قصة يوسف الذي باعوه بدراهم معدودة

 


 

 

=========
د. فراج الشيخ الفزاري
========
وكانوا فيه من الزاهدبن....فما أتعسك بأن تكون مستشارا سياسيا زمن الحرب ..فلا انت عسكريا ( لا تزال الرصاصة في جيبك)..ولا سياسيا محنكا مقبولا بين المدنيين.. بل درويشا تائها بين القوم الشامتين ..وربما مشروع انتقام جديد بين الرفاق المتربصين.
واذكر ، في مقال سابق ، كتبته عبر هذه الصحيفة،تحت عنوان( ما اتعسك بأن تكون وزيرا في السودان)..ذكرت فيه مآلات الدائرة الشريرة التي نعيشها منذ الاستقلال وهي تعاقب الحكم الراتب الفاشل بين العسكر والمدنيين ..وكيف هو حال من هم في سدة الحكم ..فإن مصيرهم معروف ومحتوم من الوزارة الي الجزارة في كوبر...ويذكر في ذلك قصة طريفة عندما زار عضو مجلس انقلاب مايو ، زين العابدين محمد احمد سجن كوبر متفقدا حال المعتقلين.. فلاحظ أن سقف الحراسات ليس مرتفعا...فقال ضاحكا بضرورة تعديل وضعه حتي جاء دورهم في الاعتقال أن يجدوه متسعا ومريحا...وهذا هو حال الحكم في السودان..لم نسمع بتغير نظام سياسي مدنيا أو عسكريا والا أصبح فيه حكام (العهد البائد) هم عتاد المجرمين..فما اتعسك بأن تكون وزيرا أو مسئولا فسوف تصلك اللعنات ولو كنت من النساك الزاهدين..
ويوسف عزت...لن يكون استثنائيا..فالدخول في عش الدبابير ليس كالخروج منه..فالرجل يمتلك الكثير والكثير مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر ببالنا نحن الضحايا العزل من المدنيين.. وباستقالته أو إقالته، أصبح هدفا لاعدائه الشامتين من داخل وخارج تنظيمه العسكري فهو ( كنز) ومنجم ذهب لا يقل قيمة من جبل عامر ..و(شاهد عصر) لتأريخ الجانويد..بل كاتم أسرار القائد الأعلي لقوات الدعم السريع كما قال هو ، الأمر الذي جعله يرفض تبعيته للنائب ولو كان شقيق القائد الأعلي.. وفي ذلك التصريح ( مزلة) للقائد وشقيقه لن يمر مرار الكرام في عرف المليشيات المسلحة.
لقد كنا نقول، سابقا، من التعاسة ان تكون وزيرا في السودان، والآن تدخل وظيفة المستشار السياسي ،ولو كان مدنيا، في الدائرة الجهنمية..وبدرجة أكبر من الخطر..لأن ( حسابات ) الحركات والمليشيات المسلحة.. ذات طبيعة خاصة .. وقاعدتهم تقول [ ألا قاعدة في محاكمة من خرج عن القاعدة]..تري أي قاعدة في انتظار يوسف عزت..بعد أن خرج من عش الدبابير؟

د.فراج الشيخ الفزاري

f.4u4f@hotmail.com

 

آراء