لماذا لاتعيد الانقاذ الامانة الى صاحب الامانة … بقلم: حسن عوض احمد المحامى

 


 

 

بسم  الله  الرحمن   الرحيم

خواطر مسافرة من مرافئ الأمل الى رحاب

الممكن المأمول فى تحقيق السلام العادل الشامل

لماذا لاتعيد الانقاذ الامانة الى صاحب الامانة (الشعب السودانى)

 بعد شراكة الويات  المتحدة  الامريكية الثلاثية لانفاذ اتفاقية نفاشا تاكد لى انها  شراكة تكرس لانفصال جنوب الوطن عن شماله  جلست بعدها أحاور الليل أعبر عتمته بشفافية البصيرة فأرى الأشياء من نافذة المجهول .. والأنسان حين يحاور الليل تتغطى وحشة الوحدة بسدوله الداكنة السواد منعاً من التأمل حول مدارات الزمن التى تعبر الوجود ثم تأتى  دورة الوجود الذى تأكله السنون ثم هى نفسها تموت من الضياع  وحين لامست أحدى خواطرى كلمة الضياع فأجانى السؤال ماذا يحدث لو أنفصل الجنوب عن الشمال تنفيذاً لهذا المخطط الصهيونى الامريكى ؟

هذا السؤال عافته نفسى وطردته ذاكرتى فاذا هو جاسم بين النفس والذاكرة وتكراره أحدث صدمة فى النفس واهتزازات فى الذاكرة – أصابت بدنى بقشعريرة كادت ان تذهب برأى وتوجب الدهشة والسبات بحكم الطبيعة .

تنفست بعدها الصعداء فخفت وطأة الصدمة وتحللت الدهشة الى ارتدادات أرجعت البصر كرتين فاحدث هزة فى النفس وحركة فى الطباع .. وسألت نفسى من أدخلنا فى هذا النفق المظلم الممتد ؟ فجاءت الإجابة بتلقائية عجلي – الانقاذ هى سبب ما نحن فيه من مخاطر ؟ فان كان الامر كذلك لماذا لا نفترض أن أهل الانقاذ قد جاءوا فعلاً بنية لإنقاذ الوطن مما كان عليه ؟

وهنا قفز السؤال الأهم – طالما أن الانقاذ جاءت بتطلعات وأحلام وشعارات إنسانية كبيرة وأفشلتها المحاصرة المحلية والإقليمية والدولية من تحقيق كل تلك الشعارات والأحلام والتطلعات الامر الذى ادخل الوطن فى زمن المحنة الكبرى – لماذا لا تعيد الانقاذ أمانة المسئولية الى صاحب الامانة وهو الشعب السودانى وتقول له لقد حاولت وفشلت وها أنا اعيد لك هذا الامانة لان حملها يحتاج الى كل قطاعات الشعب السودانى لتساهم فيه عبر قانون التراضى الجماعى وبذلك وحده تكون الانقاذ قد أفشلت المخطط اللئيم بتقسيم الوطن وبتمزيقه الى دويلات صغيرة لاتقوى على تحقيق طفرة تنموية لانها رهينة الوصاية الخارجية – التى تسعى  لسرقة موارد وقرار الوطن .

وانا بين حواراتى الذاتية فاذا بالليل الصامت يسألنى – هل يعنى ذلك تحرير شهادة وفاة للانقاذ ؟ وبنفس التلقائية  العجلى اجبت لا والف لا ، انما هى  تحرير شهادة وفاء للانقاذ وشهادة ميلاد جديدة لها كقوى سياسية أصيلة فى المعترك السياسى تستند الى دفقها الذاتى بعيداً عن جهاز الدولة والياته فضحك الليل ضحكة أرهبت الكواكب الخفية فتلألأت فى حبور بان ذلك قد يكون لان عبقرية الشعب السودانى وتراكم خبراته فى لم الشمل وتوحيد الكلمة ثرة وعزيزة وفى هذه الحالة تحديداً تكون دعوة الطبيعة البشرية الى الاتفاق أشد من دعوتها اليه للأشتراك فى طلب المنفعة وبعد هذا هدأت خواطرى فارسلتها فى حقول المأمول لاجد سنبلة خضراء وشارة دخول تمنحنى حق التأمل وتزرع كوامنى بمشاتل الأمل فى أن ما يواجه الوطن من ازمة يمكن حلها فى البيت السودانى الفسيح اذا ما سعت الانقاذ لتحقيق قانون التراضى بتجميع شتات الامة فى أجماع وطن رائع تشارك فيه كل قطاعات الشعب وفئاته ومؤسساته المدنية من أحزاب وهيئات واتحادات ونقابات وأهل الرأى والفكر ورؤساء العشائر والقبائل ورجالات الطرق الصوفية دون أقصاء لاحد فى حكومة وطنية عريضة تتحمل مسئولية أفشال هذا المخطط القديم – الحديث – فتوصيات الايقاد هى تطبيق للخريطة التى رسمها واعدها مجلس الكنائس العالمى عام 1910م لحدود الجنوب عندما ينفصل عن الشمال – فالخريطة تشمل جنوب كردفان وبعض مدن شمال كردفان ومناطق الانقسنا فى النيل الازرق – فما أشبه الليلة بالبارحة يدور الزمن من حولنا ونحن كأهل بيزنطة فى جدال عقيم والوطن يتأكل من اطرافه وأحشائه – فشر البلية ما يضحك فقد ضحكت فى انكسار حتى انسد باب التفكير وتداعت جدران الذاكرة وخر سقفها ولعنت  طوارق السياسة حيث يزحف عدوك اليك تحت رأية المحبة ثم يقلب لك ظهر المجن فتذكرت قول المولى عزوجل ( ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً) صدق الله العظيم

فيا أهل الانقاذ ادركوا السودان قبل أن يدرككم ويدركه الطوفان .

اللهم قد بلغت فاشهد

حسن عوض احمد  المحامى

hassan ahmed [abusara44@hotmail.com]

 

آراء