قدسية الثورة والدفاع عنها بصمود الشباب وشموخ الاعتصام

 


 

 

 

يشد الناس الرحال عبر المحيطات والبحار والفيافي بوسائل المواصلات المختلفة للوصول الى مكان يروي عطشهم بقدسية مكان يشفي القلوب ويزيدهم ايماناً بروحانية ايمانية حباهم الله بها ،،،، ولأهل السودان هذه الأيام قدسية خاصة بالسفر والترحال في العاصمة السودانية وأقاليم السودان والأطراف البعيدة حيث يتوافد الناس من كل صوب بايمان صادق ويقين ثابت بحب الوطن وترابه وشعبه قاصدين ساحة الاعتصام في ميدان القوات المسلحة والمئات منهم سيراً على الأقدام رجال ونساء وشباب وشابات والاسرة كاملة حاملين زاد الطريق والماء ليستقر بهم المقام في الساحة المقدسة التي جمعت القلوب قبل الأجساد وتتوحد هتافاتهم مع المعتصمين مع تبدُل الوجوه المُشرقة التي يجمعها الهدف الأوحد بازالة النظام البائد بكل أشكاله واقامة الدولة المدنية وعودة الحياة التي خربها أعداء الشعوب الانقاذ الوهم والاسلام السياسي النفاق والسرقة والتوجه الحضاري الانحطاط وسوء الخلق ويتجمع المعتصمون لأداء الصلوات خالصة لوجه الله والثقة مطلقة لتحقيق الهدف باذن الله. والثوارعلى قلب رجل واحد وقد نظموا أنفسهم وتقاسموا المسؤوليات بينهم بوحدات علاجية وصحة البيئة والنظافة والغذاء وتجهيز مواقع الراحة للشباب والشابات في توزيع طابعه شرع الله الذي تلاعب به الكيزان وبقاياهم الخربة والقبيحة.

نعم هذا هو المشهد الذي يتكرر يوميا والناس في شوق للمتابعة بالعين المجردة وعبر وسائل الفضائيات والتواصل الاجتماعي . والذي أصبح فيه الاعتصام مزاراً لجماهير شعبنا لاستنشاق رحيق الحرية والانعتاق على الرغم من المخلفات السلبية التي تركها النظام البائد من أزمات في الغذاء والوقود وانقطاع التيار الكهربائي والغلاء الطاحن ،، الا أن الأمل معقود بالنصر المبين بحول الله طالما اصرار الناس لتكملة المسيرة بخلع النظام من جذوره وأعوانه من أنصاف الرجال وفي كل المواقع المدنية والعسكرية والدينية والحياتية. أجل ، ما أروع هذا المشهد العظيم الذي يعطي رسالة للعالم والشعوب المغلوب على أمرها بأن الخلاص قادم من أباطرة وقراصنة الحكم الجائر وسوف يظل اعتصاماً باقياً مقدساً وشامخاً حتى تحقيق الأهداف والاستجابة للمطالب المشروعة.

أقسم الثوار أن الاعتصام أصبح السلاح الذي يهُد الجبال ويزيل المرتجفين في الداخل والخارج الذين ينالون بما آتصفوا به من سوء الخلق والانحطاط الذي أصبح صفة لهم ،، والمعتصمون يمثلون الشرف الأعلى للأمة السودانية ولن تنالهم أقاويل السفهاء بغرض احداث تفلتات رخيصة صادرة من بقايا النظام التي لا تزال تمرح في شوارع الخرطوم وبعضها يعتلى المساجد خراباً ونميمة ،، بل تزيد هذه الشوامخ الشبابية من هذه السواقط الا ايماناً وقوة وعُلواً للثورة المقدسة والشريفة بشبابها وشاباتها ،،هذه القوة الشبابية التي أصبحت صاحبة الريادة المطلقة في مسار الثورة فهي التي توجه ولا تقبل بأنصاف الحلول بعد الفترة النضالية لثورة ديسمبر و6 أبريل ،، لا للأجهزة الأمنية فقط حتي لقيادة النضال الوطني لقوى الحرية والتغيير ،، وهي صاحبة الصوت العالي على الذين يتطاولون على مسيرتها فتصريح من السيسي على الرغم من أنه كان يتحدث باسم للاتحاد الأفريقي بوصفه رئئيس لهذه الدورة أعادوه الى رشده بمظاهرات حاشدة ،، وتطاول من الأمارات العربية المتحدة آخر ردوا عليه بمظاهرات صاخبة أخرصت الألسن.

