لغة إنجليزية باللهجة المصرية وأخطاء بالجملة والقطاعي في النطق وأسلوب التلقين واضح في السرد مع كثرة ترديد الجمل والمقاطع علي طريقة ( الحكواتي ) !!..

 


 

 

العنوان أعلاه يلخص لنا بجلاء حصة ادب انجليزي تناول فيها الاستاذ ... ( نمسك عن ذكر اسمه ) لأن الغرض ليس التشهير بل النقد البناء عن محبة كما يقول عبقري الرواية العربية الراحل الطيب صالح ( اللهم اغفر له وارحمه واجعل الجنة متقلبه ومثواه ) .
كان مسرح الحصة استديو تلفزيون الولاية الشمالية وقد تناول فيها الاستاذ مقاطع من كتاب ( جزيرة الكنز ) المقرر علي طلاب الشهادة السودانية.
وحتي نكون منصفين فإن الاستاذ ويبدو أنه مخضرم قد واصل في سرده للقصة لطلابه المتعطشين لسبر أغوار هذه الرواية المشوقة المحتشدة بالمغامرات في أعالي البحار مع نسج المؤامرات المتبادلة بين فريقين كل يريد الكنز في نهاية المطاف ولو علي اسنة الرماح وسفك الدماء نعم لقد واصل السرد بانجليزية صرفة ولم يدخل أي كلمات عربية وهذا يحسب له لأن بعض الأساتذة درجوا علي القراءة من الكتاب مباشرة مع الترجمة الفورية باللغة العربية ناسين أن مادة الادب الانجليزي أضيفت لمقرر الانجليزي حتي يصبح الطالب مستمعا جيدا ومتذوقا حاذقا لهذه اللغة الأجنبية التي تصدرت جميع اللغات باستعمالاتها المتعددة في السياسة والاقتصاد والعلوم والآداب والفنون وعلوم الكمبيوتر والانترنت والذكاء الاصطناعي وفي المنظمات الدولية والبحوث العلمية والاستراتيجية والتجارة الدولية وفي النهاية يراد للطالب أن يجيد المخاطبة بها ويكون ذرب اللسان عنده الحذق والطلاقة والثقة بالنفس والشجاعة الأدبية حتي إذا ابتعث للخارج لايحتاج لتضييع عام من وقته الثمين يلقنونه اللغة وكأنه تلميذ مبتديء وحتي لايتعثر في بحوثه وتطول به سنين البعثة لضعفه في اللغة وتهيبه من المراجع الضخمة والبروفسيرات من الحجم الكبير في دنيا المحاضرات والمدرجات والمكتبات والسنمارات بكامل الجدية والصرامة العلمية وبكامل الأمانة في البحث والاستقصاء .
لكن الاستاذ ( ارجو ان يسمح لنا لإبداء بعض الملاحظات عن العرض الذي قدمه من كتاب جزيرة الكنز لطلابه المتحرقين للسرد الرصين بنطق سليم وصوت رخيم كأنه صادر من خواجة اصلي من قلب لندن أو من داخل استديوهات ال ( BBC ) ومالنا نذهب بعيدا فعندنا عبدالرحمن علي طه ، مكاوي سليمان اكرت ومحمد احمد محجوب وكان الراحل البروف حمد النيل الفاضل يصول ويجول في حنتوب يسرد الروايات الطويلة بطريقته الهادئة الرزينة وكنا نعرف أنه من زبائن لندن يزورها كل عام ليتزود بالجديد في دنيا لسانهم الذي فتن به وقد نبغ فيه ايما نبوغ .
وفي بخت الرضا التي استبط فيها ( J.A.Bright ) خطه الجميل المسمي باسمه ليدرس للمتدربين من معلمي المرحلة الوسطي حتي ينقلوه بدورهم للمدارس وهو خط مقروء يربط بين الحروف وتكون حروفه مقروءة وان الحرف الكبير أو الاستهلالي يكون ضعف الحرف الصغير . في هذا الصرح العلمي التربوي والتعليمي الهام كان استاذ تاج الدين ينطق اللغة باحسن من أهلها وبتطريب عال وموسيقي وجرس رنان ونطق سليم يسير فيه علي خطي استاذ التلب الذي صار ملكا متوجا تفوق علي الجميع في النطق السليم بصورة صارمة لا مجاملة فيها لكبير أو صغير !!..
نعود للأستاذ في استديو تلفزيون الولاية الشمالية وكان للاسف بينه وبين النطق السليم بعد المشرقين وسرده كان صحيحا وقد حكي القصة بأمانة وكما قلنا لم يستعمل أي ترجمة علي الشريط ولو كلمة واحدة ولكن ناخذ عليه تناوله للغة الانجليزية بلهجة مصرية وكان يردد ويعيد الجمل والمقاطع بصورة تلقينية كاملة ونهج تخفيظي ولم يترك لطلابه فرصة لارهاف السمع وتذوق الكلمات وحلاوة اللغة ومثل هذا العرض نتيجته النعاس من جانب الطلاب فيخرجون بعد الجرس وقد تركوا كل الدرس وراءهم لأنهم لم يسمعوا شيئا غير الزعيق وخمة النفس خاصة وأن الاستاذ كان مصاب بنزلة برد وكان يكثر من إمساك أنفه الملتهب ويسعل بين الفينة والاخري.
شكرا للاستاذ ولتلفزيون الشمالية الذي قدم لنا حصة بها الجوانب المشرقة التي يمكن البناء عليها أما أوجه القصور فيمكن معالجتها بالعودة الي تقاليد بخت الرضا والمدارس الثانوية القديمة والجامعات ومعهد المعلمين العالي والابتعاث الي جامعات بريطانيا لتحصيل اللغة من مظانها.
وياحليل جامعة ليدز كم كم خرجت من معلمي المرحلة الوسطي القديمة ومعلمي الثانويات صاروا فيما بعد اسماء في حياتنا !!..
شكراً لكم مقدما علي متابعة وقراءة هذا المقال الذي نرجو أن ينال حظه من النقاش .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم خريج حنتوب ١٩٦٤ وبخت الرضا ١٩٧٤.

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء