لا تقطع ما أمر الله به أن يوصل

 


 

 

كلام الناس
أكتب لك وأنا حزينة على إبني الأكبر الذي يسكن معنا في البيت الذي حرص والده عليه رحمة الله أن يكون بيت العائلة وقد نجح بحمد الله وتوفيقه في جمع كل الذين يعيشون في السودان في حوشه الكبير.
أضافت الأم قائلة : للأسف إبني الأكبر قفل على نفسه وأسرته بمعزل عن إخوته الذين يعيشون معه في بيت العائلة وأصبح كثير الشكوى منهم دون ذنب جنوه، لأنه يعتقد أنهم يحرضونني عليه وأشهد الله لم يحدث ذلك من أي منهم، وعندما قررت تخصيص مساحة من البيت لي ظن أننا قصدنا التضييق عليه كي يرحل هو وأسرته.
هكذا أوصلت الأم س.م رسالتها التي ذكرت فيها أن إبنها من قراء كلام الناس التي أكدت فيها أنها لاتفرق بين أحد منهم، سائلة المولي عز وجل أن يهدي إبنها الأكبر وأن لا يظلم إخوته وأن يعيشوا سوياً بسلام ومحبة وتناغم وتضامن.
هذه الحالة ليست قاصرة على هذه الأسرة ففي كثير من الأسر حالات مشابهة تفتعل الخلافات والمشاكل وتغلق نفسها وأسرتها عن بقية العائلة الواحدة، لذلك عممت الرسالة لكل الأسر داخل السودان و خارجه.
إنني لا أبرئ الأمهات والاباء من بعض الأخطاء التربوية خاصة في المعاملة بين البنات والأولاد الأمر الذي قد يفسر بأنه إنحياز لفرد من العائلة دون الاخر لكن ذلك لايبرر قطع صلة الرحم بينهم مهما كانت المبررات.
واضح من رسالة الام س.م انها حريصة على التعايش الإيجابي بين البنات والأولاد في العائلة دون أن تفرق بينهم، وكل ما تأمله منهم أن يعيشوا سوياً في سلام ووئام لأن البيت يسع الجميع.
الرسالة الأهم اوجهها للإبن الأكبر ولكل الحالات الشبيهة له في كل الأسر هي انه مهما كانت الأسباب و المبررات ومهما يحدث من الأمهات والاباء فإنهم يجب أن يظلوا مكان الاحترام والتقدير خاصة ّإذا بلغوا الكبر وأصبحوا أكثر حاجة للرعاية، وعلى جميع اطراف العائلة الواحدة إن يتضامنوا ويتساندوا ويشيلوا بعض خاصة في هذه الظروف الاقتصادية والمعيشية الأصعب.
كلمة أخيرة أوجهها لهذا الإبن الأكبر ولغيره من الحالات المشابهة : لاتقطعوا ما أمر الله به ان يوصل.

 

آراء