لن يرضى عنك الفلول ولا البلابسة حتى تتبع ملتهم

 


 

 

بقلم اوهاج م صالح
قال الحق تبارك وتعالى للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في سورة البقرة، الآية 120 " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ " طبعا الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ ولايمكن ان يتبع اهواء اليهود والنصارى ولكن قصد الله تعالى بهذا التنبيه هو ان يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم إتباعه بأنهم مهما بذلوا من جهد وقدموا من تنازلات فسوف لن يرضى عنهم اليهود ولا النصارى حتى يتبعوا اهواءهم المضلة الشريرة.
ونفس هذا التحذير انا اوجهه لجميع السودانيين الذين يقولون لا للحرب، ان يثبتوا على مبدأهم وهو مبدأ رفض الحرب ولا يلتفتوا للفلول والبلابسة ومن شايعهم واعلامهم المأجور، لأنكم ببساطة ايها السودانيين مهما قدمتم لهم من مبررات قوية لضرورة ايقاف هذه الحرب اللعينة والقاسية على عموم السودانيين سوف لن ترضوهم أبدا حتى تجاروهم وتنساقوا الى اهوائهم المريضة وخيارهم الذي ارتضوه وهو خيار الحرب والبل والمتك والتهجير والتشريد والتجويع وتدمير البنية التحتية وتفتيت السودان. ومن المعلوم انه ما من انسان عاقل في هذه البسيطة ان يتخذ الحرب خيارا اوحدا له لأن الحرب كما قال عنها الشاعر زهير بن ابي سلمى:
وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم * وما هو عنها بالحديث المرجم
متى تبعثوها تبعثوها ذميمة* وتضر اذا ضريتموها فتضرم
فتعرككم حرك الرحى بثفالها* وتلقح كشافاً تم تنتج فتتئم
فتنتج لكم غلمان اشأم كلهم * كأحمرعاد ثم ترضع فتفطم
كما اضيف واقول لبعض السودانيين الذين يقولون انهم يقفون مع الجيش الوطني في خندق واحد، نقول لهم هذا امر طبيعي ان يقف جميع السودانيين، بمن فيهم الدعم السريع، مع الجيش الوطني في خندق واحد. ولكن ما هو هذا الجيش الوطني الذي ينبغي ان يقف معه السودانيين في خندق واحد؟ الرد على هذا السؤال ببساطة هو "ذاك الجيش الوطني غير المؤدلج وغير المنحاز، والجيش غير الجهوي ولا العنصري، الجيش الذي عقيدته حماية الأرض والعرض و الدستور، الجيش الذي يحقن دماء السودانيين ويصون كرامتهم، الجيش الذي لا يفرق بين السودانيين على اساس سحناتهم واعراقهم ومناطقهم وقبائلهم" فهذا هو الجيش الذي يجب على جميع السودانيين الوقوف معه ودعمه.
والسؤال الثاني الذي يطرح نفسه بقوة "هل يا ترى جيشنا الحالي يتصف بربع هذه الصفات التي يتصف بها أي جيش وطني؟ الرد: كلا ثم كلا ثم ترليون كلا. لأن الجيش الحالي في المقام الأول هو جيش الكيزان، وانه هو الجيش الذي هتك الأعراض وفرط في الأرض وظل ينتهك الدستور طوال تاريخه الأسود، وهو الذي قتل ما يزيد عن 2مليون سوداني في جنوب السودان، وأكثر من 250 الف في دارفور ومثلهم في جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وبقية بقاع السودان. الجيش الحالي هو الذي يدمر البنية التحتية وهو من اطلق سراح اكثر من 20 الف مجرم ليعوثوا في الأرض فسادا مع كتائب الكيزان، و9 طويلة، والنيقرز. فهل هناك من عاقل يمكنه الوقوف مع هذا النوع من الجيش في خندق واحد. نحن عندما نقول ان الجيش الحالي جيش الكيزان لأن انظمة الجيش مبنية على التراتبية التي تتنزل فيها التعليمات من اعلى الى أسفل، والكلمة الفصل للجنرالات وكما هو معلوم فإن اغلب جنرالات اليوم هم كيزان حتى النخاع وما تبقى من الجيش ما هم الا منفذين للأوامر ولا حول ولا قوة لهم ويرقصون على معزوفة الجنرالات، لذلك حق لنا ان نصف الجيش الحالي بجيش الكيزان طالما الجنرالات هم الذين يوجهون بوصلته ويتحكمون في قراراته.
