لكل قرناطته

 


 

 

كلام الناس

نورالدين مدني

لم أكن متمحساً لقراءة هذا الكتاب من عنوانه، ولأنني لم أقرأ من قبل للمؤلفة الروائية والناقدة والأستاذة الجامعية رضوى عاشور لكن ما أن بدأت في القراءة حتى اكتشفت أنه مشوق ومحشود بالوقائع والمواقف والدروس.
الكتاب مكون من ثلاثة أجزاء الجزء الأول بعنوان غرناطة والثاني بعنوان مريمة والثالث بعنوان الرحيل وخاتمة تحليلية بعنوان لكل قرناطته.
لن أحكي لكم تفاصيل ما جاء في هذا الكتاب الذي يتناول فترة تاريخية ترجع للقرن الحادي عشر، لكنه نقلني من التاريخ إلى الواقع الحالي الذي تعاني فيه الكثير من الشعوب من التامر وإجبار المواطنين على الرحيل من أرضهم وترك ممتلكاتهم للعدو الغاصب.
أوضحت المؤلفة ان ثلاثية قرناطة ولدت في لحظة سؤال النهايات الذي يمليه العجز والخوف والوعي بتاريخ مهدد، وأنها بأجزائها الثلاثة كانت ضرباً من ضروب الدفاع عن النفس.
تساءلت المؤلفة إن كان العرب الان يلجأون إلى غرطانة حين تشتد حاجتهم للمراثي التي ارتبطت بفقد الأندلس؟
تجسدت في ذاكرتي مشاهد العدوان الصهيوني الغاشم على الأراضي الفلسطينية المحتلة بهدف تهجير الفلسطينين من وطنهم.
كذلك الحرب العبثية في السودان التي تداخلت فيها أحلام سدنة نظام الإنقاذ المباد لاسترداد سلطتهم التي أسقطتها الجماهير الثائرة مع أطماع بعض الدول القريبة والبعيدة، التي تسببت في موت الملايين ونزوح ملايين الأسر من منازلهم وتأجيج الفتن المجتمعيبة وسط مكونات النسيج السوداني.
إلا أن خاتمة الكتاب أضاءت لنا بعض الضوء في نهاية النفق حين نرى علياً اخر سلالة أبي جعفر الوراق الذي استقر به المقام في إحدى قرى شرق الاندلس الذي كان في طريقه للرحيل بعد قرار 1609م يعطي ظهره للشاطيء ويعود ليبقى في وطنه.

 

آراء