قد يكرهونك لأنك تحب وطنك .. وبالحب فقط يهزم فيروس الكراهية
كنا نحلم بعد انتصار الثورة ان نسابق الزمن لتعويض ضياع ثلاثين عام من عمر وطننا وشعبنا راحت هدرا في ظل الانقاذ نستجمع قدراتنا نرتب صفوفنا نداوي جراحنا نبلل مهاجرنا بأريج الوطن والثورة كتيبة هنا تعمل للإصلاح واخرى تعمل هناك للمعاش وغيرها للبناء واخرون يستعيدون دور السودان ورونقه في المحافل الدولية ومنهم يعمل في انارة الوعي الذي طمسته الانقاذ بجهالاتها ومنهم من يبني المؤسسات . والاطر وينفض الغبار عن ثقافة الاختلاف والاحترام وتباين الراي في ظل الحرية استشرافا لتمرين ديمقراطي يليق بشعبنا دون تطرف او غلو . كنا نحلم بالية تنفيذية تعمل على تحقيق العدالة وتامين الحرية ومحاربة ثقافة الفساد ومأسسة الدولة واطفاء الحريق وتنظيف العقول والشوارع من ركام الانقاذ بروح واحدة هي روح الثورة والتكافل ونكران الذات والايثار والترفع واحترام الكبير وتوقير الصغير كانت امنيات واحلام تعثرت بفعل تمكن ثقافة الكراهية في قطاع من الناس تم تغييبه عن الوعي طوال ثلاث عقود بفعل جرثومة الكراهية والعنصرية السياسية التي زرعتها الانقاذ والتي اصبحت كامنة في صدور البعض كالداء العضال الذي لا عقار يلجمه حتى الآن .
احلامنا باتت مهددة بفعل جرثومة الكراهية هذه العالقة في صدور البعض منهم من توارثها كمرض وراثي مزمن ومنهم من اكتسبها لعدم توافر المناخ الصحي المعافي ومنهم من حقن بها دون وعي منه فباتوا يكرهون ويكرهون حد الكراهية العمياء في غياب وتغييب ممنهج للعقل والضمير السياسي وحتى الفطرة الإنسانية ليكتمل استزراع حزب عتيد للكراهية يعلق في اسطح الكلمات والعبارات والمعاني المظلمة والاكاذيب المصنوعة بسذاجة.
المستهدف في الواقع ليس شخصا بعينه وان بدأ امام اعينهم كلوحة تصويب لتسديد الطلقات ذات الرؤوس الملوثة بفايرس الكراهية وليس حزبا بعينه اصبح كحائط الصد الاول والترس الأول دفاعا عن قيم الشهداء ووصاياهم لكن المستهدف الأول في الواقع هو الوطن في تاريخه وفي نضاله الوطني ضد المستعمر وفي دماء شهداءه التي انبتت نخلة الاستقلال الباسقة وفي اصالته الوطنية التي تصد تيارات الاستلاب الايديولجي يمينا ويسارا وفي قيمه الوطنية ومشروعه الديمقراطي الذي يعيد حق اتخاذ القرار للشعب دون وصاية لصفوة مغيبة ادمنت الفشل بشهادة اعلامها . وقد شهدنا وسمعنا كيف اساء البعض لتاريخ السودان ولدماء الشهداء في كرري التي غنى لها الفيتوري ووردي نها أسوأ تاريخ ذلك المعتوه الذي تمكن منه الداء .
لذا بدأ المشهد الآن بكل احباطاته معبرا عن هذا الواقع المرفوض لكل ابناء الشعب السوداني فالثورة ليست منبتة عن حلقات نضال ومقاومة تماسكت عبر عقود وليست مجهولة الابوين وليست سبية لمجموعة تلونها حيث تشاء بل هي بنت الشعب السوداني اتت مهرولة من اقاليم السودان المختلفة كما هرولت رابحة الكنانية بفداءيتها وكما تدفقت حشود السودانيين الابرار الاطهار تحت رايات المهدية من كل انحاء السودان نحو الخرطوم لتحريرها من الظلام والاستعباد والاحتلال لترفع رايات الحرية والاستقلال مثلما ارتفعت عند تحرير الخرطوم الأول هكذا كانت الثورة وهكذا ستكون . اما الكارهون فهم كارهون لتاريخهم ولشعبهم ولانفسهم والكراهية داء لاشفاء منه ياكل الجسد كما تاكل النار الهشيم الا برحمة منه وهو القادر فوق عباده . لكن تبقى الحقيقة عصية على الاكاذيب والاصالة عصية على الاستلاب والوطنية عصية على الادعاءات الجوفاء وتبقى شعارات الثورة تليق بمن يستحقها ويؤمن بها ويعمل لها لا لمن يرددها كالببغاء بدون وعي او يحملها على ظهره اسفارا.
بسم الله الرحمن الرحيم ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
raiseyourvoicenow@yahoo.com