أن هذا الجيش ومنذ ان نال السودان استقلاله المشوه وحتى هذه اللحظة قد نفذ العديد من انقلابات منها (انقلاب كبيدة الذي جاء بعد الإستقلال مباشرة، وانقلاب عبود، انقلاب جعفر نميري، انقلاب سوار الدهب، انقلاب الحركة الإسلامية ، وانقلاب لجنة البشير الأمنية وانقلاب البرهان حميدتي، وانقلابات البرهان (1 و2). واقول للذين لا يزالون يعتقدون ان المشير/سوار الذهب قد انحاز لخيارالشعب إبان ثورته على المشير/جعفر نميري، فهم واهمون، لأن سوار الذهب هو من غزية بل ومن كبارعرابيها (الحركة الإسلامية الماسونية) وان انقلابه على النميري تم بإيعاز من الحركة الإسلامية، وانه هو الذي مهد الطريق لإنقلاب الحركة الإسلامية في 1989م ووفر لها الغطاءَ الكبير لتعمل من خلاله بحرية تامة اتاحت له تنفيذ إنقلابها المشؤوم الذي اوصلنا لما نحن عليه الآن. يعنى بإختصار شديد ان سوار الذهب سلم حكومة الإنتفاضة تسليم مفتاح للحركة الإسلامية، وبتمثيلية سمجة، تماما كما هو الحال بالنسبة لحكومة الأمر الواقع الحالية والتى بدأت مشوارها الإنقلابي بإستلام الحكومة من قبل لجنة البشير الأمنية الإسلامية الأمنية، تسليم مفتاح لتدخلنا هذه اللجنة الأمنية في هذه الحرب العبثية على حد وصف قائدهم البرهان.
كذلك فإن ديمقراطية الصادق المهدي هي ايضا امتداد لتآمر قادة جيش الكيزان، خاصة اذا علمنا ان السيد الصادق المهدي هو أيضا ربيب الحركة الإسلامية، أي أحد اعمدة الحركة الإسلامية (كتائب او مجموعة الظل)، والدليل على ذلك ان الصادق المهدي وابن عمه مبارك المهدي كانا يعلمان علم اليقين بجميع مراحل التخطيط لإنقلاب الحركة الإسلامية يونيو 1989م، لأنهما تم تنبيههما من قبل المخابرات عدة مرات ولكنهما غضا الطرف عن الإنقلاب حتى سلموا الحكومة تسليم مفتاح بتمثيلية سمجة كتمثيلية سوار الذهب وتمثيلية لجنة البشير الأمنية. وقد ذكر احد المقربين من الترابي ، اسمه دفع الله، في مقابلة اجراها معه الأستاذ/عادل سيد احمد في قناة أم درمان الفضائية، ان الرويبضة الذي يدعي انه مخضرم في السياسة، المدعو مبارك الفاضل المهدي، قد ذهب للسيد الترابي وطلب منه ان يعملوا إنقلاب على حكومة الصادق المهدي التي يعتقد البعض انها حكومة مدنية ديمقراطية، في الوقت الذي كان فيه مبارك الفاضل وزيرا للداخلية. وعندما ودعه الترابي وغادر الرويبضة مبارك الفاضل، فضحه الترابي اما الحاضرين من جماعته ومنهم الأستاذ/ دفع الله حيث اخبرهم بان مبارك الفاضل قد جاء اليه ليطلب منه ان ينفذوا إنقلاباً على حكومة إبن عمه الصادق المهدي رئيس الوزراء في ذلك الوقت. واضاف دفع الله ان الترابي قد سخر من مبارك الفاضل، قائلاً لهم بالله شوفوا عينة ده، هو في انقلاب بعملوه بالطريقة المكشوفة دي؟
طبعا لم يذهب مبارك الفاضل للترابي الا بعد ان تأكد له بنسبة مائة في المائة ان الإنقلاب لا محالة قائم وبالتالي جاء ليركب معهم في سفينة الإنقلاب حتى يحصل على نصيبه في الإنقلاب، كعادته الإنتهازية. وفي الغالب ان زيارة مبارك الفاضل للترابي قد تمت بإلتنسيق مع الصادق المهدي نفسه، خاصة اذا علمنا ان الصادق المهدي قد تم ابلاغه بذلك الإنقلاب عدة مرات ومن الذين ابلغوه هو وزير الدفاع ( اعتقد اسمه مين كده نمر). وبهذا نخلص الى حقيقة مفادها ان الجيش الذي ظل يخرق في الدستور منذ نشأته وحتى يومنا هذا ويقوم بكل هذه الإنقلابات ويرتكب ابشع الموبقات التى اقعدت السودان وربما تؤدي الى فنائه ومسحه من خارطة العالم بهذه الحرب الأخيرة العبثية الشنيعة، لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يكون جيشاً وطنياً يستوجب الوقوف معه او دعمه، خاصة اذا علمنا ان الجيش الحالي اكثر من 90 من قادته الحاليين هم فلول وكوادرللحركة المسيلمية الماسونية.
