف نحو المرمى وخط وسط يجيد ربط المقدمة الهجومية الكاسحة بالقبة الحديدية الدفاعية، - كفيلة بأن يمضيان إلى أكثر مما ذهبنا إليه.
فما الذي يمكن أن يحدث إذاً؟
إن للأرجنتين دافعاً قوياً لأن تستبسل كتيبتها لآخر دقيقة في المبارة، فقد مضت ثلاثة عقود ونيف منذ أن حمل الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا كأس الذهب في مكسيكو سيتي، وبعدها دخلت الأرجنتين في صيام طويل وبيات شتوي قاسي على الرغم من إنجابها أحد أفضل من عرفتهم ملاعب كرة القدم العالمية. وهو النجم الخلوق ليونيل ميسي. ومن جانب فرنسا (مهد الثورة السياسية والثقافية والفكرية والعلمية)، فإن التاريخ وحده كفيل بالإجابة، وكيف لا وقد ضربت المثل الأعلى في التمازَج الكوني بين الأعراق وإتخذت لنفسها سبيل إعلاء قيمة الإنسان!!
لقد أيقظ المونديال القطري في النفوس المتطلعة الى مستقبل أكثر إشراقاً لهذا العالم، الأمل والتفاؤل وأنه بالإمكان أن تلتقي الشعوب في بؤرة جامعة وعلى مبدأ مشترك ولو كان بالون من الجلد مملوء بالهواء لا يتعدى ورنه رطلاً واحداً توسعها الأقدام ركلاً لأجل صنع سعادة مفقودة في قلوب الجماهير. .
اليوم سينسدل الستار على هذا العرس العالمي الإستثنائي لتبقى الذكريات الجميلة واللحظات السعيدة والإنفعالات المتناقضة في المدرجات وأمام شاشات التلفاز ودموع الحزن والفرح التي سُكِبت في ملاعب الدوحة الجميلة.
إنقضى شهر من الإثارة َ والمتعة والجمال بحضرة قطر للخير.. وقطر حريّ بها أن تفخر (بتميمها) الهمام وشعبها المضياف وأرضها الطيبة.
إنفض سامر الضيوف وفي النفوس بقايا من الأحلام والآمال بعودةٍ وشيكةٍ، مستثمراً أو عاملاً أو سائحا.
*********************
الخرطوم ١٨ ديسمبر ٢٠٢٢م
stephone1258@hotmail.com
كلا المنتخبين لديهما الحظوظ نفسها وذات الأدوات اللازمة للتتويج والصعود على منصة المجد، ذلك أن ما يمتلكان من عناصر هجومية - لديها السرعة والمهارة في التهديف نحو المرمى وخط وسط يجيد ربط المقدمة الهجومية الكاسحة بالقبة الحديدية الدفاعية، - كفيلة بأن يمضيان إلى أكثر مما ذهبنا إليه.
فما الذي يمكن أن يحدث إذاً؟
إن للأرجنتين دافعاً قوياً لأن تستبسل كتيبتها لآخر دقيقة في المبارة، فقد مضت ثلاثة عقود ونيف منذ أن حمل الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا كأس الذهب في مكسيكو سيتي، وبعدها دخلت الأرجنتين في صيام طويل وبيات شتوي قاسي على الرغم من إنجابها أحد أفضل من عرفتهم ملاعب كرة القدم العالمية. وهو النجم الخلوق ليونيل ميسي. ومن جانب فرنسا (مهد الثورة السياسية والثقافية والفكرية والعلمية)، فإن التاريخ وحده كفيل بالإجابة، وكيف لا وقد ضربت المثل الأعلى في التمازَج الكوني بين الأعراق وإتخذت لنفسها سبيل إعلاء قيمة الإنسان!!
لقد أيقظ المونديال القطري في النفوس المتطلعة الى مستقبل أكثر إشراقاً لهذا العالم، الأمل والتفاؤل وأنه بالإمكان أن تلتقي الشعوب في بؤرة جامعة وعلى مبدأ مشترك ولو كان بالون من الجلد مملوء بالهواء لا يتعدى ورنه رطلاً واحداً توسعها الأقدام ركلاً لأجل صنع سعادة مفقودة في قلوب الجماهير. .
اليوم سينسدل الستار على هذا العرس العالمي الإستثنائي لتبقى الذكريات الجميلة واللحظات السعيدة والإنفعالات المتناقضة في المدرجات وأمام شاشات التلفاز ودموع الحزن والفرح التي سُكِبت في ملاعب الدوحة الجميلة.
إنقضى شهر من الإثارة َ والمتعة والجمال بحضرة قطر للخير.. وقطر حريّ بها أن تفخر (بتميمها) الهمام وشعبها المضياف وأرضها الطيبة.
إنفض سامر الضيوف وفي النفوس بقايا من الأحلام والآمال بعودةٍ وشيكةٍ، مستثمراً أو عاملاً أو سائحا.
*********************
الخرطوم ١٨ ديسمبر ٢٠٢٢م
stephone1258@hotmail.com