كلام ما ساكت… من المشنقة الي السقوط …. (رواية قيد الإصدار لهاشم كرار)

 


 

 

ادهشنا هاشم مرة أخرى، ولطالما ادهشنا بكتابته التي لا يُمكن أن يكتبها الا،هو، هاشم...
ذلك (الزول) المُدهش علي طول الخط.
بيد ان كتابه__كلام ما ساكت ..من المشنقة الي السقوط _ الذي جاء في رواية تحمل هذا الاسم ، قد تجاوز بنا حالات الدهشة الي احد نماذج الدراما السياسية في السودان...هي في واقع الأمر مأساة سياسية و اجتماعية كان لها الأثر البليغ في وجدان الشعب السوداني بمختلف اطيافه و مكوناته بمثل ما ارتعش لها العالم الحر و انسانه.....
رواية _ كلام ما ساكت ..من المشنقة الي السقوط _ هي رواية هاشم لمقتل و استشهاد حلاج السودان ، محمود محمد طه.
روايته هو شخصيا، كصحفي في جريدة الأيام انذاك، حيث تضافرت خبرته الصحفية و علاقاته الممتدة، بان تجعل منه، هاشم ،غاب قوسين او أدني من عش الدبابير و وكر الافاعي و فحيحها...وهي تنسج خيوط ذلك الحبل وفتلاته لتدق به عنق ذلك الشيخ السبعيني،جعلته، هاشم، شاهد إثبات لفداحة الجريمة و شناعتها....
شاهد إثبات علي قسوتهم وغلظتهم.
علي انتهازيتهم وخبثهم و دهائهم....
و كأن من قدر السودان و سخريته ان يظل يصارعهم حتى الآن...
هم انفسهم الذين تدثروا ببزة الجنرال نميري ليغتالوا محمودا قد تدثروا الان بجنرال اخر ليطلقوا الرصاص في الرؤوس و الصدور.....
اختار هاشم لروايته التوثيقية التاريخية منحا دراميا خالصاً؛ حيث تتصاعد الأحداث من و هلتها الأولي و لا تكف عن التصاعد حتي تنتهي بالماساة. و يحدثنا التاريخ السوداني لاحقاً، بأن التطهر catharsis و التسامي من تلك الجريمة النكراء قد تولاه الشعب السوداني ولم يمض حول من زمانها بقيامه بانتفاضة مارس أبريل 1985 و اهال التراب علي سلطة النميري.
اللغة في هذه الرواية تعبر عن اسلوب هاشم في الحكي الطاعم المتبل ، هي عامية سودانية دارجة لكنها من بيت الكلاوي.
هذا التكنيك في إستخدام العامية ، لم ياتي به هاشم اعتباطا، بل جعلت_ اي العامية_ الأحداث والحوار أكثر واقعية وقربا من القاريء...جعلته يستشعر أنفاس الشخوص و نبضات القلوب و تاهوات اليأس و بارقات الأمل، ان وجد، ....
العامية المستخدمة في الرواية تتيح لك ان تجد مكانا في وسط هذه الدراما لترقب المشاهد عن كثب... تجعلك اقرب وجدانا الي الأبطال و أكثر ازورارا و حنقا علي القتلة.
ولاجل هذا الغرض فقد خدمت العامية الفعل الدرامي ....
يقيني ان الرواية بقدر إمتاعها و تشويقها الذي يصل الي ذري بعيدة climax فقد جاء توقيتها و نحن السودانيين نعيش منعطفا اخر في تاريخنا المعاصر ....و للمفارقة فإن القتلة هم أنفسهم، ، اما الأبطال، هذه المرة، فالشعب باجمعه......
عمر محجوب محمد

26يوليو 2022م.

omarkarrar005@gmail.com

//////////////////////////

 

آراء