اكيد انكم لاحظتم انني لم اطلق في هذا المقال وصف كيزان على الذين اشعلوا الحرب الحالية ويصرون على الإستمرارها، واكتفيت فقط بوصفهم بالفلول والبلابسة. والسبب في ذلك انه ليس كل الكيزان، على الأقل في هذه الحرب، مع انقلابات البرهان واستمراره في هذه الحرب العبثية. فهناك من الكيزان من توقف عن اتباع اهواء الفلول بعد توصلهم لحقيقة نواياهم الخبيثة والشريرة، فهداهم الله وعادوا الى رشدهم، ومنهم على سبيل المثال، المحامي كمال عمر، والدكتور على الحاج والدكتور محمد بدر الدين والشهيدين المهندس بولاد والدكتور خليل ابراهيم..الخ.
فالفلول وحسب تعريفي لهم انهم فئة من الذين اتخذوا الإسلام مطية للوصول الى الحكم بغية تنفيذ مآربهم المتمثلة في احتكار السلطة ونهب ثروات ومقدرات الوطن، وهم ابعد الناس عن الدين والإسلام. ومثل الفلول كمثل الذين قال عنهم الحق تبارك وتعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ۝ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ۝ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ۝ سورة البقرة:204 -206 ، والآية (14) في سورة البقرة عن المنافقين الذين قال الحق تبارك وتعالى عنهم ( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ، الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون، اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوه مهتدين ﴾،
والآية 76 في سورة البقرة ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾
وكذلك الآيات التالية في سورة البقرة: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ۝ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ۝ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ۝ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ۝ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ ۝[.
وهذه الآيات تجسد حالة الفلول بدقة متناهية، لذلك يجب على أي انسان عاقل الا يتبع اهواء هؤلاء المجرمين، وان كان قد اتبعهم في السابق على عمى فليس له بعد اليوم وبعدما تم وصفهم في هذه الآيات المباركات بهذه الدقة، ان يركب رأسه ويستمر في الجري خلفهم لأن نتيجة الجرى وراء هذه الفئة الباغية نتيجته واحدة فقط وهي نار جهنم خالد مخلدا فيها ابدا.
وطبعاً هذا الوصف للفول يشمل البلابسة وعلماء سلطان الكيزان الذين صموا آذانهم عن مآسي هذه الحرب وظلوا يشعلوا نيارانها ويحرفون الكلم عن مواضعه بشرائهم آيات الله بثمن قليل، وامثال هؤلاء لا يأكلون في بطونهم الا نارا ، ولا يكلمهم الله يوم القيامه، لأنهم يقولون ان الإقتتال بين الدعم السريع والفلول ليس اقتتال بين طائفات، بالرغم من ورود آية صريحة في كتاب الله تقول (وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنۢ بَغَتْ إِحْدَىٰهُمَا عَلَى ٱلْأُخْرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِى تَبْغِى حَتَّىٰ تَفِىٓءَ إِلَىٰٓ أَمْرِ ٱللَّهِ ۚ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِٱلْعَدْلِ وَأَقْسِطُوٓاْ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ).
وعلماء الفلول لم يصلحوا بين الطائفتين ولم يصمتوا بل قاتلوا في صف الطائفة التي تبغي وتصر على استمرار الحرب. وسوف نفرد مقالا خاصاً بعلماء الفلول نفضح فيه ضلالهم وافكهم وافترائهم على الله الكذب.
تريليون لا للحرب، ونعم للسلام.
اوهاج م صالح

awhaj191216@gmail.com

 

آراء