وتتسابق الكلمات والحروف والرفاق يتحاورون من المجلس الانتقالي العسكري وقوى الحرية والتغيير في مطاولات تدعو للشك والريبة وأبناء الثورة يكتون بنيران الصيف على الرغم من مبادرات الخيرين بتوزيع الخيام لكن الذي يهمهم الوصول لسقف المطالب بدولة مدنية ومن حولهم أعداء الشعوب من طموحات السياسيين الحزبيين الذين اعتادوا على جني الثمار وسرقة الثورات ويساعدهم في ذلك خفافيش الظلام من الوصولين الذين عاشوا فساداً مع الحكم المباد ثلاثين عاماً من بقايا المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي والذين ظلوا خُداما لحكم ظالم ليجدوا لهم مكاناً وسط صفوف الشرفاء في مواقع الاعتصام ومن الغريب حقاً أنهم واهمون ويصدقون أنفسهم بالكذب والنفاق ويظنون أن الناس سوف تنسي فذاكرة الشعب السوداني قوية وذاكرة الشباب والشابات حاضرة في ميدان الاعتصام وفي المدن والأحياء وقادرة على كشفهم وتعريتهم هم وأمثالهم ،،، وعلى المجلس العسكري أن يعلم أن الثورة ماضية في طريقها سلمية ومدنية بعد أن أصبحوا شركاء فيها حماة ً ومناصرين لها ولا يشرف قادة الجيش انحرافة لهذه الفئات المنحرفة والمضللة والسارقة من الحكم المباد ، والطريق الأوحد أمام الأجهزة الأمنة الانحياز الكامل لابادة النظام البائد من الخارطة السياسية ومحاكمة الحرامية والمجرمين الذين قتلوا وشردوا وعذبوا الالاف في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان والشرق والشمال وحرموا الناس على مستوى القطر كله من أبسط متطلبات الحياة الكريمة. محاكمات عاجلة لجرائم نظام الكيزان الدامي وجرائمه .

سؤال مطروح للجميع من المستفيد من هذه المطاولات في التحاور وتبادل الرسائل المكتوبة والكلامية ؟ ألا يعلم قادة الحرية والتغيير وبصفة خاصة تجمع المهنيين أن بقايا النظام المباد تمارس ألاعيبها ومؤامراتها القذرة لاحياء النظام المباد دون رقابة او قوة تسكتها وتردها الى الحضيض الذي وصلت اليه ؟ ألا يعلم قادة الجيش والدعم السريع أن الذين يتهامسون لاجهاض الثورة هم خطراً عليهم ولا أمان لهم وهم يملكون مفاصل في الدولة العميقة للفساد ولهم الأزرع التي في مقدرتها ممارسة الفتنة والشقاق لتحريف مسار الثورة والنيل من وقفة القوات المسلحة والدعم السريع المشرفة مع الثورة ؟

كفى وكفى تحاور ومطاولات فاثورة أهدافها واضحة وقد خطتها وبهرتها ورسمتها بالدم والدموع وباسماء الشهداء الذين سقطوا على مذبح الحرية الخالدة فليتفق المتحاورون هذا الأسبوع على كلمة سواء للدولة المدنية ، وهو ليس رجاء من من شباب وشابات الاعتصام انما أمراً واجب التنفيذ والا عاد الشعار تسقط بس حاضراً ليفكر الناس بعقولهم ومن يلعب على الوقت فهو خاسر أما الذين يتلاعبون بالألفاظ من داخل قوى الحرية والتغير فعليهم الرجوع الى الرشد والالتفاق على القوى التي جمعت شعب السودان بعزل النظام المباد وفي الطريق لكنس مفاصله واعادة أموال الشعب المسروقة من الخارج والداخل وبشفافية مطلقة ،، أما بقايا الننظام فعليهم أن يراجعوا أنفسهم ليعلموا أن ذاكرة الشعب السوداني قوية وقادرة على كشف معيباته مهمه كانت قوتها ،،، وعلى الأجهزة العدلية أن تعمل بصورة عاجلة تُرضي جماهير شعبنا في توجيه الاتهامات التي تشمل جرائم الابادة الجماعية والقتل والتشريد في دارفور والقتل العمد لشهداء العيلفون لمئات الطلاب مع بداية الانقاذ وشهداء 2013 وشهداء ديسمبر و6 أبريل وتوجيه القرائن والأدلة لتقديم المجرمين الذين سرقوا خيرات بلادنا من البترول والذهب والذين دمروا كافة المؤسسات الاقتصادية وشردوا الناس من أعمالهم وباعوا الأراضي الزراعية وسرقوا أموال الضرائب والجمارك وحتى مال اليتيم .

وكلمة حق تُقال للجميع أن الثورة سلمية ولا تزال في سلميتها ولكنها قادرة على تحرق كل من يقف في مسارها العادل والشريف والنصر قادم باذن الله .

Ismail.shamseldin99@gmail.com
00249904572425

 

آراء