قصاصات من دفتر الثورة الحلقة (٢)
شعبٌ بهذه الفرادة والبسالة لن ينهزم أمام الساقطين القتلة تجار الدين.
*اليوم الأحد الموافق ١٣ يناير؛ اكثر من خمس (١٥ ) مدينة وبلدة سودانية ستخرج جماهيرها للشارع وهم يزأرون كالأسود الضارية...
*إنهم أحفاد تهارقا وبعنخي والمهدي وعلي عبد اللطيف وعبدالفضيل الماظ البطل الذي مات على مدفعه وهو يقاوم.
*إنهن حفيدات مهيرة بت عبود واخواتها الكنداكات الباسلات الماجدات منذ فجر التأريخ؛ يلهبن بزغاريدهن الجميلة حناجر الثوار في ساحات النزال السلمي...
*لن ينسى السودانيون ذاك المناضل الثائر الذي كان يسير برجل واحدة (من ذوي الإحتياجات الخاصة) وهو يشارك شعبه في ثورته المجيدة.
*لن ننس أبدا طفلنا المحمول على اجنح فجر قادمٍ الشهيد البطل الصغير الصادق ووجهه الثائر وهو يتقدم صفوف الثورة وتذكرت كلمات الأغنية التراثية الخالدة:
الزول بفتخر يباهي بالعندو
نحن أسياد شهامة والكرم جندو
ما في وسطنا واحداً ما انكرب زندو
البعجز بيناتنا بنسندو
الليلة بنخوضا
ركابين عليهو الناصع أب غرة
نتباشر وقت نلقى الكلام حرة
ما بننفز يمين إن متنا فد مرة
الخواف ما حر منو نتبرا
الليلة بنخوضا
للجار والصديق عشرتنا تتمنى
بنصون الأمانة السيدا أمنا
المغرور ندوسو ونعدموا الطنة
(شافعنا بيرى الموت في الركاب سنة)
*لن ننس أبداً شعارا الثورة وأيقونتها الخالدة العجيبة "تسقط بس" والذي به ينعقد عقود المتزوجين وبه تبدأ حفلاتهم الثورية فما ابدع هذا الشعب الذي خرج ليعلم شعوب الارض كيف تكون الثورة جميلة ولا فخر انني من هذا الشعب وأنتم ???
*لن ننس أبداً عطبرة وثوارها وهم يشعلون الشرارة الأولى ويحرقون بيت الشر والدسيسة دار المؤتمر المجرم ولن ننس ما حيينا ثوار دنقلا الفتية وهم يحرقون دار الإفك والضلال ويحتلون مقار الحكومة وهروب المجرمين منها.
*لن ننس ابدا ثوار القضارف الذين قدموا إثنين وعشرين شهيداً فاستحقت لقب ام شهداء ثورتنا المجيدة ولن يغيب عن بالنا هروب الوالي من غضب الثوار والقبض على قناص مختبئاً بأحدي البنايات. القضارف يكفيها شرفاً انها المدينة الاولى التي سبقت مدن البلاد في الوصول الى مقر الولاية او الحكومة وتسليم مذكرة التنحي.
*لن ننس أبداً مظاهرة بارا الهادرة والشرطة تحرسها وهي تهتف باسم السودان تشق سوقها في إباء وشمم ثم لن ننسى فرادة ثوار الجيلي وهم يحملون على أكتافهم جنديين من القوات المسلحة (شعب واحد جيش واحد) وجلوسهم في شارع التحدي...
*لن ننس أبداً تفردالثوار في مدني السني وكرهم وفرهم العجيب وتسييرهم لموكب فاق حد الوصف في الجمال ولا ننس كيف تم طرد الفرعون البشير في قرى وبلدات الجزيرة ولن ينسى الشعب تلك المرأة البطلة وهي ترفع عقيرتها برحيل البشير وهو يرتجف في موكبه المتحرك. لن ننس ابدا تلاميذ المدارس في رفاعة وهم يصيحون في وجه البشير كفاية كفاية يا غنماية
*لن ننس أبداً الأبيض عروس الرمال وجسارة أطبائها ومهنييها ومحاميها امام جبروت مجرم العدالة احمد هارون والي السوء.
*وكيف بالله ننسى مدينة الثغر الدرة بورتسودان في أقصى شرقي البلاد وكل من فيها يهدر ويهتف برحيل نظام الشر وكذلك كسلا وحلفا الجديدة وغيرها من المدن...
*وفي الجزيرة ابا الباسلة خرج الفرسان على وقع دق نحاس البوق (دقوا النحاس من ضي) وخرجت الجماهير المؤمنة بقضيتها العادلة للشارع فكانت لوحة رائعة ذكرتنا بامجاد اجدادنا في المهدية...
*وإن ننسى لن ننسى أبداً أطفال المسيرية الجميلين وهم يغنون ببراءة ويقررون فساد البشير وفساد نظامه قوة البشير قوة فاسدة حركات حركات قوة فاسدة... ????
*ويغمرني الفخر وانا ارى أطفال اخواني في كرمة البلد التاريخية وعلى اعتاب الدفوفة وهم يخرجون وينادون باسقاط النظام وجلهم أطفال مدارس ابتدائية...
*لن ننس أبداً فرادة ثورات العاصمة الخرطوم؛ ففي احيائها تمت هزيمة النظام وعسسه الجبناء. في بري الباسلة والشجرة والديوم وكل احياء أمدرمان...
*لن ننسى ما حيينا موكب أمدرمان الذي كان رائعاً جداً وملهماً لشعب السودان فقد هدرت عشرات الآلاف من الثوار السلميين في شوارعها العريقة وقدمت أمدرمان مهرها للثورة كاملة غير منقوصة؛ اربع شهداء وحدثت فيها الأعاجيب من توزيع ذلك الطفل الصغير للأكل للثوار وخروج النساء الأمهات يسقين المتظاهرين ماء النصر والعزة والفخر...
*بكى الناس عندما ردت الخرطوم على فرية النظام العنصرية فهتف قراري يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور وانتشر الهتاف في كل بقعة في الارض..
*ولن ينسى الناس هبة السودانيين في مهاجرهم وهم يهتفون بشعارات الثورة فيلتقطها الثوار في السودان. خرجت المدن العالمية لندن واشنطون ونيويورك وتورنتو وباريس وسيدني. خرج كل الدنيا ضد هؤلاء الكيزان....
*ما يجعلنا فخورين بشعبنا هو تمرسه في فعل الثورات. خرج الشعب بأسره ضد هؤلاء الفاسدين الطغاة المجرمين بعد ان صبر كثيراً فجاءت ثورته كاملةً غير منقوصة ترونها الان وهي تتصاعد بينما موئل الشر أعضاء العصابة عمى الله ابصارهم فلم يعد يملكون ا لا طريقاً واحدا وهو طريق السقوط نحو الدرك الأسفل....
**إنني في هذه القصاصة العاجلة اعتذر لكل المدن والبلدات التي لم يتم ذكرها وإن شاء الله نخصص لتلك المدن مواقف وبطولات....
?????
zomrawy@yahoo.com